قال الباحث والعضو في منظمة "بحرين ووتش" «مارك أوين جونز» إن طلب المنظمة الكشف عن هذه الوثيقة يأتي من أجل تسليط مزيد من الضوء على دور «إيان هندرسون»، البريطاني الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات البحرينية لنحو 30 عاما، والمتهم بارتكاب انتهاكات فظيعة لحقوق السجناء والمعتقلين بما فيها عمليات تعذيب واسعة وممنهجة، صبغت فترة "أمن الدولة".
قالت منظمة "بحرين ووتش" التي تتخذ من لندن مقرا لها، إن وزارة الخارجية البريطانية رفضت طلبا لها بالكشف عن وثيقة محادثات غير رسمية وقعت عام 1977 بين رئيس جهاز المخابرات البحرينية الضابط البريطاني «إيان هندرسون» وأحد موظفي دائرة الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية آنذاك.
وتعذرت الخارجية البريطانية من أن ذلك قد يضر بعلاقات المملكة المتحدة مع دول الخليج الفارسي، وقالت إن قدرتها على حماية وتعزيز مصالحها في هذه المنطقة، سوف تتعرض للخطر إذا نشرت هذه المعلومات.
وأبدى الباحث «مارك أوين جونز» العضو في "بحرين ووتش" استغرابه من هذه الأعذار، وقال إن الخارجية فشلت في تقديم تبرير واضح لترجيحها التحفظ على الوثيقة بدلا من كشفها، على الرغم من مرور أكثر من 30 عاما عليها، ورغم تأكيدها في الرد على ما لكشف هذه الوثيقة من إيجابيات في قبال ما طرحته من مخاطر.
وقال جونز إن طلب المنظمة الكشف عن هذه الوثيقة يأتي من أجل تسليط مزيد من الضوء على دور إيان هندرسون، البريطاني الذي كان رئيسا لجهاز المخابرات البحرينية لنحو 30 عاما، والمتهم بارتكاب انتهاكات فظيعة لحقوق السجناء والمعتقلين بما فيها عمليات تعذيب واسعة وممنهجة، صبغت فترة "أمن الدولة".
وقال جونز إن توضيح الإيجابيات من كشف الوثيقة، الذي أصدرته الخارجية البريطانية، لا يبدو مقرا بشكل كاف بالمصلحة العامة من هذه المسألة، مشيرا إلى أن كشف الوثيقة لا يتعلق بزيادة فهم العلاقات الخارجية في المملكة المتحدة مع البحرين، كما أشارت الخارجية البريطانية، وإنما هو عن الإرث الاستعماري البريطاني، ومدى مشاركة البريطانيين في الأمن الداخلي في البحرين، ونظرا لادعاءات واسعة النطاق لاستخدام هندرسون وغيره وسائل التعذيب، وأكد أن كشف ذلك هو في مصلحة المواطنين في كل من البحرين وبريطانيا لمعرفة المزيد عن أنشطة قوات الأمن.
وقال جونز إنه في ضوء التعويضات الأخيرة التي ستدفعها الحكومة البريطانية لضحايا سحقها الوحشي لتمرد "الماو ماو" في كينيا، لعل فهم ما حدث في البحرين يكون أكثر أهمية. موضحا أن الموضوع ذي صلة، بالنظر إلى أن هندرسون كان له دور أساسي في سحق تمرد الماو ماو قبل أن ينتقل إلى البحرين.
ومن غير الواضح ما إذا كان رفض هذا الطلب يكمن حقا في مصلحة الجمهور، أو ما إذا كانت محاولة للمماطلة في الكشف عن معلومات هامة، على غرار ما اتهمت به الحكومة البريطانية في قضية الماو ماو.
وأكد جونز على أن كشف مثل هذه الحقائق سيكون مفيدا لبريطانيا في مساعدة البحرين بالتقدم خطوة إلى الأمام البحرين من خلال مواجهة ماضيها، والإسهام في مستقبل أكثر استقرارا للبحرين، وبالتالي تشجيع علاقات ثنائية أقل إثارة للجدل، مؤكدا أن هناك خطرا حقيقيا من أن علاقة بريطانيا الحالية مع البحرين من شأنها أن تستمر في توليد مزيد من العداء الشعبي من البحرينيين تجاه المملكة المتحدة.
20/5/13805
https://telegram.me/buratha