قاسم العجرش
أما أن يكون الساسة العرب أغبياء، وهذا موضوع قابل للنقاش بدليل أنهم قادونا بالإتجاه المعاكس للأتجاه الذي سارت عليه الحضارة ألإنسانية طيلة القرن الماضي ـ على الأقل ـ، وما سبقه من قرون على وجه العموم، أو أنهم يتعمدون أن يرتكبوا ألخطاء ذاتها في كل مرة دون أن يستوعبون ما فاعلوا، أو أنهم خرقاء يعون ولكن يتعمدون...!
آخر ما فعلوه هو أنهم إختاروا البحرين مقرا دائما للمحكمة العربية لحقوق الإنسان! وتلك لعمري نكتة طريفة أن يعطى مشطا لأصلع كي يمشط صلعته!..فالبحرين بوضعها الراهن، أبعد ما تكون عن أن تفهم معنى كلمة "حق" ناهيك عن "حقوق"؛ وهي ليست صديقة لحقوق الإنسان جملة وتفصيلا، وبالتالي لا يمكن أن تكون مؤهلة لاستضافة محكمة تعنى بهذه الحقوق..
فالبحرين منذ قرابة الثلاث سنوات، تشهد إنتفاضة شعبية عارمة، محورها موضوع حقوق الإنسان والحريات العامة، التي لا يعرف معناها النظام الخليفي الحاكم هناك؛ وبكل تأكيد يمكننا القول أن السلطات الحاكمة، تمتلك أسوأ سجل بحقوق الإنسان بين كل دول المنطقة؛ وربما لا يتفوق عليها سوى نظام صدام الذي أزيح عن كاهلنا هنا في العراق، لكنها تتنافس ـ أي السلطة الحاكمة في البحرين، منافسة شديدة، مع "شقيقتها" الكبرى مملكة هادم الحرمين الشريفين في السعودية..!
هذا الواقع؛؛ لا يمنحها مزية تجعل جامعة الدول العربية تختار البحرين عاصمة لحقوق الإنسان، اللهم إلا إذا كان الغرض من هذا الإختيار، تلميع وجه النظام الكالح، ضمن حملة العلاقات التي ينفق عليها بسخاء؛ مما يؤشر الى أن هذا الإختيار، تفوح منه رائحة الفساد وعطر البترودولار الخليجي..!
ومن سخرية الأعراب: أن مسؤولا أمميا رفيعا هو السيدة «نافي بيلاي»، رئيسة المفوضية الدولية لحقوق الإنسان، قد صرحت أمس ـ وهو ما تزامن مع الإختيار العربي المشين ـ أن البحرين "لم تنفذ مقررات جنيف وتوصيات بسيوني، ومازالت لا تحترم المواثيق الدولية بحرية التعبير والتجمع السلمي".
وكان من حق السيد «يوسف ربيع»، رئيس"منتدى البحرين لحقوق الإنسان" أن يتسائل بحرقة، ومعه نحن أيضا نتساءل: كيف تكون البحرين مقراً للمحكمة؟ وهي تطبق سياسة الإفلات من العقاب وحماية المعذبين والمنتهكين للجرائم، إضافة إلى إن في سجونها ما يزيد على 2000 سجين رأي؟... وما هي "المعايير التي إعتمدت لجنة الخبراء في الجامعة في هذا الإختيار"، ومعنى هذا أن الجامعة العربية "تصر على إتخاذ مواقف معادية لمطالب البحرينيين، وتقدم غطاء إلى السلطات البحرينية في اخفاء الانتهاكات الفظيعة".كيف؟.!
كلام قبل السلام: أعتقد أن النظام البحرين قد أخطأ الأتجاه مثلما فعلها دوما، فماذا سيقول هو أو المحكمة إن رفع البحرينيين شكاواهم المدعمة بالأدلة الى هذه المحكمة، هل سيقتلهم كما قتل 150 شهيدا لحد اليوم..ربما سيفعل، وستصمت محكمة العهر العربي.. ستصمت بالتأكيد..!
سلام.....
https://telegram.me/buratha