أكدت المتخصصتان في شؤون الشرق الأوسط "سارة مارغون" و"ماري لاوري" أن: "الولايات المتحدة أدانت الانتهاكات الجسيمة ضد المتظاهرين في أنحاء الشرق الأوسط، لكنها غضت الطرف عن اعتداءات بالدرجة نفسها من الجسامة في البحرين".
وقالت مارغون ولاوري، في مقال نشر في مجلة "فورين بوليسي"، إن إشارة الرئيس الأميركي باراك أوباما "بصورة غير متوقعة إلى البحرين إلى جانب العراق وسوريا، بوصفها بلدا مشحونة بالتوترات الطائفية التي تتحدى الديمقراطية والاستقرار في المنطقة، يوم 24 سبتمبر/ أيلول في الجمعية العامة للأمم المتحدة، كدرت صفو المنامة ـ وهي علامة أكيدة على النفوذ الدبلوماسي الأميركي هناك ـ لكنها لم تكن كافية" لوقف الأحكام القضائية الصادرة مؤخرا".
وأضافتا "مما لا شك فيه أن إدارة أوباما لم تتوخَ الصمت حيال الأزمة السياسية المتصاعدة في البحرين، لكنها لم تتخذ موقفا قويا أو متسقاً"، معللتان بأن "البحرين هي حليف استراتيجي وقاعدة لأسطول البحرية الأميركية الخامس، لكن هذا النفوذ سيضيع إذا اعتمدت الحكومة على القمع ما يدفع المجتمع إلى نقطة الغليان، ما قد يؤدي إلى فقدان الأسطول الخامس لمكانه".
وتشير الكاتبتان إلى أنه في مايو/ أيار 2012 ، "أثار أوباما مخاوف بشأن البحرين خلال خطابه المحوري حول الانتفاضات العربية، وقررت الإدارة الأميركية حجب المعدات العسكرية التي من المحتمل أن تستخدم ضد المتظاهرين في بدايات 2012، لكن بعد أقل من خمسة أشهر، تزامنا مع زيارة ولي عهد مملكة البحرين سلمان بن حمد آل خليفة إلى واشنطن، أعلنت الإدارة عن مبيعات عسكرية محتملة للبحرين"، فـ"منذ ذلك الحين، تراجعت الإدارة عن الضغط الشعبي على الحزب الحاكم.
وعانت الولايات المتحدة من تناقض وعدم اتساق وهو ما يعني عدم مصداقية الالتزام بالضغط من أجل إصلاح حقيقي".
ولفتت الكاتبتان إلى أن وزارة الخارجية الأميركية "بالكاد اتخذت في البداية أي رد فعل على اعتقال السلطات للمساعد السياسي للأمين العام لجمعية "الوفاق" خليل المرزوق، "وبدلا من الدعوة إلى إطلاق سراح المرزوق، انتقد المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية انسحاب المعارضة من الحوار الوطني".
بدلا من أن تلجّم خطابها، تتابع مارغون ولاوري، "يجب على إدارة أوباما وضع نهج أقوى وأكثر ملائمة، ويتعين عليها الوفاء بمطالبتها البحرين على الاستجابة إلى توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق".
وتشدد الكاتبتان على أن "الولايات المتحدة بحاجة إلى السعي للوصول إلى جميع النشطاء السياسيين المعتقلين والضغط علناً للإفراج عنهم"، مؤكدتين أن "الاكتفاء بدعوة جميع الأطراف للعودة إلى عملية الحوار الوطني الزاخرة بالمشكلات لا معنى لها حينما يكون الكثير من المشاركين وراء القضبان".
وتختمان بالقول "إذا كانت الولايات المتحدة تحاول كسب نفوذ لدى حكام البحرين من خلال الحد من انتقادها، فليس ثمة دليل على أن هذا النهج يصنع أي فارق. في الحقيقة، يبدو أن هذا ما سيجعل الوضع السيئ أسوأ".
..................
22/5/131024
https://telegram.me/buratha