تشهد البحرين الذكرى السنوية الرابعة لانطلاق ثورة 14 فبراير، حيث المدارس والجامعات عطلت الدراسة وغالبية المحلات التجارية أغلقت أبوابها استجابة لدعوات أطلقها الثوار البحرينيون.
عطّلت الدراسة في مدارس البحرين وجامعاتها بشكل كلّي اليوم الخميس 12 فبراير/شباط 2015، وذلك استجابة إلى دعوات للاحتجاج قبيل الذكرى السنوية الرابعة لانطلاق ثورة 14 فبراير.
وخلت الغالبية العظمى من مدارس البحرين الحكومية والخاصة من الطلّاب، وذلك في تقليد سنوي ينفّذ للمرة الرابعة على التوالي.
غالبية المحلّات التجارية أغلقت أبوابها في مختلف مناطق البحرين، تجاوبا مع دعوات لتعطيل الحياة التجارية في البلاد، وشوهدت صور لسوق جدحفص وهو يخلو من الباعة تماما، كما التقطت صور للأسواق في سترة والسنابس والبديع وغيرها، وهي مغلقة بالكامل.
وشهدت البلاد تظاهرات صباح اليوم في جميع أرجائها، من الديه، وأبوصيبع، وسار، إلى سترة، والمعامير، وسلماباد، وحتى العاصمة المنامة.
في حين لا زالت التظاهرات تنطلق بلا انقطاع عصر كل يوم في منطقة "البلاد القديم" (جنوبي العاصمة) منذ اعتقال زعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان.
وقطع محتجّون شوارع رئيسية في البلاد منذ الصباح الباكر، في حين أكد شهود عيان أن معظم مداخل القرى أغلقت بالحجارة وغيرها من الحواجز.
وانشلّت الحركة المرورية تماما في الشارع الواصل بين ضواحي العاصمة المنامة: جدحفص، السنابس، والديه، بعد أن قطعه محتجّون من نقاط مختلفة بالحجارة والإطارات المشتعلة.
وامتدّت الاحتجاجات لتصل محيط دوّار اللّؤلؤة، مركز الاحتجاجات التاريخي في العام 2011، إذ شوهدت أعمدة الدخان ترتفع من مكان قريب منه.
ووسط تحليق مكثف لطائرة الهيليكوبتر، وحاصرت قوّات النّظام القرى منذ مساء أمس، وقمعت التظاهرات التي خرجت صباح اليوم في مختلف أنحاء البلاد، والتقطت صور لافتة لعناصر أمنية في إحدى القرى وهي تحمل أسلحة رصاص حي (مسدّسات).
وبينما سجّلت اعتقالات في صفوف المتظاهرين، سجّلت أيضا إصابات بالرصاص الانشطاري، في حين أغرقت قوّات النظام الأحياء السكنية بالغازات السامة خلال المواجهات، ورصدت صور لعناصر من القوّات وهي تطلق قنابل الغاز داخل بعض المنازل بشكل متعمد.
قوات النظام أزاحت بعض الحواجز التي وضعها محتجّون على مداخل القرى، في حين فرضت مزيدا من حواجزها الإسمنتية في عدد من المناطق، لإحكام قبضتها الأمنية، ومنع المتظاهرين من الفرار، أو من الوصول إلى الشوراع العامة بسهولة.
وكانت البلاد قد شهدت انتشارا كثيفا لقوات النظام، وتواجدا أمنيا دائما على مداخل القرى منذ مساء أمس، ووضعت المدرّعات في وضع الاستعداد، في حين انتشرت نقاط التفتيش بكثافة في كافة أرجاء البلاد.
وسجّلت خلال اليومين الماضيين زيادة ملحوظة في عدد من المداهمات والاقتحامات والاعتقالات، وقال ناشط إن قوات النظام اعتقلت أخوين في منطقة عالي يوم أمس عن طريق كمين، ونقل أنّ أكثر من 20 عنصرا من القوّات تناوبوا على تعذيبهما.
من جانبها قالت جمعية الوفاق إن النظام يقوم بحملة اعتقالات كبيرة في صفوف المواطنين قبيل الذكرى الرابعة لانطلاق الثورة، وذكرت أن قوات الأمن نفّذت سلسلة اقتحامات في أكثر من 9 مناطق بحرينية خلال هذين اليومين.
وخلال الأيام القليلة الماضية، شهدت البلاد فعاليات عدّة احتفاء بالذكرى السنوية الرابعة للثورة، وعلّقت على جدران مختلف القرى والمناطق بوسترات ويافطات تدعو للمشاركة في الاحتجاجات التي تنظّم بهذه المناسبة، في حين سطّرت لوحات جدارية أخرى شعارات مناوئة للنظام، ومؤكدة على استمرار الحراك السياسي ضدّه.
كما صمّم محتجّون في منطقتي الهملة والمعامير أعمالا فنّية محاكية لنصب لـ"دوّار اللؤلؤة"، مركز الاحتجاجات التاريخي في قلب العاصمة المنامة، والذي لا زال منطقة عسكرية محظورة منذ 4 سنوات.
...................
2/5/150214
https://telegram.me/buratha