قال آية الله الشيخ عيسى احمد قاسم في خطبة صلاة الجمعة اليوم (25/10/2013) بجامع "الإمام الصادق (ع)" في "الدراز" ان الشعب يقول "لابديل لا بديل لا بديل عن الإصلاح لا بديل وإن طال الطريق وتضاعفت الخسائر لا بديل، يقول جهادنا دائم حتى الحل العادل ونيل الحقوق، حتى نأمن على ديننا وعزتنا وأعراضنا وننال حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة وحتى تكون لنا كلمة مسموعة في سياسة وطننا وما يعنينا من مصير".
وأضاف "يقول (الشعب) لا حل وواحد من أبنائنا وبناتنا الأبرار داخل السجون، يقول أن لا حياة في هوان، وأن الموت في عزة حياة، والحياة في ذل موت أكبر، يقول لا ظلم لأحد ولا ظلم من أحد، والإرهاب الظالم إرهاب يد أو لسان كان وأي نوع منه يكون حرام على الجميع، وأي ارهاب أبشع من القتل خارج القانون، وأي ارهاب أشد من قوانين تشرع للظلم ومحاربة الحرية ومنع الحقوق".
وفيما يلي نص خطبة الجمعة السياسية لسماحته:
الشعب يقول:
لابديل لا بديل لا بديل عن الإصلاح لا بديل وإن طال الطريق وتضاعفت الخسائر لا بديل، يقول جهادنا دائم حتى الحل العادل ونيل الحقوق، حتى نأمن على ديننا وعزتنا وأعراضنا وننال حقوق المواطنة كاملة غير منقوصة وحتى تكون لنا كلمة مسموعة في سياسة وطننا وما يعنينا من مصير.
يقول لا حل وواحد من أبنائنا وبناتنا الأبرار داخل السجون، يقول أن لا حياة في هوان، وأن الموت في عزة حياة، والحياة في ذل موت أكبر، يقول لا ظلم لأحد ولا ظلم من أحد، والإرهاب الظالم إرهاب يد أو لسان كان وأي نوع منه يكون حرام على الجميع، وأي ارهاب أبشع من القتل خارج القانون، وأي ارهاب أشد من قوانين تشرع للظلم ومحاربة الحرية ومنع الحقوق.
الشعب يقول من لم يكن له من حكومات العالم دين فلتكن له بقية من قيم الإنسانية وبقية من ضمير، فلا يشتري مصالحه المادية بتصدير الموت لهذا الشعب المسالم وتصدير الغازات السامة التي تغطي سحبها القاتلة سماء هذه الأرض لتحصد ما تحصد من نفوس الأبرياء وتقتحم بالموت والأمراض الفتاكة بيوت وغرف الآمنين في ساعة من ساعات الليل والنهار. يقول لهذه الحكومات إن لم تنصروا المظلوم فلا تكونوا عليه عوناً للظالم.
الشعب يقول لا تمثيل من أحد من معارضة أو معارض يكون له رأي خارج رأيه، وخيار على خلاف خياره، وموافقة على حل خلاف موافقته، ولا اصلاح كما تقدّم وواحد من أبنائه وبناته في السجون. (1) هتاف جموع المصلين: لن نركع إلا الله..
يقول لابد من اصلاح يعطي موافقته عليه، وارضاؤه ولو بأغلبيته، شعب هذا مطلبه، وهذا إيمانه وعزمه، وهذه ارادته وتضحيته، وهذا إباؤه وتصميمه، وهذه سلميته وعقلانيته، وهذا حرصه على العدل مع الجميع والأخوّة بين الجميع وايصال الحقوق للجميع لا يُتوقع له إلا النصر ولا ينتظره إلا الظفر بإذن الله. (2) هتاف جموع المصلين: طال الزمان أو قصر.. الشعب سوف ينتصر.
شعبٌ لا يبتغي إلا إصلاحاً، ولا يستهدف ظلم أحد أبداً، ولا يستبيح دماً حراما، ولا هدر مال عام أو خاصٍ تعدياً لابد أن يكون الله معه وفي عونه ويتحفه بنصره ويعزّه بعزّه.
خليل المرزوق.. السجن والإفراج:
كان سجنه ظلماً، خنقاً للكلمة الحرة، أخذاً بالعنف، استخفافاً بالحقوق، بكرامة الإنسان، بقيمة المواطنة، بحرمة المسلم، بموازين الدين، بركيزة العدل شأنه في ذلك شأن ألوف المعتقلين.
وكان مواجهة لعقلانية الكلمة، وللرأي الإصلاحي، والطرح المتوازن، والدعوة إلى السلمية، وجاء الإفراج عنه أقرب إلى التعقل والحكمة والصالح السياسي، وأبعد عن الاستفزاز واذكاء روح الساحة، والإفراج حق لكل سجناء الشعب من أحراره وحرائره الذين تغيّبهم السجون وتصادر حريّتهم لكلمة حقٍ قالوها ولحق شعبٍ مظلومٍ طالبوا به.
والتعقل والحكمة والصالح السياسي وسلامة الوطن وربحه وطلب الحل للأزمة المهلكة التي يمر بها، ورعاية الدين والحق والعدل في الافراج عن كل الأحرار والحرائر ممن طالبوا بحقوق هذا الشعب من أبنائه وبناته. (3) هتاف جموع المصلين: نطالب بالافراج عن المساجين.
