قال رئيس "المجلس الإسلامي العلمائي" وهو أعلى هيئة دينية للطائفة الشيعية في البحرين «السيد مجيد المشعل» إن "السلطة تحاول أن تصف نفسها بأنها تدعم التسامح الديني، في الوقت الذي تسمح لمنابر ومواقع بممارسة السب والشتم والإهانة".
و استغرب رئيس "المجلس الإسلامي العلمائي" وهو أعلى هيئة دينية للطائفة الشيعية في البحرين «السيد مجيد المشعل» خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد يوم الأربعاء في مقر المجلس العلمائي، مما وصفه بـ "الحماس الشديد (من قبل السلطة البحرينية) من أجل استدعائنا بسبب مشاركتنا في مسيرة سلمية، في الوقت الذي نرى أن البعض يستغل منابر الجمعة ويستعمل وسائل الإعلام ووسائل التواصل في السب والشتم والازدراء والتوهين للطائفة الشيعية، ولا نجد أي استدعاء لمثل هؤلاء، وهم معروفون بأسمائهم وأشخاصهم، لتحذيرهم من الفتنة".
وقال السيد المشعل: "إن دل هذا على شيء فإنما يدل على ازدواجية المعايير عند السلطة؛ فهي من جهة تستعمل الشدة والقوة والقمع والمضايقات تجاه المطالبين بحقوقهم، وفي المقابل نجد غض الطرف عن أطراف يثيرون الفتنة".
وفي حديثه عن حيثيات الاستدعاء والتحقيق مع سماحته، أوضح السيد المشعل بالأمس(يوم الثلاثاء)، في الساعة الخامسة عصرًا، جاء عدد من دوريات الشرطة مع مدرعة وعدد من الملثمين، وحاصروا المنزل، ثم طرقوا الباب، وعندما خرجت لهم تفاجأت بالمنظر، وقد قدموا لي إحضارية، وطلبوا مني ضرورة الحضور لإدارة المباحث الجنائية في التاسعة من صباح اليوم، فتسللمت هذه الإحضارية وانصرفوا".
وأضاف "ذهبنا اليوم (الأربعاء) إلى المباحث الجنائية، ولم يكن الاستدعاء مسبّبًا، وهناك اتضح أن الاستدعاء على خلفية المشاركة في مسيرة سلمية للمطالبة بالإفراج عن العلماء المعتقلين الذين هم سجناء رأي، وقد انتهى التحقيق في حدود هذه القضية".
وعلّق السيد المشعل مشيرًا إلى أنه "في الوقت الذي نؤكد على حقنا في ممارسة دورنا الديني والوطني، ودعم مطالب شعبنا العادلة، نرفض مثل هذا الاستدعاء، ونرفض الملاحقات المستمرة للعلماء ممن يمارسون حقهم الطبيعي ويبدون رأيهم بشكل سلمي، ونطالب السلطة في الوقت ذاته بأن تتخذ موقفًا ممن يمارسون السب والشتم والإهانة".
وختم بالقول إن "السلطة تحاول أن تصف نفسها بأنها تدعم التسامح الديني، في الوقت الذي تسمح لمنابر ومواقع بممارسة السب والشتم والإهانة".
إلى ذلك قال عضو المجلس العلمائي «سماحة الشيخ محمد المنسي» في كلمته خلال المؤتمر الصحافي: "أسجل اعتراضي أولاً على الطريقة التي تم استدعاؤنا بها من خلال إرهاب أهلنا، حيث أننا لا نفر من الاجراءات القانونية ونحن الذين طالبنا بها".
وبيّن أن "هذا الاستدعاء جاء على خلفية المسيرة التي شاركنا فيها، وهو حق مكفول دولياً ودستورياً، ونقول: "إن العلماء من هذا الشعب، وهم مناصرون لهذا الشعب المظلوم، وحقوقه المشروعة، ومطالبته السلمية الحضارية"، كما أكد "أن هذا الاستدعاء لن يثنينا عن تحمل مسؤوليتنا وواجبنا الشرعي والوطني تجاه شعبنا ووطنا، وأن العلماء لن يتخلوا عن هذه المسؤولية وهذا التكليف، وهذا الشعب مرتبط بعلمائه ولن يتخلى عنهم".
وتابع الشيخ المنسي "نقول إن في ذلك دلالة واضحة على الاضطهاد الديني والمذهبي في البحرين، فلماذا تجرجر العمائم لممارسة الحق الشرعي البسيط للبشر؟ نعم نقول إن هذا منافٍ للحريات".
من جانبه أكد مسئول قسم الحريات الدينية في "مرصد البحرين لحقوق الإنسان" «الشيخ ميثم السلمان» "تورط السلطة في الاستهداف المستمر لعلماء الدين من المذهب الجعفري".
واعتبر الشيخ السلمان أن "هدم 38 مسجدا مسجلا في الأوقاف الجعفرية وتهجير «آية الله الشيخ حسين النجاتي» وإسقاط جنسية 31 مواطنا شيعيا ومن بينهم «آية الله الشيخ محمد سند» وفضيلة «السيد علوي البلادي» وحل المجلس الإسلامي العلمائي وممارسة التمييز الطائفي الفاحش واستهداف المواطنين على خلفيتهم الدينية والمذهبية، دلائل واضحة على ان السلطة متورطة في ممارسة الاضطهاد الديني».
وقال: "إن التقرير السنوي للمفوضية الأمريكية للحرية الدينية الدولية أكد أن نسبة المواطنين الشيعة في الديموغرافية الدينية هي 60-65 في المئة، ما يعني أن استهداف أكبر مؤسسة دينية تمثلهم واستدعاء رئيس المجلس العلمائي سماحة السيد مجيد المشعل وعضو المجلس سماحة الشيخ محمد المنسي، مصداق لاضطهاد السلطة للمكون الجعفري بأكمله في البحرين".
.................
11/5/140522
https://telegram.me/buratha