معكم يا أهلنا في البحرين والجزيرة العربية

في ذكرى جريمة إعدامه؛ الشهيد النمر والبعد الثالث 

3498 2019-01-08

عمار الجادر


اعتاد الشارع تبعا للإعلام المؤجج له, أن يتخذ من القضايا مادة دسمة لوجوده, دون الخوض بأبعاد تلك القضايا بواقع ألمدلوليه البعيدة, التابعة للعقل خارج نطاق العاطفة, الوتر الذي يعزف عليه القاصد, لغاية أبعد بكثير من نشوة العاطفة, وهنا سنبين الأبعاد التي حدثت جراء ذلك الحدث.
من ناحية الشارع الشعبي, كان هناك البعد الأول, الذي تحرك نحو القضية بعاطفية بعيد عن الهدف الرئيسي الذي قصده الفاعل, ولا شك إن بين تلك المجاميع الغفيرة التي خرجت ثائرة في البلدان الأخرى غير المملكة, حيث لا شك إننا لا نتكلم عن أهل القطيف, وغيرها من المحافظات السعودية, لأنهم أصحاب الشأن الأول, ولكن نتكلم عن الشارع الحساس خصوصا في العراق و إيران, هنا لاشك بأن بينهم من هو مدفوع الثمن, لتحقيق بعض البعد الثاني الذي سنتطرق له, و أغلبية البعد الثالث, الذي هو مقصد الفاعل. 
نعم الهياج العاطفي و استهجان الفعل, أمر يقتضي لمثل هذه الجرائم, ولكنها قياسا بإجرام تلك المملكة وتحركها الطائفي, ليس بالجديد, ولا القتل بهذه الطريقة لمثل الشهيد النمر, بالجديد بالنسبة لأتباع خط الحسين عليه السلام, ولكن لماذا كان كل ذلك؟! و أبطال الشاشة الذين يطلون علينا كل عزاء! وفي الوقت هذا بالذات! حيث جبهات القتال في العراق تشهد انتصارات محطمة لدولة سعود, و اتفاق إيران مقبل على انجازه الأخير رغم المراوغات التي حاولت إيقافه! الكثير من علامات التعجب تدفعنا للتفكير بالأبعاد الثلاثة.
كما أن البعد الأول واضح لمثل تلك الجريمة البشعة, فان البعد الثاني هو واضح أيضا, ولكن ليس للمنتشين جدا بالعاطفة, بل لمن رفع رأسه قليلا ليرى بعد خمسة أمتار عن عنتريات الشاشة المتضاربة, ليجد إن مهلكة آل سعود متناحرة من الداخل, حيث الصراعات الأميرية, وكذلك الاقتصاد المتهالك جراء حروبهم الرعناء, ألا يستحق أن يثار هذا الأمر لتجاوز تلك المحنة؟ فتشعل الفتيل الطائفي, وتجعل لها حق دولي عند الأمم المتحدة, حيث حرق السفارة في إيران ردة فعل عاطفية متوقعة لمثل تلك الجريمة, أضف لذلك بعض المأجورين وبعض المتباكين على شاشات عرض العضلات. 
هناك للقضية بعدا ثالث لتلك القضية, البعد الذي لم يخفى على مرجعية العراق الرشيدة, ومن تبعها من قادة, ينظرون إلى أبعد بكثير, من ما ينظر إليه أولئك الأعراب, ومن يعتمدون عليهم لقلة بصيرتهم, وكذلك رأته سياسة طهران الرائدة, وهو بعد الضرب بنفس القضية الإنسانية, التي ظهرت واضحة أمام العالم, بأن أصحاب الرأي الشيعة والقادة هم أبعد ما يكون عن طائفية مقيتة, وهم من مثل الإنسانية بأجل تأثيرها وشمسها الواضحة, وكذلك فوتوا الفرصة لجرهم لحرب طائفية, وبهذا لم يؤثر ذلك الغبار الذي افتعلوه على وضوح الشمس, بل أرتد عكسا عليهم بخسارات سياسية واضحة.
ختاما نقول: ليس جميع الغبار المتطاير هو لخيل أصيلة تصول, فربما هناك فرسان لا يجيدون ركوب الخيل, فتجدهم يثيرون الغبار لكي لا ترى كبواتهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك