في ادناه بيان حركة 14 فبراير والذي وردنا نسخة منه :-
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)) صدق الله العلي العظيم
تتوجه حركة أنصار ثورة 14 فبراير إلى الأمة الإسلامية جمعاء لتبارك لها ولشعب البحرين المسلم العظيم ذكرى ميلاد منقذ البشرية من الجهالة والضلالة إلى رحاب الإيمان والعلم والنور والوحدة والتوحيد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذلك بمناسبة ذكرى ميلاد حفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ، سائلة المولى عز وجل أن يمن على الأمة الإسلامية بالرفعة والعظمة في ظل تعاليم الإسلام السمحاء ، وأن ترجع الأمة إلى القرآن الكريم وتعاليم رسول الهداية والأئمة من أهل بيته لكي تنعم بالأمن والأمان والوحدة فولاية الرسول وأهل بيته الكرام أمان من الفرقة.
كما تتوجه حركة أنصار ثورة 14 فبراير إلى قائد الثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام الخامنئي وإلى الأخوة في مؤتمر الوحدة الإسلامية المنعقد في طهران والذي ستكون إختتاميته اليوم الجمعة بعد لقائهم بقائد الثورة الإسلامية ، لتبارك هذا اليوم وهذا الاسبوع سائلة المولى العلي القدير أن يوفق الأمة الاسلامية جمعاء للتغلب على الفتن المذهبية والطائفية وأن تستطيع إجتثاث جذور الإرهاب التكفيري الوهابي الداعشي بوحدتها ورص صفوفها وتشخيص عدوها من صديقها حتى تنعم الأمة بالأمن والأمان والإستقرار ويتوقف حمام الدم وأنهار الدماء التي تنزف على يد عملاء الصهيونية والصليبية والإستكبار العالمي الذين ينفذون سياسات الإستكبار من أجل إثارة النعرات الطائفية والمذهبية ويجرون العالم العربي والإسلامي إلى أتون حروب وفتن تسفك فيها دماء المسلمين والأبرياء ليتم بعد ذلك تفكيك وتجزأة العالم الإسلامي إلى دويلات صغيرة يسهل على المستعمر الأمريكي والبريطاني والغربي إحتلالها وإستعمارها وتمرير مشاريعه ومؤامراته الخيبثة.
يا جماهير شعبنا البحراني المؤمن الأبي ..
يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية ..
إن الإرهاب التكفيري السلفي الوهابي الداعشي لا زال ينال من أبناء الأمة وشعوبها ويسفك الدم الحرام في سوريا والعراق ولبنان واليمن والباكستان وأفعانستان والبحرين والمنطقة الشرقية في شبه الجزيرة العربية ، وهذا الإرهاب لم ينشأ إلا برعاية صهيونية صليبية أمريكية بريطانية وبدعم وحماية شيوخ وقبائل النفط وعلماء الوهابية التكفيرية في الرياض والكويت والبحرين وقطر وغيرها ، إضافة إلى الرعاية التركية.
إن الأمة الإسلامية الواحدة تواجه تحديات كبرى في هذه الفترة العصيبة من تاريخها ، ولابد من مواجهة التحديات الصعبة بآليات ناجعة ، وذلك بترجمة عملية وميدانية وثورية ورسالية للقاء أكثر من 500 عالم ومفكر وسياسي وبمشاركة وفود علمائية وسياسية وفكرية وثقافية وإعلامية وإجتماعية من 70 دولة من مختلف أنحاء العالم حضروا في المؤتمر الدولي الـ 28 للوحدة الإسلامية الذي نظمه "المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية" ، والذي بدأ أعماله في طهران صباح الأربعاء وينهي اليوم الجمعة أعماله بالتشرف بلقاء قائد الثورة الإسلامية وبعد ذلك الإعلان عن البيان الختامي للجلسة الختامية عصر هذا اليوم.
إننا اليوم أيها المسلمون مطالبون بالتحرك صوب الأهداف السامية والوقوف بوجه الظالمين والمستكبرين والطغاة المستبدين من عملاء الصهيونية والإستكبار العالمي بتوحيد صفوفنا لإزالة هذه الطواغيت التي تعمل على إنهاك الأمة في أتون حروب طائفية ومذهبية ، وتعمل على رعاية الإرهاب الداعشي البعثي الصدامي ، ولا يأتي ذلك إلا بنبذ الفرقة والخلافات من أجل مصلحة العالم الإسلامي ، وإن إجتثاث جذور هذه الحكومات القبلية الطاغوتية في الرياض والمنامة وغيرها من الحكومات الجائرة العميلة هو مقدمة للقضاء على جذور الإرهاب التكفيري الظلامي في الأمة.
إن الوحدة بين المسلمين تتصدر اليوم أهم أولويات العالم الإسلامي ، ولابد من إتحاد أبناء الأمة الإسلامية ، وقد برهنت أربعينية الإمام الحسين عليه السلام هذا العام وحضور أكثر من 25 مليون من أبناء الشيعة والسنة والمسيحيين وأبناء القوميات والطوائف والديانات السماوية الأخرى عظمة وكبرياء العالم الإسلامي ، ولابد من الإشادة بعظمة الشعب العراقي وعشائره وكرم الضيافة التي قام بها للملايين من المشاركين في عزاء أبي عبد الله الحسين عليه السالم ، فزيارة الأربعين برهنت على قوة الأمة الأسلامية وعظمة الشعب العراقي ووحدته وقدرته على إفشال مؤامرة التفرقة الطائفية بين السنة والشيعة التي تكمن ورائها الأجهزة الإستخباراتية لأعدء الإسلام.
