قالت الباحثة إيمي أوستن هولمز، من معهد "واتسون" للدراسات الدولية بجامعة براون، إن "أنظار العالم مثبتة على أوكرانيا، حيث ضمت روسيا القرم و قامت بتعزيز قواتها العسكرية على طول الحدود الشرقية في أوكرانيا"، في الوقت الذي تتغاضى عن تدخل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في البحرين منذ منتصف مارس/ آذار 2011 .
وأوضحت في مقال نشرته على موقع قناة "الجزيرة" باللغة الإنجليزية "ادعى مسؤولون أن القوات كانت هناك لمجرد حماية المنشآت الحيوية مثل حقول النفط، وليس لسحق الحركة المؤيدة للديمقراطية والحرية، التي بقيت من مسؤوليات الشرطة البحرينية فقط .
ولكن مع مقتل ضابط الشرطة الإماراتي، طارق الشحي، في وقت سابق من هذا الشهر، فقد أصبح من الواضح أن القوات الأجنبية هي في الواقع تشارك في إخماد الاحتجاجات وقمع التظاهرات السلمية".
وأضافت هولمز "الحقيقة ان الإماراتيين - وليس البحرينيين أو المواطنين المتجنسين - منخرطون في الشرطة في البحرين باعث للقلق"، مضيفة "تخيلوا لو أن الشرطة الألمانية أرسلت لسحق تمرد في بولندا تحت ستار حلف شمال الاطلسي، أو أن الشرطة الروسية تقوم بدوريات في شوارع كييف بناء على طلب من الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش".
وتابعت الباحثة بأن "القوات السعودية و الإماراتية في البحرين بقيت إلى حد كبير بعيدة عن شاشات الرادار ووسائل الإعلام الدولية.
هذا لأن البحرين دولة صغيرة في الشرق الأوسط و ليست دولة كبيرة في أوروبا ربما، ولكن ذلك يرجع أيضاً إلى استراتيجية النظام في الإغلاق المنهجي على الصحفيين و المراقبين الخارجيين".
وأشارت في هذا السياق إلى منع صحفيين في العام الماضي فقط من صحيفة نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال، بي بي سي، رويترز، الجزيرة ومجموعة من وسائل الإعلام الأخرى، من دخول البحرين أو حتى طردهم.
وقالت هولمز "نظرا لعدم وجود تغطية إعلامية، فنحن قد لا نعرف أبدا بالضبط ماذا تقوم به القوات الأجنبية في البحرين"، مشيرة إلى أن "مقتل الشرطي الإماراتي تشير إلى وجود استراتيجية جديدة من جانب الأسر الحاكمة في الخليج ".
وأشارت إلى أن مزاعم السلطات بأن وجود الضابط الإماراتي ضمن ما دعي "أمواج الخليج (الفارسي)"، هو شيء "لم يسبق له مثيل"، إذ لم يتم سماع أي شيء من قبل عن هذه القوة.
ورأت أن "زيارة أوباما إلى المملكة العربية السعودية، قد تكون فرصة طيبة لإعادة النظر في هذه القضايا" وفق تعبيرها.
...................
18/5/140401