قال الباحث الأمريكي «سايمون هندرسون» إن "آل سعود يحصرصون على عدم انتشار العنف في البحرين إلى المملكة وألا تعمل الإصلاحات السياسية على تشجيع الشيعة السعوديين على المطالبة بإصلاحات مماثلة"، مشيرا أن "هناك احتمالا خارجيا آخر هو أن تسعى السعودية إلى تشكيل اتحاد سياسي مع البحرين".
قال مدير "برنامج الخليج وسياسة الطاقة" في "معهد واشنطن" «سايمون هندرسون» إنه "في ظل فشل الإصلاحات السياسية في البحرين فإن النتيجة الأكثر احتمالاً تشمل قيام المزيد من أعمال العنف وتدخل قوات الأمن السعودية مرة أخرى".
وأضاف هندرسون، في مقال نشره موقع المعهد على الإنترنت، إن "آل سعود يحصرصون على عدم انتشار العنف في البحرين إلى المملكة وألا تعمل الإصلاحات السياسية على تشجيع الشيعة السعوديين على المطالبة بإصلاحات مماثلة"، مشيرا أن "هناك احتمالا خارجيا آخر هو أن تسعى السعودية إلى تشكيل اتحاد سياسي مع البحرين".
ولفت إلى أن "السُّنة اختفوا (من الواجهة) فجعل الأحداث تنحصر في مواجهات بين الشيعة وقوات الأمن البحرينية المكونة من المسلمين السُّنة، والتطور الرئيسي الذي حدث منذ ذلك الحين هو انقسام الشيعة بين المؤيدين للعنف وأولئك الذين يقصرون أنشطتهم على المظاهرات السلمية، وهم الأغلبية الواضحة".
وأردف "فشلت المصالحة السياسية بسبب الخلافات داخل العائلة المالكة في البحرين حول ما إذا كان ينبغي تقديم تنازلات. وكان الوسيط الرئيسي هو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة لكنه يواجه معارضة من قبل المتشددين، من بينهم وزير الديوان الملكي والقائد العام للقوات المسلحة لـ "جيش الدفاع البحريني"، الذين يُعرفون بشكل جماعي باسم الخوالد. ويتأرجح الملك حمد بن عيسى آل خليفة بين الفريقين".
من جهة أخرى، قال هندرسون أن السعودية تواجه أزمة خلافة، "فالملك السعودي «عبد الله» سيبلغ الـ91 من عمره هذا العام، وأخيه غير الشقيق وبديله المعين ولي العهد الأمير «سلمان بن عبد العزيز» هو في الـ78 من عمره، وكليهما ليس في صحة بدنية جيدة، وهناك مخاوف خاصة حول قدرات سلمان العقلية"، مرجحا أن "تكون المنافسة لاستبدال الأمير سلمان كبيرة من قبل الأبناء وأبناء الأخوة والكثير منهم هم أكثر حظاً لتولي المناصب من كونهم ذوي قابلية ومقدرة على توليها".
وأشار إلى أن "الحفاظ على الاستقرار في المملكة يتم من خلال اتخاذ مواقف محافظة وتوزيع الإعانات السخية والوظائف الحكومية. وإذا انخفض سعر النفط، فسيتم تقليل قدرة الحكومة على الحفاظ على هذه الحسنات، وتشمل الشكوك التي تحيط بالمستقبل انخفاضاً في صادرات النفط مع تزايد استهلاك الطاقة في الداخل. فقد اعتاد السكان على العيش في دولة تقدم دعماً كبيراً لأسعار البنزين والكهرباء. وسوف ينطوي تسييرهم على نهج جديد على تحديات جمّة".
وذكر أن "على الجانب الآخر للمملكة، تخضع اليمن لمراقبة قريبة لأن عدد سكانها قد يكون أكبر من عدد سكان السعودية لكنهم أكثر فقراً بكثير"، معتبرا أن "تباين الدخل في المملكة يمثل مشكلة للكثير من المواطنين الذين يعيشون في فقر نسبي، فضلاً عن أن هناك شكوكا في ولاء القبائل المنتشرة على طول الحدود مع اليمن".
وتابع "على الجانب الآخر من البلاد، على ساحل الخليج، يتكون غالبية السكان من الشيعة الذين هم أخوة في الدين لكل من إيران وغالبية سكان جزيرة البحرين المجاورة للمملكة"، مردفا "يعاني الشيعة السعوديون من الحرمان الاقتصادي والسياسي. وبالإضافة إلى ذلك، يَعتبر علماء السنة السعوديون المتشددون أن الشيعة ليسوا مسلمين حقيقيين. وتتعامل السلطات السعودية مع هذه القضية بحذر لكن بشكل سيء في أغلب الأحيان. وقد يكون لأي اضطراب مدني تبعات أوسع، حيث إن المنطقة هي أيضاً مركز إنتاج النفط السعودي وتصديره".
................
2/5/140406