منع النظام البحريني جمعية "الوفاق" كبرى التيارات المُعارضة في المملككة من مؤتمرها العام الذي كان مقرّراً في نادي العروبة في منطقة الجفير، في خطوة تعكس حجم الاستبداد والعنجهية والتخلف الذي تمارسه السلطات ضد كل ما يختلف معه.
وبحسب بيان صادر عن الجمعية المُعارضة، رفض عدد من الصالات الرسمية والأهلية والتجارية استضافة مؤتمر "الوفاق" خوفاً من بطش النظام واستهدافه لهم.
وأكدت "الوفاق" أن "النظام في البحرين تجاوز أعتى الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية في حربه ضد الرأي والتعبير ومحاربة العمل السياسي برمته وتكميم الأفواه، واستخدام كل مؤسسات وأجهزة الدولة في ضرب ومعاقبة واستهداف المعارضين الذين يشكلون الأغلبية السياسية الساحقة من شعب البحرين".
وقالت الوفاق إن "النظام لجأ الى استهداف مؤتمرها بسبب فشل الانتخابات الصورية الشكلية التي نظمها في البحرين، محاولاً التغطية على أزمته مع شعبه من خلال اللجوء لمثل هذه الممارسات".
"الوفاق" شددت على أن "استهدافها من قبل النظام يأتي ضمن حزمة كبيرة من التجاوزات الخطيرة والشاذة لأبسط حقوق الانسان استهدف خلالها النظام كل شيء، حيث استهدف بكل دموية الحريات الشخصية والحريات العامة وحرية الرأي والتعبير، وحرية الاعتقاد والتفكير والضمير، وحرية العمل السياسي والحقوقي والانساني، ولم تبقي شيء خارج دائرة الاستهداف المنظم والممنهج".
تضامن سياسي واسع في البحرين بعد استهداف النظام لنشاط "الوفاق"ولفتت "الوفاق" الى أن "المشكلة الاساس هي بين شعب يطالب ببناء دولة ديمقراطية ونظام متمسك بالحكم الشمولي والاستحواذ على كل السلطات والمؤسسات وجعلها في خدمة الفئة الحاكمة بعيدا عن القانون والحقوق الاساسية لشعب البحرين"، مؤكدة "الوفاق" أنها مع شعبها بغالبيته الساحقة الذي يطالب بالتحول الديمقراطي وبناء دولة ديمقراطية تقوم على السلطات النابعة من الشعب وتستند على المؤسسات الدستورية الحقيقية التي تحكمها الإرادة الشعبية وليس حكم الفرد والعائلة.
بموازاة ذلك، أكد سياسيون وحقوقيون خلال تجمع في مقرّ "الوفاق" أن السلطات تستهدف الجمعية بسبب استمرارها في الدفاع عن المطالب المشروعة، مشددين على النظام يستهدف أبناء الشعب.
جمعية وعدوشدد الأمين العام لجمعية وعد رضي الموسوي في كلمة له على أن "هذه الوقفة هي جزء من جواب الوفاق وأعضائها لكل التحديات التي تواجهها، بعد أن منعوا عنها القاعات والصالات"، وأضاف "نقف اليوم، والوفاق ووعد تواجهان تضييق السلطة، فقبل فترة وقفنا أمام المحكمة بتهم مرسلة من وزارة العدل.. ماذا يعني منع الوفاق من إقامة مؤتمرها العام ؟ وماذا يعني منع كل الصالات والقاعات ؟ ولا تجد الوفاق مكاناً تعقد فيه مؤتمرها؟".
وقال الموسوي "نحن نؤكد أننا جميعاً في مركب واحد، ونسعى من أجل تحقيق مطالبنا المشروعة، ونؤكد أن أبواب جمعية وعد مفتوحة لتعقدوا مؤتمركم العام، ونستقبلكم على الرحب والسعة في الوقت الذي تشاؤون".
وأشار الى أن "العمل السياسي المعارض في البحرين يواجه مرحلة جديدة من الصراع، ونعمل من أجل مواجهة هذا التحدي، ونستمر من أجل تحقيق الشراكة في صناعة القرار على قاعدة الشعب مصدر السلطات جميعاً وإننا لن يفت من عضدنا ما يحصل".
جمعية المنبر التقدميمن جانبه، قال الأمين العام لجمعية المنبر التقدمي عبدالنبي سلمان "أحيي الأخوة في جمعية الوفاق على إصرارهم رغم الحصار.. المسيرة النضالية لن تتوقف بمنع هنا وهناك، والمسيرة النضالية ستستمر طالما هناك الاستبداد، ومنع الحريات مستمر"، وأردف "تعلمون جيداً أن المؤتمرات تحاصر من قبل وزارة العدل، وعن طريق مواقف لا تتفق مع قانون الجمعيات السياسية أصلاً.. رغم منع نشرات الجمعيات قبل سنوات، ظل الخطاب المعارض وطنياً ومتزناً، والمعارضة مستمرة في إصرارها وفي اتزانها.. ومستمرون في نهجنا السلمي".
بدوره، صرّح نائب الأمين العام لجمعية التجمع القومي الديمقراطي محمود القصاب بأن المنع خطوة تصعيدية تحمل معها مزيداً من تعقيد الأجواء والتوترات، بدلاً من البحث عن حل للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من ثلاث سنوات.
مركز البحرين لحقوق الإنسانرئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب قال من ناحيته إن "هناك استهدافاً مباشراً من قبل النظام لأبناء الشعب، والمرحلة صعبة، وإن أردنا البقاء فيجب أن نكون مستعدين لتطبيق الشعارات التي نطلقها".
وأردف "بالأمس حكمت الاستاذة مريم الخواجة سنة واحدة، واليوم زينب الخواجة حكمت بثلاث سنوات، وتم منع الوفاق من إقامة مؤتمرها، وهذا ما يلخص الوضع الذي نقبل عليه".
وشدد رجب على أن "النظام لن ينجح في تحقيق الاستقرار الذي ينشده، بفعل التجنيس واستمرار القبضة الأمنية، وكما أكدت لكل من التقيتهم بأن قدرتنا كدعاة للديمقراطية ودعاة للعمل السلمي، قدرتنا هذه تتقلص يوماً بعد يوم، في غياب أي موقف صريح من المجتمع الدولي".
وقال رجب إن "الوفاق اليوم وهي مستهدفة أدعو للوقوف معها والتضامن معها، ونحن مع الوفاق وكل التضامن معها ومع بقية الجمعيات السياسية. نحن فخورون بهذه الجمعية التي بنت نفسها، ولتعلموا أن سبب رئيسي لمنع إقامة المؤتمر هو خوفها من إظهار الحضور الشعبي الكبير للوفاق، وهذا - المشروعية الشعبية - هو ما يحرج السلطة والتي حاولت بكل ما تستطيع من أجل إظهاره في الانتخابات النيابية وقد فشلت".
34/5/141205
https://telegram.me/buratha