تحدث الشيخ علي السلمان في خطبة الجمعة اليوم 21 نوفمبر 2014 عن كرامة الإنسان وعزته في الدولة الحديثة التي من جملة ميزتها أنها ترفض بقاء فرد متصرّف بكل شؤونها، مفتتحاً بالآية الكريمة "ولقد كرمنا بني آدم".
وقال الشيخ علي سلمان في خطبة الجمعة اليوم 21 نوفمبر 2014 ان "الكرامة الأساسية لبني آدم هي قدرته العقلية وحقه في الاختيار بناء على هذه القدرة العقلية، وعلى أساسها يخاطبه الله تعالى ويصدر له التكليفات ويتوقع منه أفعال تتناسب مع عقله ويثيبه ويعاقبه على ذلك".
وقال سلمان: "ما قبل الدولة الحديثة اعتمدت على صيغ فردية كثيرة جداً"، وأوضح: "سابقا كان هناك الوالي والأمير والذي يعتمد على النمط الفردي في الإدارة وهذا غير مقيد بأي نوع من القوانين، في الإسلام هناك قوانين عامة استطاع الوالي وغيره من تحريفها لصالحها ومصالحها الشخصية المنحرفة عن رؤية الله تعالى"
ثم أضاف: "جاءت فكرة الدولة الحديثة التي ترفض بقاء فرد متصرف بكل شؤون الدولة بل بلورة منصب ووضعت له قوانين تحكم تصرف الحاكم تجاه المنصب وتجاه شعبه، فوفرت هذه النظرية قدرا واسعا من عزة الإنسان وكرامته".
وأوضح: "الدولة المدنية الحديثة الديمقراطية توجد كثير من عزة الناس فيها وكل ما كانت الدولة مترسخة حقيقية لا يقدر الحاكم على ظلم أحد أو الاعتداء عليه لان هناك قانون يحكم الجميع، ونفتقد هذا في كل البلدان العربية تقريبا".
واعتبر سلمان أن من يقبل أن يتصرّف غيره في شؤونه هو ذليل، وقال: "القابل بأن يتصرف غيره في شؤونه ذليل وتحت أي عنوان كان، كما هنا الخدعة الرئيسية والمناقضة للإسلام فلم يأمر الإسلام إطاعة الفاسد أو المنحرف وهذا فهمي للإسلام، الإسلام جاء ليحرر الإنسان من عبوديات الأرض لا ليصنع له عبودية جديدة باسم الحاكم، ومن عزة الناس إدارتهم لشؤونهم وأن الحاكم موظف للأمة وأن الأمة لها الحق في وضع شروطها لهذا الموظف"، وفق قوله.
وأكد أن: "رفض الخنوع والاستسلام للواقع المفروض خارج اطار العدل والمنطق والإنصاف والإنسانية هو موقف عزيز والقبول بالواقع الفاسد والمنحرف المجافي للدين والمنطق والانسانية والعدالة هو من الخنوع والذلة"، موضحاً: " لابد من التوضيح أن العزة والكرامة لا تكون دائما مدار الثورة المسلحة والاقتتال".
وأضاف سلمان: "عندما نقول أننا شعب عزيز أي شعب يرفض الخنوع وينتمي لهذه المعاني التي تطالب بكرامتنا وحريتنا وانسانيتنا وحقنا لا نتنازل عنها ولا نقر ممارسة الظلم أبدا ولا نعطي للظالم حق المشروعية في حياتنا فهو لا ينسجم مع انسانيتنا، لمقاومة الانحراف نحدد الأساليب وقف للظروف ونتيجة للمصالح والمفاسد التي تحيط بنا" وفق قوله.
............
3/5/141122
https://telegram.me/buratha