أجهزة المخابرات في البحرين تخير الشاب مهدي القفاص (18) بين العمل لصالحها كمخبر سري، أو السجن والعذاب فيه، والذي تعرض لطلقتات شوزن من مسافة قريبة .
بواسطة كمين مخابراتي، اعتقل الشاب مهدي القفاص (18 عاماً) من أحد منازل قرية كرباباد في 13 أبريل/ نيسان 2015، مع اثنين من شباب قريته هما" حسين راشد الملقب بالسفروت" و " جاسم موسى".
وفي اتصال لم يتعد ثوانٍ أخبر عائلته فجر 14 أبريل أنه موجود في التحقيقات الجنائية لتنقطع أخباره بعدها، ولتعيش عائلته قلق متزايد على مصيره بسبب حالته الصحية .
للقفاص قصة طويلة، فليس هذا هو الاعتقال الأول له منذ أحداث 2011. فقد سبق وأصابته قوات الأمن بطلقتي شوزن من مسافة مترين تقريباً بمنطقة السنابس، قبل اعتقاله في فبراير/ شباط 2014.
فقد على إثر الإصابة جزءاً من ساقة، أجريت له عمليات ترقيع كثيرة، احتاج خلالها إلى أقتطاع جزء من فخذه وتنفيذ عملية ترقيع لها في ساقه. قبل أن يتم حبسه ومحاكمته والحكم عليه بالسجن لمدة 6 أشهر بتهمة التجمهر.
منذ تلك الاصابة لم يعد القفاص يقوي على المشي بصورة طبيعية ولا التعرض لدرجات حرارة معينة. بعد خروجه من السجن أخذه والداه إلى العلاج في الخارج. وبحسب الاطباء الذين اطلعوا على حالته، فإن هذه الاصابة ستبقى ملازمة له.
بعد خروجه من السجن في 13 أغسطس 2014، عرضت عليه المخابرات العمل معها كمخبر في قرية السنابس: "إما أن تكون مخبراً معنا وإما مصيرك السجن مرة أخرى". رفض بشكل قطعي.
كذلك رفض مساعدة المخابرات في تحرياتهم عن المعتقل المطارد " حسين راشد". تعرض القفاص للضرب المبرح مرات، وللتهديد مرات ومرات. لم يفلح كل ذلك في جعله يبيع ضميره وأخلاقه.
الملاحقة الدائمة له من قبل المخابرات ومنتسبي الأمن، أجبرته على التخفي عنهم. اختار أن يتوارى عنهم كلما لمحهم خوفا من الضرب والتهديد. ذات ليلة اقتحمت قوات الأمن بمعية ضابط وباص ( 16 راكب) منزل جد القفاص في قرية السنابس.
تمت محاصرة المنزل بحثًا عنه. من يومها أدرك أنه اصبح مطلوباً وفي دائرة الخطر وعليه أن يختفي ويعيش حياة المطاردين. وبذلك حرم من إكمال تعليمه المدرسي.
كما فشلت عدة كمائن للمخابرات في القبض عليه حتى اعتقل في الكمين الأخير، بينما ظلت المخابرات تبحث عنه في طرقات السنابس وتسأل شبابها. وأصبح بيت جده محطة للبحث عنه وتلقي سيلا من التهديدات إن قاموا باخفائه.
مضى أكثر من أسبوع على اعتقال القفاص. كل محاولات عائلته للوصول إلى خبر عنه والاطمئنان عليه فشلت، وما تزال تعيش قلقها على ابنها وعلى إصابته التي تهدّد سلامة رجله المرتّقة.
...................
27/5/150422
https://telegram.me/buratha