يوم إكمال الدين:
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"
كلام الله سبحانه لا ريب فيه، وقد أخبر سبحانه ممتناً على عباده بإكمال الدين وإتمام النعمة ورضاه بالاسلام الذي أتمّ انزاله.
والدين عقيدة وشريعة تغطي كل حاجة الحياة من أحكام وهو رؤى محددة وأهداف مرسومة وخلق كريم ومنهج كمال شامل يأخذ بالعباد في اتجاه خالق العباد وعلى طريق العبودية الخالصة لوجهه الكريم.
ولمن أكمل الدين؟ الآية تقول لكم وليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وحده، ونحن نعلم تماماً أن المسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وآله لم يكونوا كلهم ولا جلهم على علم تام بالدين، ولم يكونوا على فهم واحد وبمستوى واحد لعقيدته ولا إلمام كامل بأحكامه التي كانت محل الحاجة حينذاك، فضلاً عن أن يكونوا بعلم تام بالدين بعد رحيله صلى الله عليه وآله إلى جوار ربه الكريم وإلى يوم الدين، وإلى أن تنتهي الأرض وتُطوى السماوات، هذا وإن أحكاماً كثيرة من أحكام الدين لم تُكتشف الحاجة إليها ولم ترد في ذهن الأمة تصوّرها إلا مع امتداد الزمن ومضيّ السنين، لكن كان علم رسول الله صلى الله عليه وآله، فكيف يصدق "أكملت لكم دينكم" للأمة وليس لرسول الله صلى الله عليه وآله وحده، لكن كان علم رسول الله صلى الله عليه وآله بتمام الدين يموّل الأمة بحاجتها، ويرفع الخلاف فيما بينها في الدين ويوفر لها العلم الدقيق.
وهل الامتنان الإلهي بإكمال الدين وإتمام النعمة والإسلام المرضي خاصٌ بهذه الأمة زمان حياة النبي صلى الله عليه وآله فحسب؟ حاجة الأمة للدين الكامل وإتمام النعمة لا تنتهي والرأفة الإلهية شاملة، وإمتنانه سبحانه بهذه النعمة الكبرى وهي منطلق كل النعم قائم ما دام للأمة وللإنسانية وجود.
ولا قائل أن الأمة بأعدادها المتزايدة وبسعتها اليوم تتوفر فهماً على الإسلام الكامل الذي إمتنّ به الله سبحانه على عباده، وما قيمة دينٍ قد أكمل؟ ثم يبقى مخفياً؟ وأمهات المسائل فيه من عقيدية وتشريعية تخلتف عليها الآراء حتى تتعدد إلى العشرة والعشرين واذا أصاب منها شيء فهو واحد. وهذا في المسائل الكبرى، مسألة الجبر والتفويض، ما به يكون الانسان مسلماً وما به لا يكون مسلماً مختلف عليه عند البعض، العدل الالهي، هذه مسائل جذرية أساسية، ركائز، فضلاً عن مسائل تشريعية أخرى.. الصلاة وهي عمود الدين أختلف عليها في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله، أو بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.
ولا قائل أن الأمة بأعدادها المتزايدة وبسعتها اليوم تتوفر فهماً عن الاسلام الكامل الذي أمتن به الله سبحانه على عباده، وينتج من صدق إخبار الله سبحانه بإكمال الدين ومن عدم توفر الأمة على مستوى علمائها فضلاً عن عامتها على فهم الدين الفهم الكامل الدقيق المطابق لواقعه أن يكون هذا الإكمال للأمة في امتدادها على المستوى الذي كان عليه زمن رسول الله صلى الله عليه وآله، وكيف كان إكمال الدين في زمن رسول الله؟ على أي مستوى؟ على مستوى أن المرجع للفهم الإسلامي الحق ولإنهاء الخلاف كانت متمثلة فيه صلى الله عليه وآله، وأن كمال الإسلام بيد رسول الله صلى الله عليه وآله يعني كمال الإسلام عند الأمة حيث تستطيع أن تنهي كل خلافاتها وأن ترجع إلى ما هو حق الإسلام بالرجوع إليه.
إنتهت الحاجة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ استغنينا عن الاسلام الكامل؟
وينتج من صدق إخبار الله سبحانه بإكمال الدين وعدم توفر الأمة على مستوى علمائها فضلاً عن عامتها على فهم الدين الفهم الكامل الدقيق المطابق لواقعه أن يكون هذا الإكمال على المستوى الذي كان عليه زمن رسول الله صلى الله عليه وآله حيث كان عالماً به تمام العلم وكان المرجع المأمون المتيقن الذي بالرجوع إليه يرتفع الخلاف ويتجلّى الإسلام الحق.
ويتحتم بهذا تعيّن القول بلزوم وجود المعصوم بعد النبي صلى الله عليه وآله والدلالة عليه وتعيينه من قبل الله سبحانه على لسان رسوله صلى الله عليه وآله، وتعيّن مرجعيته للأمة في أخذها للإسلام ولزوم طاعته. إما أن يكون تعيينه بالصريح قرآناً أو سُنة. فيتعين أن يكون هذا المعصوم مرجعية للأمة في أخذها للاسلام ولزوم طاعته.
.................
35/5/131025
https://telegram.me/buratha