تنشط الأحزاب والجمعيات المعارضة بين البحرين ولبنان، سواء عبر لقاءات لمتابعة الاوضاع السياسية والميدانية، أو من خلال تنظيم ندوات غالبيتها تسلّط الضوء على الانتهاكات التي ترتكب بحق المواطنين في البحرين. رضى الموسوي، القائم بأعمال الأمين العام في «جمعية العمل الوطني الديمقراطي» ــ «وعد»، وفي زيارة له لبيروت، كان لـ«الأخبار» هذا اللقاء معه للتحدّث عن آخر التطورات، بعد أن علّقت الجمعية مشاركتها في الحوار منذ أيلول عام 2013.يأمل الشعب البحريني المطالب بعدد من الإصلاحات أن يكون للتقارب الأميركي ــ الإيراني أثراً إيجابياً في القضية البحرينية، لكن الموسوي يرى أنه «قد يكون ذلك في صالح القضية عندما يكون هناك تبريد للساحة مع السعودية».يوضح أن الطرفين، أي إيران والسعودية، مرتبطان بشكل مباشر بساحات إقليمية رئيسية، وهي اليمن وسوريا والعراق. «وهذه الساحات مرتبطة بتطورات البحرين، التي وضعها أخف بكثير من الدول المذكورة، ويمكن أن يكون فيها تسوية سياسية سريعة، لكن النظام ينتظر تسوية إقليمية».ويشدّد الموسوي على «أننا نريد تسوية بحرينية، وعلى البحرينيين أن يجلسوا بعضهم مع بعض»، مضيفاً «لحد الآن لا يزالون يتصرفون (أطراف النظام) على أنه ليس هناك أزمة...الأرضية أن يكون الشعب هو المسؤول في قرار الانتخاب».وكانت جمعية «وعد» قد علّقت مشاركتها في الحوار منذ منتصف أيلول 2013، والسبب «اننا لم نجد في هذا الحوار ما يشير الى حل الازمة، بل تحول الى أشبه ما هو بـ«صراع ديكة». ويقول الموسوي إنه لكي يكون هناك حوار جاد، «يجب أن تبرّد الساحة الأمنية». لذلك، هناك التزامات على النظام البحريني أن ينفّذها، وهي على الصعيدين الحقوقي والسياسي، ومن بينها توصيات «جنيف» التي وافقت عليها الحكومة في عام 2012، إضافة الى توصيات «اللجنة البحرينية لتقصّي الحقائق ــ بسيوني»، وغيرها من التوصيات. وبحسب الموسوي، «لم ينفّذ أي شيء من التوصيات التي طالبت بها أيضاً الدولة الكبرى. هذا استحقاق أمام العالم».وفي السياسة، سبق للقوى المعارضة أن قدّمت اقتراحاً لحل دستوري للأزمة في موازاة المطالبة بالإفراج عن المعتقلين في السجون، الذين بلغ عددهم 3000 بحسب الموسوي. تجدر الإشارة الى أن إبراهيم شريف، الامين العام للجمعية، اعتقل منذ شباط 2011 للدور المهم الذي لعبه في دوار «اللؤلؤة» من خلال حشد عدد كبير من المشاركين في الاحتجاجات. ويكمل الموسوي «نطالب بحكومة تمثل الارادة الشعبية ومجلس نيابي منتخب بكل الصلاحيات التشريعية والنقابية. نطالب بقضاء مستقل وغير مسيّس وأمن للجميع».وعن ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة، يقول الموسوي إنه سبق أن «قدّم حلاً لكن مبادرته ضربتها الأجهزة الأمنية خلال ساعات وجمّدت، ونحن لا نزال نعتقد أن هذه المبادرة صالحة».ويضيف «يجب أن يكون التفاهم مع كل أطراف الأزمة، لا نعتقد أن الحل من طرف واحد، نحن نرحّب بأن يأخذ ولي العهد مواقع مقررة لحل الازمة».لكن ماذا عن موقف الجمعية المعارضة من الوحدة الخليجية؟ يرى الموسوي أن «تحقيق الوحدة الخليجية يحتاج الى شروط لنجاحها، وهي أن تكون الدول متقاربة اقتصادياً. نحن نؤمن بالوحدة الخليجية، لكن يجب أيضاً تنفيذ توصيات متعلقة بحقوق الإنسان».الموسوي ليس متفائلاً على الاطلاق. «نحن أمام مشكل كبير ولا يمكن تسويته إلا بحل المسألة السياسية. ليس هناك مؤشرات للحل في انتظار الحل الاقليمي».وفيما ستجري الانتخابات في البحرين بعد 10 أشهر، يشدّد الموسوي على «عدم المشاركة في الانتخابات في حال استمر الوضع على ما هو عليه».وفي الختام، يدعو الموسوي النظام «الى ممارسة الرشد والحكمة في التعاطي مع البحرينيين وتسوية الوضع الامني».كذلك يحذّر من الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يعاني منها البلد بسبب الوضع الامني والفساد، إذ وصل الدين العام الى 13 مليار دولار والسنة المقبلة سيكون 15 ملياراً، وفي عام 2018 سيصل الى 20 مليار دولار». وتبلغ نسبة البطالة 16 في المئة، وبين الشباب 28 في المئة.كذلك أزمة الإسكان هي أكثر من 55 في المئة... في بلد غني نفطياً!
58/5/131219تحرير علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha