استنكر عالم الدين البحريني الشيخ عيسى قاسم القمع الذي تمارسه سلطات النظام الحاكم ضد الحراك السلمي في البحرين..
وقال الشيخ قاسم ان السلطة تقابل الحراك الإصلاحي بألوان من العنف لإيقافه ، بينما يتواصل هذا الحراك ويزيده العنف حيوية , وفي هذه الاثناء اعتبر ائتلاف شباب ثورة الرابع عشر من فبراير ان اتهام الادارة الأميركية لايران بتسليح المعارضة البحرينية ، هو محاولة للتمويه على دعمها لقمع واستبداد النظام الحاكم في المنامة ...
يما يلي نص البيان الصادر من سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم “حفظه الله”:
حِراكٌ مستمر وبطشٌ لايرحم هذا هو واقع الحال في البحرين:
حراكٌ شعبيٌ إصلاحيٌّ مستمر، وبطشٌ لايرحم، وفنونٌ من القمعِ والتنكيل، السُلطة تقابِل الحراك الإصلاحي بألوانٍ من العنف والإرعاب لإيقافهِ أو تقهقره، والحراك يتواصل، ويزيدهُ عُنفُ السُلطةِ اندفاعةً وحيويَّة وتقدُّما، ويرفعُ مِن زخمهِ، ويأتي على يد السُلطة لحراك الشعب مع استمراره مايزيدهُ على حيويَّتهِ حيويَّة، وعلى انطلاقتهِ انطلاقا، وسِعتهِ سعة، واِلفاتهِ للنظر الخارجيّ إلفاتاً، وحضوره في الإعلام الدوليّ حضورًا، ومِن ذلك اعتقال سماحة الشيخ علي سلمان، والإصرار على استمراره وتحميله مسؤولية تُهمٍ تشهد كل كلماته ومواقفهِ طوال عُمر الحراك على براءته منها، ومناهضته لمضامينها.
والشعب صاحب الحراك الإصلاحي يقول عمليًّا، ويُعلن للسُلطة: ستعجَزون ولن نعجَز، ستعَجزُ كل وسائل بطشكم، وكل ماتتخذونه من اجراءات، وماترتكبونهُ من قمع، وما تسنّونه من قوانين ظالمة، وما تُصدرونه من أحكام عن تركيع هذا الشعب أو تخلّيه عن قياداته ورموزه أو نسيانه لأي مِن سُجنائه وسجيناته في زنزانات قهركم، أو تغافله عن واحدٍ من مطالبه، وهيَ مطالب تفرضها الضرورة، ولايتم إصلاحٌ بنقصها.
إنَّ لهذا الشعب قدر من الصناعة الإسلاميَّة الواعية الرشيدة الهادية المعتدلة بما يجعل كل محاولات التيئيس والتركيع والاستغفال والالتفاف على مطالبه تبوء بالفشل الذريع.
أمّا سلمية هذا الشعب التي رافقَت حراكه كل مسافته فهيَ والحراك متلازمان، لا الحراك بمنفصلٍ عنها، ولا هيَ بمنفصلةٍ عن الحراك، ولا أنَّ الحراك بمُغفِل عنها ولا هيَ بمقلِّلة من حيويَّة واندفاعة الحراك.
فالسلميَّة عند هذا الشعب لاتعني البرود، ولاتعني عدم الجديَّة، ولاتشير في واقع هذا الحراك إلى أي معنى من المعاني السلبيَّة.
استعنتم بكل ماتملكون من تفكيرٍ لحد الآن، وبالاستعانات بالخبراتِ والدراسات القذرة المحليَّة والمستوردة من مختلف الأنواع والتخصصات لاجهاض حركة الشعب وهزيمته و إضعافه وسلب إرادة الإصلاح والتغيير، وأنفقتم الكثير من خزانة الدّولة من ثروات الشعب، ومن عطايا دول أخرى فما استطعتم أن تنالوا من صلابة الحراك، وقوَّة الإرادة المندفعة على خطّ الإصلاح والتغيير لهذا الشعب والمستهدفة لغاية التصحيح بكل تأكيد وجديَّة واستمرار.
إنما تتطلعون للمستحيل عندما تحاولون وقف هذا الحراك، أو تراجعه وإصابته بالجزر دون تحقيق مطالبه الإصلاحيَّة التي انطلقَ منها، ولن يتوقف بإذن الله القويّ العزيز إلا بتحقيقها.
كابرتم كثيراً، وكابِرُوا طويلاً إلّا أن مكابرة الشعب بالحق، ومن أجل الحقّ، وعلى طريق الحق لن تُصاب بِضِير، ولن تُمسّ بسوء. والشَّعبُ موقنٌ أن الله مع الحق، وناصرٌ للحقّ على الباطل، ولايخذل مَن سعى على طريق مرضاته، ومِن أجل نَفع العباد.
«وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ»
الأحد 19 ربيع الأول 1436 هـ
11 يناير 2015
عيسى أحمد قاسم
...................
18/5/150112
https://telegram.me/buratha