بسم الله الرحمن الرحيم
((إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون)).
((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير)) صدق الله العلي العظيم.
ما شهدته مصر من جريمة ومجزرة نكراء بإستشهاد أحد أبرز القيادات الدينية والإسلامية الشيعية العلامة المجاهد الشيخ حسن شحاتة ورفاقه الأربعة وبهذه الطريقة الشنيعة والمروعة بالهجوم على المنزل الذي أقام أبناء الطائفة الشيعية فيه إحتفال بذكرى ميلاد الإمام المهدي الحجة المنتظر (عجل) ، وقيام القوى التكفيرية السلفية بسحلهم والتمثيل بهم في شوارع الجيزة بالقاهرة، قد شهدته ولا توال تشهده البحرين على يد حكم العصابة الخليفية الحاكمة ، فقد تعرض أبناء شعبنا وعلماءنا رموزنا وقادتنا ونشطاؤنا وثوارنا الرساليين ونساءنا وحرائرنا الزينبيات الرساليات إلى مثل هذه الجرائم والمجازر ، والكثير منها تقع عند المداهمات والإقتحامات اليلية أو في المداهمات للثوار على أسطح المنازل أو داخل أقبية السجون والمعتقلات ، ولكن وفي ظل التعتيم الإعلامي وفي ظل سياسة إزداجية المعايير التي تتعرض لها ثورة 14 فبراير ، فإن الكثير من الجرائم والمجازر لم يطلع عليها العالم العربي والإسلامي ولم يطلع عليها العالم الغربي سائر شعوب العالم ، كما لم يتطلع عليها الإعلام العالمي الذي تسيطر عليه الصهيونية العالمية والمال السياسي السعودي والقطري والخليفي.
لقد جاءت شهادة العلامة حسن شحاتة ورفاقه لتبين للعالم ما يتعرض له أبناء الطائفة الشيعية في مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي على يد الحكومات الأموية المروانية السفيانية الوراثية وأتباعهم السلفيين التكفيريين الخوارج الذين ينصبون العداء لأتباع أهل البيت (ع) ولمحور المقاومة والممانعة وللأحرار والثوار في الأمة ، وهم على أستعداد للتحالف مع إسرائيل وأمريكا وبريطانيا والغرب من أجل ضرب خط الممانعة والمقاومة والإسلام المحمدي الأصيل رغبة في بقاء أسيادهم من آل سعود وآل خليفة وآل ثاني في قطر.
وقد جاءت شهادة القائد الميداني عبد الله عبد الكريم من منطقة سار في البحرين وعبر عمل إستخباراتي أمني لتبرهن للعالم بأن القوم هم أعقاب وأبناء القوم ، وإن آل خليفة وآل سعود وأتباعهم هم الذين يقومون بهذه الأعمال الإجرامية التي قامت بها الحكومات الأموية الوراثية في عهد معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وسائر الحكام الأمويين والعباسيين ضد الأحرار والثوار وأتباع أهل البيت (ع) الذين جاهدوا وناضلوا ضد الإنحراف الأموي والعباسي وجعلوا الإسلام وراثة في عقبهم.
إن البحرين ومنذ عقود من الزمن شهدت وتشهد جرائم حرب ومجازر إبادة ، وتسعى السلطة الخليفية من أجل بقاء حكمها الوراثي بإذكاء الفتنة الطائفية والمذهبية ، ولكنها فشلت فشلا ذريعا ، فشعبنا أوعى من أن ينجر إلى أتون الحرب الطائفية ، ويتمتع بوعي كبير لما تحيكه أمريكا وبريطانيا ومخابراتهم عبر الحكومات العميلة في الرياض والمنامة وقطر لإشعال الفتن الطائفية والمذهبية وحرف بوصلة النضال والجهاد ضد الشيطان الأكبر أمريكا والإستكبار العالمي.
إن جماهير شعبنا في البحرين قد خرجت في 14 فبراير من أجل إسقاط نظام الإستبداد الخليفي الوراثي المتسلط على رقاب الشعب لأكثر من قرنين من الزمن ، ولم يخرجوا من أجل أن تحكم الأكثرية الشيعية وتتسلط على أبناء الطائفة السنية ، فالبحرين للجميع بثرواته وخيراته ونفطه وأراضيه ، وآل خليفة هم الذين أستضعفوا الشعب شيعة وسنة ، وجاؤا بالمرتزقة والمجنسين من مختلف أصقاع الأرض ووفروا لهم كل التسهيلات والخدمات وجعلوهم مرتزقة للدفاع عن حكمهم الظالم.
