انطلقت مساء السبت، 6 ديسمبر تظاهرة حاشدة في منطقة سترة (ودايان) ندّدت بالسفير البريطاني في البحرين، إيان لينزي، بسبب مواقفه المؤيدة للنظام الخليفي.
ودعا المتظاهرون البرلمان البريطاني والجهات المؤثرة في لندن للضغط على الحكومة البريطانية من أجل تغيير سياستها الداعمة للخليفيين، لاسيما بعد ثورة 14 فبراير. وقد ظهر الدعم البريطاني بشكلٍ واضح في الانتخابات الخليفية الأخيرة التي أسبغ السفير البريطاني عليها “شرعية مزيفة”.
التظاهرة التي حملت عنوان “shut up Iain Lindsay” سرعان ما واجهتها القوات الخليفية بالقمع والغازات السامة. وقد رفُعت خلالها شعارات مناهضة للسفير والموقف البريطاني المنحاز لمصالحه التجارية والتاريخية مع النظام.
القاعدة الأمريكية: انبعاث الاستعمار البريطاني من جديدوفي سياق الدعم البريطاني للخليفيين، وقّع الطرفان اليوم اتفاقاً لبناء قاعدة عسكرية بريطانية في البحرين، وهو ما اعتبره نشطاء تكريساً للاحتلال البريطاني “الخفي”، لاسيما وأن التوقيع يأتي قريباً من ذكرى جلوس الحاكم الخليفي، ما وضعه معارضون في إطار “العقلية الاتباعية للخليفيين”، و”ارتباطهم بالخارج، وعدم وجود انتماء للأرض”.
القاعدة البريطانية انتقدها معارضون من جهات مختلفة، حيث قال أمين عام حركة أحرار البحرين، سعيد الشهابي، بأن “القرار البريطاني بناء قاعدة بحرية يعني أن الاحتلال السعودي لا يكفي لحفظ الحكم الخليفي”، مشيرا إلى فشل الانتخابات ونجاح الاستفتاء” أدى إلى زيادة الخطر حول الخليفيين. واستذكر الشهابي كلام حمد عيسى الخليفة قبل شهور للبريطانيين، حينما خاطبهم بقوله “منْ قال لكم اخرجوا (من البحرين)”، وقال الشهابي بأن “هذا الحاكم استدعى الاحتلال السعودي، وأعاد الوجود العسكري البريطاني” إلى البلاد.
الشهابي أوضح أنه “حين كان الوعي السياسي يجمع الشعب على النضال خرجنا في 1965 هاتفين: يسقط يسقط الاستعمار”، فيما “اليوم يصفّق البعضُ للاحتلال ويرحبون بالاستعمار”، ودعا الشهابي الجميع للتكاتف مع القوى الثورية والتصدي “لهذه العبثية الخليفية” بحسب تعبيره، متسائلاً “إلى متى سيظل الشعب أسيرا للكذب؟”، بخصوص السياسيات الغربية تجاه البحرين وقضية شعبها.
الناشط الحقوقي سيد يوسف المحافظة، قال بأن “أي قرار مصيري، واتفاقية لا تحظى بموافقة الشعب، الذي هو مصدر السلطات، هو قرار هو غير مشروع”، مؤكدا على ضرورة مواجهة “الاستعمار البريطاني و القاعدة البريطانية في البحرين”، وقال بأنه “لا يصح أن تكون القرارات التي تخص مصير بشعب بيد الملك وأسرته، بل المشروعية من الشعب”.
الناشط السعودي هاشم الصفواني، وتعليقاً على موضوع القاعدة البريطانية، قال بأن “على الحقوقي البحريني أن يتخلى عن أوهامه و سذاجته، ويتوقف عن مناشدة الغرب بالانتصار لقضيته”.
فيما لوحظ أن موجة الانتقادات اتسعت لتشمل قطاعات مختلفة، حيث انتقد عضو ائتلاف شباب الفاتح، راشد الجاسم، التوقيع على القاعدة، وقال إن “الطالبة الذين يتهمون الشعب بالتآمر إيران وأمريكا وبريطانيا (ما رأيكم) في القاعدة البريطانية؟”، مندداً بما وصفه بالاستعمار الجديد “الذي يُبعث” مرة أخرى.
الناشط والمدون علي عبد الإمام، قال بأن بريطانيا كانت دوماً ضد مطالب البحرانيين، وأنها “ضد التغيير في البحرين”، داعياً إلى عدم مجاملتها “أكثر”. وأشار عبد الإمام إلى أن التوقيع على القاعدة الأمريكية هو “أمر يخص الوطن كله، وليس أمرا مرحليا”، مشدداً على “أن المحافظة على استقلال البحرين وسيادتها، أمر لا يخصّ الحكم، بل الجميع”، وقال بأن”رفض الوجود العسكري الأجنبي بديهي، لكي تكون بلدا مستقلا”.
الناشط الشبابي محمد الدعيسي علّق على موضوع القاعدة البريطانية، نافياً أن تكون العلاقة بين البحرين وبريطانيا “مبنية على المساواة”، وقال “لدينا علاقة مع مستعمر لم يشبع من موارد المستعمرة”، على حدّ تعبيره.
5/5/141207
https://telegram.me/buratha