قال المعتقل البحريني الطفل «ابراهيم المقداد» (15 عاماً) في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» متسائلاً:" هل من المعقول أن أحرم من الدراسة لمدة 10 سنوات ونعمة الهواء، وهناك مجلس للأمم المتحدة في عصرنا يهتم لأصغر التفاصيل الإنسانية؟".
وعرّف المقداد نفسه إلى بان كي مون بأنه الطفل المعتقل الإنسان تم محاكمته بقضايا إرهاب يجهلها، مبدياً اشتياقه إلى الجلوس على مقاعد الدراسة بين أصدقائه، ولمس الأقلام وترديد الدروس والاستيقاظ مبكراً.
وفيما يلي هو نص الرسالة التي نشرتها لجنة معتقلي منطقة "البلاد القديم" البحرينية:
حضرة الأمين العام للأمم المتحدة
السيد بان كي مون
تحيه ممزوجة بطعم الطفولة والعذاب..
لا أعرف كيف ابدأ بالتعريف عن نفسي، هل أكتب أنا الطفل أم أنا المعتقل ولكنني أكتفي بالتعريف عن نفسي كإنسان، أنا الطفل المعتقل الإنسان إبراهيم المقداد من مملكة البحرين، أخاطبك برسالتي من داخل سجني دون النظر أنني طفل أحاكم بقضايا إرهاب أجهل معرفتها، أنت تعلم أن لدى شعبي ثورة للمطالبة بالحرية بدأت في العام 2011، وقد راح ضحية هذه الثورة العديد من الأبرياء لكن ما لاتعلمه أن هناك أطفال أدخلوا الى السجون وأنا أصغرهم، تم إعتقالي بتاريخ 27 يوليو 2012 حينما كنت عائد من حديقة اللهو القريبة من منزلي، أصدرت المحكمة في 4/4/2013 الحكم بسجني 10 سنوات لقضايا عديدة أذكر منها التجمهر مما يعني التظاهر، أريد أن أتوجه لك برسالتي هل التظاهر السلمي إذا كنت أشارك به يقضي بحكمي 10 سنوات؟
حضرة السيد بان كي مون أناشدك بروح الإنسانية والطفولة هل من المعقول أن أحرم من الدراسة لمدة 10 سنوات ونعمة الهواء، وهناك مجلس للأمم المتحدة في عصرنا يهتم لأصغر التفاصيل الإنسانية.
لم أخبرك عن معاناتي داخل السجن منذ تاريخ توقيفي لليوم وللمعاملة والتعذيب الذي أتعرض له، كل ما أريد أن أخبرك به أنني إشتقت للجلوس في مقعد الدراسة بين أصدقائي إشتقت أن ألتمس قلم وأردد دروسي وأستيقظ على أصوات العصافير التي تبشر بالحرية بدل أن أستيقظ على صوت سجاني وهو يطرق بعصا على باب الزنزانة.
أعلم أنك لن تنسى قضيتي وستعمل من أجل حريتي لأنك صاحب اليد البيضاء للسلام فكيف إن كانت رجاء طفل بحالتي، وأظن أن رسالتي ستبقى بذاكرتك لأنك كل ما نظرت ستشاهد أطفال ينعمون في الحرية بينما أنا داخل سجني، أريد منك عندما تشاهد شروق الشمس أن تتذكر أن هناك طفل في البحرين إسمه إبراهيم المقداد لا يزال داخل سجنه، أيضا أريد أن تتذكر كلما تأكل أنني أموت جوعا داخل سجني.
لم يعد لي بعد الله سواك أطلب منه أن يساعدني للعودة إلى الحرية.
إبراهيم أحمد المقداد
سجن جو المركزي-البحرين
21/5/140526
https://telegram.me/buratha