مرت أكثر من 3 أسابيع منذ أن دخل "مصاب السهلة" الشاب البحريني صادق سبت (22عاما) إلى العناية المركزة بمستشفى السلمانية، بعد تعرضه لحادث دهس متعمد خلال احتجاجات في منطقة "السهلة" غرب العاصمة المنامة.
وكانت سيارة دفع رباعي يقودها أحد "البلطجية" قد انتقلت بشكل مفاجئ إلى الشارع المعاكس لمسارها وصدمت "سبت" من الخلف بشكل متعمد، ثم لاذت بالفرار.
حدث ذلك في 30 يوليو/تموز الماضي، ونتج عنه إصابة "سبت" بكسور في قاع الجمجمة أدخلته في غيبوبة من يوم إصابته وحتى كتابة هذا التقرير.
ويعاني صادق حاليا من توقف في جميع وظائف المخ إضافة إلى التهاب بالرئتين، ونظرا لحالته الحرجة فإن التدخل الجراحي يصبح صعبا للغاية، بحسب ما أفاد أطباء.
من جانبها أفادت والدة "سبت" في تصريح لها : " أنه لا تحسن في حالته حتى اليوم، فهو لا يحرك ساكنا منذ أن أصيب . "عندما قمت بزيارته أول مرة بعد الحادث بثلاثة أيام لم أتعرف عليه نتيجة تورم وجهه بصورة أخفت معالمه"، خاطبته: "صادق بني انهض كلمني، أنا أمك! لكنه لم يجب، هذه هي حاله منذ إصابته وحتى اليوم"." تضيف "أم صادق".
وكان "سبت" قد اعتقل سابقا بسبب إنقاذه لمصاب تعرض لرصاص الشوزن الانشطاري أثناء قمع مسيرة سلمية في قريته "السهلة".
وفي هذه الحادثة تجشم صادق عناء حمل المصاب على كتفه من "السهلة الجنوبية" عبر المزراع وصولا إلى قرية "عين عذاري" كي يبحث عمن يسعفه، لكن الطائرة العمودية تبعته حتى ألقي القبض عليه وعلى زميله، ثم لفقت له تهمة التجمهر وحرق إطارات، فحكم بالسجن مدة 6 أشهر ودفع غرامة مالية قدرها 200 دينار.
ومنذ ذلك الوقت أصبح "سبت"مستهدفا من قوات النظام بالرغم من تنفيذ الحكم عليه، فصار في حكم المطارد لمدة تقارب العام والنصف/ وتوالت الاقتحامات على بيته طوال هذه المدة ولم تتوقف، وكان آخرها يوم إصابته في الساعة الخامسة مساء، لذا اضطر إلى ترك منزل والديه بحثا عن مكان آمن بعيدا عن بطش السلطة، كما أنه حرم من مواصلة دراسته الجامعية والعمل بسبب ذلك.
وبدا واضحا أن النظام في البحرين يعتمد خطة منظمة في استهداف المحتجين بدهسهم بسيارات الدفع الرباعي، سواء كانت مدنية أم عسكرية، منذ أن طحنت سيارة الأمن ضلوع الشهيد "علي بداح" في حادثة بالغة الفظاعة.
وتكررت هذه الحوادث مرات عديدة، حيث كشفت مقاطع مصورة اقتحام سيارات الأمن لتجمعات المحتجين وهي تحاول دهسهم بصورة متعمدة، وقتل الطفل "علي عباس" "شهيد الصلاة"، بعد أن قذفته سيارة مجهولة فأردته قتيلا، بينما كان متوجها مشيا على الأقدام إلى صلاة الجمعة المركزية في "الدراز" خلف الشيخ "عيسى قاسم".
................
25/5/13825
https://telegram.me/buratha