إن الإستعمار والإستكبار العالمي بزعامة أمريكا وبريطانيا يريدون الإساءة إلى الإسلام عبر إيجاد الفرقة واليهمنة على أراضي المسلمين وثرواتهم ، وعبر دعم القوى والحركات التكفيرية والإرهابية وفي طليعتها داعش من أجل إخافة الشعوب الغربية من الدخول في الإسلام أفواجا ، فلذلك فقد دعموا هذه المنظمات الإرهابية في سوريا ولبنان والعراق واليمن بأموال السعودية وقطر وبعض شيوخ الفتنة في الكويت وبدعم تركي من أجل القضاء أولا على محور وجبهة المقاومة والممانعة ، وإضعاف قلعة المقاومة المتمثل في الجمهورية الإسلامية في إيران ، وبعد ذلك بسط سيطرتهم ونفوذهم ونفوذ محور التطبيع الإستسلامي مع الكيان الصهيوني.
ومن حسن الحظ فإن مؤامرات واشنطن ولندن وباريس وغيرها من الدول الإستكبارية في ضرب خندق المقاومة وتجزأة بلدان الأمة الإسلامية كالعراق وسوريا قد باءت بالفشل ، وإن محور المقاومة ها هو يسجل الإنتصارات تلو الإنتصارات على القوى الداعشية وأيتام صدام المقبور في العراق وكذلك على الدواعش وحلفائهم في سوريا، وها هو الإرهاب التكفيري الذي مولته الحكومات والمشيخات القبلية في الرياض والكويت وقطر والبحرين ومعهم تركية يرتد عليهم في قيامه بأعمال إرهابية وقتل وسفك للدماء في باريس ودول إستكندنافية أخرى.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى أن من واجب علماء المسلمين في هذه البرهة الصعبة والهامة من تاريخ الأمة هو العمل على إرساء وحدة الأمة الإسلامية بمختلف السبل ، ولا يأتي ذلك إلا بدعم محور المقاومة وإستقلال الشعوب العربية والإسلامية لكي يشكل عاملا لوحدة الأمة ، ولابد من التحذير من الترويج للخلافات المذهبية والطائفية ، وأن لا قوة للأمة بلا وحدة ولا مواجهة حقيقية للتحديات اليوم إلا بتظافر الجهود ، فالفكر الإرهابي التكفيري الداعشي يشكل تحديا كبيرا للمسملين بإستهدافه للجميع.
إن الإستكبار العالمي بقيادة أمريكا يدعم اليوم المنافقين والخوارج والأموية المروانية السفيانية الوهابية من أجل النيل من الإسلام المحمدي الأصيل ، والنيل من وحدة الأمة وتكاتفها ، وكذلك النيل من محور المقاومة الذي بات يشكل تهديدا جديا للكيان الصهيوني وعملائه من الحكومات القبلية في العالم العربي ، ولذلك فقد أوعز للرياض والدوحة وتركية بدعم الإرهاب الداعشي التكفيري من أجل سفك دماء المسلمين وإخضاع سوريا ولبنان والعراق واليمن إلى محور التطبيع مع الكيان الصهيوني.
ولذلك فإننا نطالب جماهير الأمة الإسلامية وعلمائها ونخبها ومفكريها وإعلامييها ومثقفيها بالتصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف بإسم الدين التي ترعاها الدول الكبرى والصهيونية ، وتمولها الرياض وحلفائها من الأنظمة القبلية ومعهم تركية ، وأن تتوحد إرادة الأمة جميعا على إجتثاث جذور الإرهاب الداعشي التكفيري ، والبراءة من الفكر الوهابي الأموي السفياني المرواني والأخذ بسيرة الرسول الأعظم محمد (ص) أئمة أهل البيت عليهم السلام والقرآن الكريم والتي هي نور ونبراس للوحدة وأمان من الفرقة.
إن الإعتصام بحبل الله المتين هو التمسك بالعروة الوثقى التي لا إنفصام لها ، والتي هي أمان من الفرقة ، وهي نعمة الله على الأمة الاسلامية والبشرية جمعاء ، فقد جاء في الآية الكريمة : ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا)).
وجاء في آية أخرى من القرآن المجيد : ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)).
إن الإعتصام بحبل الله المتين والتمسك بالعروة الوثقى هو الكفيل بوحدة الأمة وتآلف قلوبها وأن يصبح الجميع بنعمة الولاية الإلهية والربانية للرسول وأهل بيته المعصومين عليهم السلام إخوانا ، وهو النجاة من شفا حفرة النيران والحروب الطائفية والمذهبية ، وهو المنجي من الهلكة والجاهلية والعصبية وسفك الدماء ، وقد بين الله عز وجل للمسلمين ذلك في آيات القرآن علهم يهتدون بنور الولاية والإمامة الربانية.
وأخيرا فتتعلم الأمة من نور السيدة فاطمة الزهراء "عليها السلام" بهجة قلب المصطفى معنى التوحيد والإيمان ونفي الشرك والوحدة حيث قالت السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها:
((فَجَعَلَ اللهُ…اِطاعَتَنا نِظاماً لِلمِلَّةِ وَاِمامَتَنا أماناً لِلفِرقَة)).
وقالَتْ فاطِمَةُ الزَّهْراء – سلام الله عليها :-
((أمّا وَاللّهِ، لَوْ تَرَکُوا الْحَقَّ عَلي أهْلِهِ وَاتَّبَعُوا عِتْرَةَ نَبيّه، لَمّا اخْتَلَفَ فِي اللّهِ اثْنانِ، وَلَوَرِثَها سَلَفٌ عَنْ سَلَف، وَخَلْفٌ بَعْدَ خَلَف، حَتّي يَقُومَ قائِمُنا، التّاسِعُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ "عليه السلام")).
12/5/150110
https://telegram.me/buratha