ثورة البحرين: رحلة قطعت الألف يوم، والبقية تأتي..!
مر على ثورتهم المنسية 1000 يوم بصباحاتها ومساءاتها، وحرها وبردها، وقيضها ومطرها، ونارها وحديدها، وسجونها ورصاصها، دون أن يتزحزح الثوار عن مطالبهم، ودون أن تنل سلطات القمع الخليفية من صمودهم، ودون أن يغير الثوار وقادتهم، منهجهم السلمي في الثورة...
تلك هي ثورة شعبنا في البحرين..
ثورة البحرين، ثورة من نمط خاص، ولذلك عوملت بشكل خاص أيضا!..
الشعب البحريني قطع رحلة الـ 1000 يوم، التي سار فيها فوق أحجار وعثرات العبودية، نحو شموس الحرية والإنعتاق؛ رحلة عمدها بقرابة 150 شهيدا، ومئآت من الجرحى، وآلاف من المعتقلين والمفصولين السياسيين، وقطع الأرزاق، وهدم بيوت الله، ومحاربة الشعائر الحسينية، وإسقاط الجنسية عن رموز وقيادات الثورة، وإستدعاء قوات الإحتلال السعودي، لمعاونة الطاغية الخليفي في قمع الشعب البحرين، وإعتقال النساء، وإغلاق الصحف والتضييق على الحريات، وإتباع سياسة التجنيس، لتغيير ديموغرافية البحرين، التي يشكل الشيعة نسبة تزيد على 70% من مواطنيها؛ وذلك بتجنيس فدائيي صدام وغيرهم من شذاذ الآفاق، وإستخدامهم أدوات قمع لشعب البحرين.
كل ذلك يحصل، وسياط الجلادين تلهب ظهور شبيبة البحرين، ورصاص الشوزن يخترق الأجساد؛ ومع ذلك قصت الثورة بالأمس شريط الإفتتاح، لعيد يومها الألف هذا الشهر..
1000 يوم على شعب البحرين، وهو يحلم بالعدالة والخلاص، من حكم العائلة الخليفية الفاسدة وطغيانها، ولم يمل أو يكل عن تكرار الحلم؛ ورغم مرور هذه الأيام الألف، إلا أن زخم الثورة يتصاعد بإضطراد عجيب.
بالمقابل؛ تقابل هذه الثورة بمزيد من الجحود من العرب ومؤسساتهم، وبدت الصورة وكأن جامعتهم العربية، ودعاة "الربيع العربي"، قد وضعوا جدارا من الصمت واللامبالاة، بينهم وبين هذه الثورة، التي هي ربما الوحيدة التي تستحق أن توصف بأنها ثورة، بين كل الذي يجري في منطقتانا العربية، ولذلك، وربما هذا هو السبب الوحيد، الذي تقابل به ثورة البحرين ،بالجحود والتجاهل والكيل بمكيالين..
إن الثورة ماضية قدما، رغم تجاهل المؤسسات الدولية، وإشاحة دعاة الديمقراطية الغربيين والأمريكان وجوههم عنها، وهي تحقق أهدافها بثبات؛ ومع أن نظام الحكم الخليفي يزداد شراسة وتنكيلا بالثورة، إلا أنه لا يعلم أنه كلما أمعن في قمع الثورة؛ إزدادت قوة وتصاعدا..وهذا ديدن كل الثورات الأصيلة العميقة الجذور.
التغيير في البحرين سيحصل إن عاجلا أم آجلا؛ وسيأتي يوم يبحث فيه حكام البحرين عن ملجأ يأويهم، كما فعل غيرهم من طغاة العرب، وإذا أعتقدوا أن ظهيرهم ـ نظام حكم آل سعود ـ سيكون عونا وسندا لهم، فإنهم واهمون جدا، وكمن يحاولون جني عنب من أرض سبخة؛ فالحكام السعوديون يعانون من أعراض النهاية القريبة، وهم يتخبطون تخبط عشواء، وأرض الحجاز هي الأخرى مرجل يغلي على حافة الإنفجار..
كلام قبل السلام:آل خليفة مرضى ينامون على سرير من ذهب، وسرير الذهب لا يشفي مريض!
سلام.....
https://telegram.me/buratha