وصف المرجع الديني الكبير في البحرين آية الله الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة اليوم الرموز السياسية المعتقلة بـ"الأبطال"، قائلاً: "الرموز الـ13 هم أبطال من أبطال الحراك الشعبي لا يزالون في السجون"، مؤكداً أن "مكانهم ليس في السجن لو كان دين يقدر وقيمة عالية يحسب لها".
وأكد الشيخ قاسم أن "أعداد المعتقلين من أبناء هذا الشعب المظلوم الى ازدياد، والذنب واحد وهو المطالبة بالاصلاح والتحرك السلمي من أجله"، متسائلاً "ماذا تغير من عنف السلطة؟ من ظلمها؟ من استأثرها؟ ومن كل الخلفيات التي انطلق بسببها الحراك الشعبي في البحرين؟"، وأردف "الشهداء يتساقطون بين شهيد تحت التعذيب وشهيد بفعل الرصاص الحي وشهيد بتأثير الغازات السامة.. تتعدد الأسباب والظلم واحد، وروح الانتقام من هذا الشعب ثابته، وتضحياته تتضاعف مع الأيام"، مشدداً على أن "صبر هذ الشعب يشتد، وروح التغيير والاصلاح تتصاعد".
وترحّم الشيخ قاسم على الشهيد جود الحاوي وكل من مضى على طريق الحرية وضحى من أجل الكرامة والدين.
وأكد الشيخ قاسم أن "أساس الأزمة هو الأزمة السياسية، والأزمات تتزايد ولا مخرج منها، ولا مخرج من الازمة إلّا من خلال الاصلاح الثابت والمتين منه دستور صادق يختاره الشعب ويقرره".
وأوضح أن "السلطة تعاند وترفض فكرة الاصلاح، أو تريد منه ما هو أسم من غير مسمى ولا حقيقة، لكن كل شيء يقول للسلطة بأن هذا العناد يكون إلى حد.. ولابد أن ينتهي أرادت أم لم ترد"، وأضاف: "بعد قدر الله سبحانه الذي لا يرده راد، يأتي إصرار هذا الشعب الذي أثبت أنه لا يركع ولا يتراجع"، مشدداً على أن "الاحكام المشددة، وعلى مجموعات كبيرة إنما يناسب أجواء حرب دموية وثورة عنف من الأرهاب.. وليس ثورة مسيرات سلمية".
وتابع سماحته: "هل كل هذه الدفعات من المعتقلين.. كلهم إرهابيون؟ وكلهم قتلة؟ وكلهم أصحاب مؤامرات ثقيلة؟ أتقول في هذا البلد الصغير وهذا الشعب القليل العدد أن مئات الألوف كلهم إرهابيون!".
وختم "تقول السلطة في البحرين عن نفسها أنها سلطة للأمن والسلام، ولكن ما على الأرض يشهد أنها لم تبقِ سلاماً أو حرمة، ولم تبقِ حرمة دم ولا مال ولا عرض ولا قرآن ولا مسجد ولا مقدسات عقائدية ولا بيت، فماذا بقي بعد كل هذا من سلام ومن حرمة، والصدق أنه لم يبقَ اليوم للمواطن في هذا البلد حرمة ولا أمن".
5/5/1403022