تعيد ذكرى هدم أول مسجد في فترة الطوارئ 2011م شريط الذاكرة إلى الوراء، حيث الفترة التي تعطل فيها العقل في البحرين، لتنحو أفعال السلطات إلى الجنون، وبشكل ليس في حسبان أحد، أخذت كرة الجنون تتدحرج وتكبر، حتى وصلت إلى مساجد الله، ودون أي رادع قامت بهدم أكثر من 38 مسجداً من المساجد التاريخية الضاربة في القدم.
في ليلة شتوية من ليالي مارس 2011 الكالح، قامت قوات النظام بحرق “مسجد الكويكبات” لتبدأ بذلك حفلة الزار المسعورة التي لم تبقي ولم تذر. لا يمكن تصوّر ذلك، ولكن “بلداً مسلماً” يقع في عمق الجزيرة العربية ومن أول البلدان التي دخلت في الإسلام طوعاً قد هدم أكثر من 38 مسجداً وأحرق القرآن.
عارٌ ليس بعده عار، ووصمة خزي على جبين السلطة لن تمحوا أبداً أن تشهد البلاد سابقة منذ دخولها في الإسلام بقيام قوات معسكرة في بلد مسلم بهدم المساجد والعبث فيها وحرق القرآن، وقد شكلت تلك الظاهرة استفزازاً لكل العالم في بشاعتها وتجاسرها على الدين والمعتقد، وشملت الحملة الغاشمة التي انطلقت مع فرض ما سمي بحالة السلامة الوطنية ازالة مساجد ومقابر وأضرحة من جذورها، حيث تقام تلك العمليات في ظلمة الليل بعيداً عن أعين الكاميرات، وهو ما أثبتته اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق التي انتدبتها السلطة في البحرين بأنها قامت بعمليات هدم وصفتها بغير المشروعة، وأنها تتعارض مع القانون والشرع ولا يوجد مبرر للقيام بها، فيما تحدثت منظمات ومنابر دولية عن تلك الجرائم ووصفتها بأنها استهداف طائفي وجريمة تمس المعتقد.
مسجد الكويكبات أحد أقدم المساجد في منطقة الكورة، ويقع على شارع الخدمات وهو مسجل في ادارة الأوقاف الجعفرية، وعنوانه: مبنى 640، شارع 5، مجمع 709، وأما مساحة المسجد الإجمالية فتبلغ 25 قدماً * 50 قدماً. وأما مساحة قاعة الصلاة فهي أقل من ذلك.
وكان عبارة عن أكمة متراكمة من الحجارة والطين ومخلّفات المسجد القديم، وكان يحوطها سور قديم جداً من الحجارة المبنية بالطين التي تآكلت مع مرور الزمن، ومنذ عقود لم يتم بناء المسجد بسبب التعقيدات الإدارية والعقبات التي تضعها الجهات الرسمية أمام بناء المساجد والحسينيات، ولكن أهل المنطقة قاموا بإحاطة المسجد ببعض الحجارة والأعمدة والقماش التي تحدد مساحة المسجد وحجمه، وخلال العقد المنصرم تم تحديده وتسويره بصفائح (الجينكو) والخشب، كما تم فرشه بالسجاد وغيره من المستلزمات التي تتعلق بالمسجد.
كما أن المسجد مسجل كوقف في ادارة الأوقاف الجعفرية، وله بعض الأرواق التي تثبت وقفيته كمسجد قديم، وكان من المفترض أن يبنى منذ مطلع التسعينات تقريباً، وحالياً أصبحت الأرض التي يقع عليها المسجد ملكاً للتاجر المعروف عبدالرحمن كانو.
أحرق المسجد من قبل بعض المرتزقة التابعين للنظام بتاريخ 25 مارس 2011م حيث أحرق في منتصف الليل فأتت النيران على جميع محتويات المسجد بما فيها العديد من المصاحف الشريفة وكتب الأدعية والترب الحسينية، والعديد من الأغراض والأوقاف التي بداخل المسجد.
22/5/140325