قال العلامة السيد "عبدالله الغريفي" في حديثه السياسي ليلة الجمعة الماضية بمسجد الإمام الصادق (ع): " إن الوطن يمرُّ بمنعطفٍ صعبٍ وخطيرٍ يضعه أمام خيارين.. الخيار الأول: أنْ يشتد التأزيم والانهيار السِّياسي والأمني والاقتصادي، وتتجه الأوضاع إلى الكارثة والدمار. والخيار الثاني: أنْ يحدث انفراج، ويتجذَّر الأمن والاستقرار، وينجو الوطن من الدمار والانهيار".
ورأى العلامة السيد "عبد الله الغريفي" في حديث السياسي بمسجد الإمام الصادق (ع) ضرورة دفع كلِّ المخلصين في اتجاه الخيار الثاني، وأنْ يحاصروا الخيار الأول. وذلك ليس من خلال الكلمات والخطابات والتمنِّيات، والإدِّعاءات، ولكن من خلال أعمال وأفعال وممارسات تكرِّس الخيار الصحيح، وإنْ كان للخطاب أثره الكبير.
وأضاف سماحته: "الخطاب هذه الأيام مسكون بهاجس الإرهاب، وهو هاجسٌ مرعبٌ... وليس هذا الوطن الصغير استثناء، فالعالم كلّه مسكونٌ بهذا الرعب... لا يوجد إنسان يحملُ دينًا أو ضميرًا أو عقلًا يمارس الإرهاب أو يحتضن الإرهاب أو يبارك الإرهاب... ولكن يجب أنْ يتحدَّد بدقَّة مفهوم الإرهاب".
وأكد سماحته أن مصطلح "الإرهاب" أصبح عنوانًا للمزايدات السِّياسية، وأصبح شعارًا توظِّفه أنظمة حكمٍ من أجل قمع أيَّ حراكٍ معارض، وكذلك توظِّفه بعض الجماعات ضدَّ مخالفيها... فما تسمِّيه أنظمة الحكم إرهابًا تسمِّيه المعارضة عملًا سياسيًا مشروعًا... والعكس كذلك، فإنَّ ما تسمِّيه قوى المعارضة إرهابًا من أعمال أنظمة الحكم وبطشها وفتكها تسمِّيه الأنظمة ممارسات رادعة، وداعمة لحفظ الأمن.
وتابع سماحته: "أيضًا تسمع وترى أنَّ جماعاتٍ تسمِّي نفسها إسلامية تمارس القتل والذبح والإرهاب باسم الجهاد، وهكذا أصبح مصطلح الإرهاب محكومًا للمصالح والأغراض، والأطماع، والدوافع السِّياسية والمذهبية والحزبية.
وأكد العلامة أن من أهم منتجات التأزيم تلك الخطابات التي يحتضنها الإعلام الرَّسمي، بما تحمله من استفزازات صارخة واتهامات ظالمة.
وقال: "من حقِّ السلطة أنْ تعبِّر عن رأيها، ومن حقِّ المدافعين عن السُّلطة أنْ يعبِّروا عن قناعاتهم، غير أنَّ لغة الاستفزاز، ولغة الاتهام مرفوضة"، مشيراً إلى أن تلك اللغة تمثِّل أحد المعوِّقات لخيار الانفراج والاستقرار والإنقاذ حينما يتحدَّث موقع رسمي رفيع المستوى بكلماتٍ تحمل درجةً كبيرةً من الإساءة والتطاول وبألفاظ غير لائقة موجهة ضدَّ رمز ديني ووطني كبير كسماحة آية الله الشيخ عيسى، ألا يشكِّل هذا استفزازًا لمشاعر مساحةٍ كبيرةٍ جدًا من جماهير هذا الشعب، ألا يشكِّل هذا إجهاضًا لخيار الانفراج والإصلاح والمصالحة.
وقال: "إنَّ استمرار خطابات التخوين والتحريض والانتقام معوِّق خطير لأيّ مساعٍ خيِّرة في اتجاه الصلح والإصلاح، صحيح إنَّنا نعمل وندعو بكلِّ صدقٍ إلى تطويق ردَّات الفعل غير المحسوبة، اتَّجاه تلك الخطابات المسيئة، إلَّا أنَّ أخشى ما نخشاه أنْ تنفلت بعض ردود الفعل، وتكون العواقب ليس في صالح هذا الوطن، ويتحمَّل المسؤولية أصحاب تلك الخطابات المشحونة باللغة الظالمة، وغير النظيفة، المكونة بروح الكراهية والثأر والانتقام والتحريض، وإذا كنَّا نرفض هذه اللغة حينما تصدر من موقع محسوبٍ على السلطة، فإنَّنا في الوقت ذاته نرفض اللغة حينما تصدر من المواقع المعارضة للسلطة، من حقِّ هذه المواقع أنْ تعارض، أنْ تحاسب، أنْ ترفض ولكن يجب أنْ تكون اللغة نظيفة وصادقة ومؤدَّبة".
................
31/5/13825
https://telegram.me/buratha