تعتبر البحرين رسميًا جزءًا من التحالف الإقليمي العسكري الذي يحارب القسم الوحشي والمستبد من القاعدة والمعروف بداعش. وقد استطاعت هذه الأخيرة أن تستولي، عن طريق العنف، على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا. ولكن يبدو أن الحكومة المدعومة من العائلة المالكة ما زالت تغض النظر عن أولئك المتعاطفين مع داعش ومموليها ورجال الدين الطائفيين في البلاد. ويقول نقاد الدولة إن هذه الخطوة تساعدهم في خلق توترات طائفية تستخدم لإسكات الناشطين المطالبين بالديمقراطية في البحرين والذين كانوا يقودون الحركة من أجل الإصلاح منذ العام 2011.
تقدم حملة إعلامية حديثة مثالًا واضحًا عن الدعم المتزايد لداعش في هذه المملكة الجزيرة الصغيرة، إذ نشر في أحد الفيديوهات على موقع يوتيوب تسجيلًا يظهر فيه أربعة بحرينيين يتنمون إلى داعش ويدعون فيه بحرينيين آخرين للانضمام إلى القتال ضد حكّامهم "الطغاة"؛ أسرة آل خليفة السنية الحاكمة، وضد الأكثرية الشيعية الموجودة في البلد. وعلى الرغم من ذلك، لم يجر تحقيق رسمي حول هذا الفيديو.
بروباغندا داعش تزدهر في البحرين تحت نظر الحكومة
دعت مقاطع فيديو أخرى لدعم داعش وحرضت على العنف الطائفي:
الشخص الذي حمّل الفيديو، والمكنى بأبو الضرغام، تحدى السلطات عبر نشره لاسمه الحقيقي ورقم هاتفه وتاريخه الشخصي على الإنترنت:
هذا ولم تعتقل وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، التي تستهدف المدونين والناشطين الحقوقيين عادةً عن طريق الإحتجاز والاعتقال، مسجلي هذه الفيديوهات.
أما المثال الثاني فيتجسد بعبدالله مبارك البنعلي، شقيق تركي البنعلي، مفتي أو مشرع داعش الإسلامي. كان عبدالله البنعلي ينشر مواد مؤيدة لداعش على الإنترنت لبعض الوقت وقد استجوبته السلطات البحرينية بشكل مختصر إلا أنه لم يعتقل. وكذلك يدعو أخوه الآخر، محمد مبارك البنعلي، المقاتل في صفوف داعش والمعروف بأبي الفداء السلامي، للانضمام إلى القتال في صفوف داعش، وذلك عبر فيديو نشر على يوتيوب. وكلا الأخوين حصلا على إشادة من والدهما مبارك عبدالله البنعلي، الذي يزعم الكثيرون أنه ضابط برتبة مقدم.
داعش تساعد في بناء رواية طائفية
هل يؤمن هؤلاء الأشخاص أنهم سيعاقبون بسبب أعمالهم؟ طرح المدافعون عن حقوق الإنسان البحرينيون هذا السؤال. يعتقد كثيرون أن النظام يريد أن يشجع رواية طائفية من أجل سحق الحركة المستقلة التي تعمل على حماية حقوق الإنسان بشكل أكبر في البحرين.
قد يكون من الصعب للسلطات البحرينية أن تواجه خطر مثل هذه الجماعات المتطرفة - وهي التي عملت معها بجد في الماضي. فقد استدعيت هذه الجماعات المتطرفة كجزء من حملة القضاء على انتفاضة 2011 التي شهدت آلاف المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع مطالبين الحكومة بعدة إصلاحات مختلفة وحريات.
زاد القمع من الطائفية والحملات ضد المعارضين "الخونة" وهدم المساجد الشيعية والتعصب الأعمى والشتم من قبل قوات الشرطة، لذلك تطلب الأمر جهات تدعم خطابات الانقسام الطائفي، فكانوا بحاجة إلى جماعات متطرفة متشددة.
في الواقع، تركي البنعلي، مفتي داعش الذي ذكر سابقًا قد ارتفع إلى الصدراة كفرد من القوات المعادية للثورة التي استخدمت لمقاومة أولئك الذين يسعون للتغيير في البحرين. وفي الفيديو التالي المنشور منذ العام 2011، يلقي تركي خطابًا لمجموعة في البسيتين ويدعوهم فيها إلى "الدفاع" عن أمتهم ضد "الخونة"- في إشارة إلى المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية في البحرين. وكان من بين جمهور البنعلي أناس يحملون فؤوسًا وعصيا وسيوفا. وقد تلقى البنعلي مباركة من بعض المسؤلين رفيعي المستوى الذين زاروا التجمع في البسيتين. وعلى الرغم من ذلك، لم تعاقبهم السلطات لأنهم كانوا مشاركين في الرواية الطائفية التي كان توّظف.
https://telegram.me/buratha