نشرت شبكات وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور جثة السجين حسن الشيخ الذي قتل في سجن جو تحت التعذيب الشديد، في قضية أثارت جدلا واسعا خلال الأيام الماضية.
أظهرت صور التي التقطت لجثمان القتيل من داخل مغتسل الموتى علامات على تعرضه للتعذيب الشديد في أنحاء متفرقة من جسده، ما أدى إلى تشوه الجثة.
الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان كان قد صرح بأن مقتل المواطن حسن الشيخ يؤكد بشكل قاطع استمرار التعذيب المفضي للموت في سجون البحرين، مشيرا إلى ما وثقه تقرير بسيوني في هذا السياق منذ ثلاثة أعوام.
وكانت وحدة التحقيق الخاصة بالنيابة العامة قد وجهت تهمة التعذيب لاثنين من الضباط المسئولين عن مقتل السجين حسن الشيخ، وذلك بعد أن كانت قد اتهمتهما بالضرب المفضي إلى الموت.
وزارة الداخلية كانت قد أعلنت في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عن "وفاة نزيل (36 عام) بإدارة الإصلاح والتأهيل، محكوم في قضية جنائية" دون أن تشير إلى أي شبهة جنائية في البداية.
لكن (مرآة البحرين) نقلت في الوقت ذاته عن نزلاء من ذات العنبر وعنابر مجاورة، عبر اتصال مباشر، أن النزيل أخذ للتحقيق بالأمس في قضية تهريب مخدرات إلى داخل السجن مع ثلاثة من زملائه، وقد تولى التحقيق معهم (باسم جاسم العباد) رئيس برنامج التعافي، وهو مسؤول سجن (2)، مع عناصر من التحقيقات وإدارة سجن جو.
وأفاد الشهود أن النزيل تعرض للضرب المبرح والتعذيب لانتزاع الاعتراف منه بأنه هو المسؤول عن التهريب، كما أكدوا أن من قام بتعذيبه هو مسؤول برنامج التعافي ذاته، والذي لا يتضمن اختصاصه التحقيق مع النزلاء أو المشاركة في أي تحقيق قانوني.
كما أفاد شهود آخرون أن قميص القتيل كان مغطى بالدماء بشكل كبير، وأنه تعذر التعرف على وجهه حين نقل إلى السجن الانفرادي في وقت متأخر من مساء الأمس، وقد أفاد زملاء له أنهم رأوا زميلهم القتيل يُنقل على حاملة قبل ساعات قليلة من إعلان وزارة الداخلية عن وفاته.
واعتبرت دائرة الحريات وحقوق الإنسان بجمعية الوفاق القتيل حسن الشيخ، ضحية مظلومة أودت بحياته المحترمة ودمه المحرم جريمة ارتكبها أفراد من الأجهزة الأمنية والمرتبطين بمسؤوليتها في الوقت الذي يعتبر الضحية من الناحية القانونية أمانة أودعت لدى الجهات المحتجزة لتنفيذ حكم صدر بحقه.
وأكدت دائرة الحريات أن جريمة التعذيب التي ارتكبت في حق الشاب حسن الشيخ وأودت بحياته يشهد عليها ضحيتان أخريان، تعرضتا للتعذيب ولم تودي بحياتهما ولكن آثارها باقية تشهد على حصول الجريمة، وشهود أخرين ممن كان يرى كيف أخذ وكيف أودع الزنزانة الانفرادية وكانوا يسمعون أنات الآلام قبل أن يسلم الروح لبارئها.
3/5/141113
https://telegram.me/buratha