شهدت جلسة مجلس النواب البحريني أمس سجالاً حاداً بعد أن قدّم النائب أسامة مهنا مداخلة تحدّث فيها عن إساءة معاملة السجناء في سجن جو المركزي، ما تسبّب بإشعال الجلسة.
وتعرض مهنا لهجوم نيابي عليه، وهو ما حدا برئيس الجلسة خليفة الظهراني إلى رفعها لدقائق، بعد غضب مهنا من موقف الأخير ومداخلات النواب التي انتقدت كلامه.
وبدأ مهنا مداخلته بالقول: "بتاريخ 23 من الشهر الجاري تلقيت اتصالات من المعتقلين السياسيين في سجن جو، من العنبر 6 بمبنى رقم 4، وكانوا يبكون ويئنون من سوء المعاملة التي يتعرضون لها"، وأضاف "تصوروا أن الآلاف من الناس في مكان لا يستوعبهم، والمسؤولون يسيئون معاملتهم، وحين طالبوا بتصحيح أوضاعهم، قام المسؤولون بإدخال قوات خاصة من وزارة الداخلية وفتح الزنزانات وضربهم حتى إدمائهم".
وهنا علّق الظهراني "الله أكبر!"، فردّ عليه مهنا "لماذا تستهزئ بهذه الأمور ولماذا تستهين بما أقوله؟ على الرغم من أن جميع منظمات حقوق الإنسان تناولت هذا الموضوع"، حينها تدخل النائب حسن الدوسري صارخا في وجه مهنا "لا تغلط على الناس، لا تغلط على النواب، روح السجون شوف وش فيها مو تعتمد على التلفون"، حينئذ قال مهنا "انا اكلم الرئاسة ولا أكلمك"، فاستمرت المشادة حتى علا الصراخ بين الدوسري ومهنا، واضطر الظهراني عند ذلك الى رفع الجلسة بضع دقائق.
في المقابل، قال وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب عبدالعزيز الفاضل: "لدينا مفوضية لمتابعة شؤون حقوق السجناء، ولدينا فريق في البحرين من المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ونعرف أن بعضهم قام بهذه (الحركات) لأن المفوضية ستحضر في 3 مايو/ أيار المقبل".
هذا ومرّر مجلس النواب البحريني مشروع قانون بإنشاء المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان إلى مجلس الشورى، وصوّت النواب بالموافقة على جميع مواد المشروع المكون من 22 مادة، خلال جلسة واحدة.
بموازاة ذلك، أعلنت جمعية "الوفاق" عن تنظيم فعالية اضراب عن الطعام لمدة يوم واحد أي اليوم الأربعاء، تضامناً مع الرهائن والمعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والضمير في سجن جو المركزي، الذين يضربون عن الطعام منذ أيام.
وتشارك في الاضراب قيادات وكوادر "الوفاق"، وعدد من النشطاء والقيادات في القوى المختلفة.
يشار إلى أن سجناء جو دخلوا إضرابا مفتوحا عن الطعام بعد الاعتداء عليهم من قبل قوات خاصة قبل نحو أسبوع.
من جهة ثانية، اختارت منظمة "مراسلون بلا حدود" البحرينيَيْن علي عبد الإمام وأحمد حميدان من بين 100 من أبطال الإعلام في العالم.
وأعلنت المنظمة أن هؤلاء الأبطال المئة ساهموا، من خلال عملهم ونشاطهم الشجاع، في تعزيز الحرية التي نصت عليها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وفقاً للآتي "الحرية في التماس وتلقي ونقل المعلومات والأفكار من خلال أي وسيلة إعلام وبغض النظر عن أي حدود".
واعتبرت المنظمة أن هؤلاء يمثلون قدوات للآخرين.
وقال الأمين العام للمنظمة كريستوف ديلوار إن "اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي ساهمت المنظمة في تحديده، يجب أن يكون مناسبة لتكريم شجاعة الصحفيين والمدونين الذين ضحوا دائما بأمانهم الشخصي وأحيانا بحياتهم في سبيل مهمتهم.. أبطال الإعلام هؤلاء يجب أن يشكلوا مصدر إلهام لكل الرجال والنساء الساعين إلى الحرية.. توسيع دائرة الحرية من دون تصميمهم وتصميم أولئك الذين يشبهونهم، سيكون مستحيلا".
وتأتي هذه الخطوة ، الأولى في تاريخ المنظمة، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 من أيار/مايو. وتهدف هذه المبادرة إلى إظهار أن الكفاح من أجل حرية المعلومات لا يتطلب فقط دعم ضحايا الانتهاكات بل أيضا الترويج لأولئك الذين يشكلون قدوات اجتماعية.
10/5/140501
https://telegram.me/buratha