بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أصحاب المعالي الوزراء المجتمعين في مؤتمر حوار المنامة بـ"المنامة" - البحرین.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما لا شك فيه أن حضوركم اليوم في بلدنا البحرين يمثل فرصة لشعب البحرين ليطلعكم على ما يحدث في هذه الجزيرة الصغيرة من إنتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان على أيدي النظام الذي دعاكم لهذا المؤتمر.هذا النظام الذي يستقبلكم اليوم بالابتسامة إنما يخفى وراء هذه الابتسامة جرائمه ووحشيته تجاه شعب البحرين الأعزل الذي سعى في الرابع عشر من فبراير 2011م إلى نيل حقوقه العادلة والمشروعة بطريقة سلمية رائعة وراقية شهدت لها جميع دولكم، فقابلها بالحل الأمني والعسكري.إن النظام الذي يستضيفكم اليوم والذي أسقط شعب البحرين شرعيته ، لا يزال يواجه المتظاهرين الذين يطالبون بحقوقهم سلمياً بالرصاص الحي وبالغازات السامة، والرصاص الانشطاري المحرم دوليا. كما أنه يختطف في سجونه أكثر من ثلاثة آلاف مواطن من بينهم رجال دين وحقوقيين دوليين وأطباء ومهندسين ومعلمين وأكاديميين وقادة لمؤسسات المجتمع المدني.إن الثورة التي فجرها شعبنا في الرابع عشر من فبراير 2011م لا تزال مستمرة، ولن تتوقف مالم تتحق مطالبها ، بل هي في تصاعد وإتساع وتشمل اليوم كل المدن والقرى، وبمشاركة فعلية من كافة طبقات الشعب البحراني ومكوناته ، وهي تطالب بالتغيير السلمي نحو وطن ديمقراطي، تعددي.في مقابل ذلك زاد غي النظام وبطشـــه عن طريق "مرتزقته" وقتلته المأجـورين الذين إستقدمهم من جميع أصقاع الأرض. بل زاد على ذلك بأن إستدعى في سابقة بشرية خطيرة جيش أجنبي (القوات السعودية) لقمع الاحتجاجات الشعبية، ومنع وسائل الاعلام العربي والدولي من نقل ما يجري في شوارع البحرين التي أصبح الخطاب فيها هو إسقاطه بالكامل سيما بعد أن إقتحمت دباباته ومدرعاته القرى، ومارست "مرتزقته" أبشع الانتهاكات بحق المواطنين.إن النظام الذي تحلون اليوم ضيوفا عليه لم يكتف بقتل الناس في الشوارع وخارج إطار القانون وفي السجون، ولا بإعتقال خيرة رجال وشباب ونساء البحرين، ولا بهتك الأعراض في البيوت، ولا بإغراق المدن والقرى بالغازات السامة على مدار الـ"38 شهرا" الماضية، ولا بالاعتداء على المقدسات وهدم المساجد ودور العبادة التي كانت موجودة من قبل غزو العائلة الحاكمة للبحرين في العام 1783م. لم يكتف بكل ذلك .. بل عمد إلى تحويل العديد من مؤسسات الدولة إلى معسكرات إعتقال ومراكز تعذيب الأمر الذي يعد إنتهاك لحقوق الانسان وضرب لإتفاقية منع التعذيب لعام 1984م التي صادقت عليها الحكومة الخليفية وضربتها عرض الحائط.إن النظام الذي يستضيفكم اليوم مدان من قبل دولكم ، ومن جميع المنظمات الحقوقية الدولية وهو مطالب بتنفيذ 148 توصية من قبل لجنة حقوق الانسان في الأمم المتحدة ، كما هو مطالب من المجتمع الدولي بتنفيذ توصيات لجنة بسيوني ، وكلها توصيات تلزمه إنهاء ممارساته القمعية بحق شعب البحرين ومحاسبة منتهكي حقوق الانسان ومرتكبي الجرائم.
يا أصحاب المعالي:
إنكم تعقدون إجتماعاتكم على مقربة من "دوار اللؤلؤة" المعروف بـ "ميدان الشهداء" مهد الثورة والذي قامت القوات السعودية بهدمه وتسويته مع الأرض بعد إجتياحها للبحرين في الرابع عشر من مارس 2011م ، في الوقت الذي تحاصر فيه المرتزقة مدننا وقرانا وتعتدي على النساء والأطفال في البيوت التي تقتحمها، لا لشيء سوى مطالبتهم بأن يكونوا أحرارا في وطنهم.إن شعب البحرين الذي يعلم أن أغلبكم جاء من دول ديمقراطية يدعوكم بأن لا تكونوا عونا للديكتاتورية التي تدعون إلى محاربتها، وأن لا تكون إجتماعاتكم هذه، الغطاء الذي يعطي النظام شرعية الفتك بالمطالبين بحقوقهم العادلة والمشروعة ، خاصة أن هذا النظام عودنا على إرتكاب المجازر كل ما غض العالم الطرف عنه. إن شعب البحرين الذي على ما نعتقد تسمعون صرخاته وأنتم في جلسات مؤتمركم ، وتسمعون أصوات بطش هذا النظام به من خلال أصوات إطلاق النار عليه ، يحذركم من أن بقاء هذا النظام القاتل لشعبه يعني إبادة الطامحين إلى الديمقراطية والدولة المدنية العادلة.إن شعب البحرين يطالبكم بأن تتحملوا مسؤولياتكم الأخلاقية والإنسانية بالتدخل والضغط على هذا النظام من أجل إيقاف ممارساته الوحشية وغير الإنسانية ضد شعب البحرين المسالم الذي يطالب بحقوق عادلة ومشروعة ويرغب في تقرير مصيره كما كل أمم وشعوب الأرض.
شكرا لكم مقدما على مساندتكم شعب البحرين
تيار العمل الإسلاميالمنامة - البحرين6 ديسمبر 2013مhttp://www.abna.ir/data.asp?lang=2&id=486722http://14febrayer.com/?type=c_art&atid=5848
https://telegram.me/buratha