يا جماهير شعبنا الثائر الرسالي ..
يا شباب ثورة 14 فبراير المقاومين ..
إننا على موعد غدا الأحد في 30 يونيو 2013م للمشاركة الواسعة في الفعالية الكبرى (ثورة الأحرار) ، في مرحلة تشتد فيها الحملة القمعية المنظمة على أبناء شعبنا من السكان الأصليين وإعتقال الأحرار والثوار الرساليين رجالا ونساءً والزج بهم في غياهب السجون لترهيب شعبنا وثنيه عن المضي في خياره بإسقاط حكم العصابة الخليفية والتأكيد على حقه في تقرير المصير.
إن أهمية المشاركة في دعوة “تيار الوفاء الإسلامي” لتنظيم تظاهرات حاشدة غدا الأحد 30 يونيو 2013م تحت شعار “ثورة الأحرار” هو للتأكيد لرفض مصادرة الثورات والصحوات الإسلامية والإستمرار فيها على خط الإسلام المحمدي الأصيل وفضح الإسلام الأمريكي السلفي التكفيري الوهابي السعودي الذي تتخندق ورائه أمريكا وبريطانيا وعملائهم من الحكومات القبلية حتى تنجز كل أهداف وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع للوقوف وراء خط ومحور المقاومة والممانعة والدفاع عن قادة ورموز وأحرار الأمة الذين يقارعون الكيان الصهيوني ويصرون على تحرير القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المحتلة.
إن يوم الأحد “30 يونيو” هو يوم “ثورة الأحرار” الذي سيخرج فيه شعبنا في مظاهرات ومسيرات ليعاهد من خلالها شهداءنا الأبرار وعوائلهم المضحية ويعاهد الجرحى والمصابين والمطاردين ويعاهد القادة والرموز القابعين خلف القضبان ، ويعاهد الآلاف من أبناء شعبنا من الرجال بأن الثورة مستمرة وأن النضال والجهاد ضد الطاغية الديكتاتور حمد مستمر وهيهات منا الذلة ولن نبايع يزيد البحرين حمد الخليفي وسنبقى حسينيون أحرار وثوار فأما النصر أو الشهادة.
إن غدا الأحد سيخرج شعبنا للإصرار على خيار إسقاط حكم العصابة الخليفية الفاسدة والمفسدة وتثبيتا لحق القصاص لمجرم الحرب الطاغية حمد وولي عهده الطاغية الأصغر سلمان بن حمد وسائر أبناء الطاغية وأزلام حكمه ومرتزقته وجلاديه جراء إرتكابهم لمجازر الإبادة الجماعية ومحاربتهم للدين والقيم الإسلامية.
كما تأتي المشاركة في مظاهرات ومسيرات غدا الأحد 30 يونيو في “ثورة الأحرار” لتؤكد رفض جماهيرنا لتواجد وبقاء قوات عار الجزيرة والقوات السعودية المحتلة والغازية لبلادنا والمطالبة بمحاكمة قادتها العسكريين على مشاركتهم في قمع وقتل المتظاهرين السلميين منذ غزوها وإحتلالها للبحرين في منتصف شهر مارس 2011م.
كما أن في مصر الكنانة والثورة غدا الأحد 30 يونيو، تستعد جماهير الشعب المصري في حملة “تمرد” والتي قامت بجمع الملايين من التواقيع لإسقاط الرئيس محمد مرسي المتحالف مع السلفيين التكفيريين وأشباه العلماء من شيوخ الوهابية وفي طليعتهم مفتي الناتو يوسف القرضاوي.
فغدا ستطالب جماهير الشعب المصري بإنتخابات مبكرة بتنظيم مظاهرات ومسيرات كبرى في كافة محافظات مصر والعاصمة القاهرة في ميدان التحرير ، وستشهد مصر غليان شعبي وثوري وسخط عارم على أداء مرسي والإخوان المسلمين الذين تحالفوا مع القوى السلفية الوهابية التكفيرية وطريقتهم في الحكم وسيطرة الأجهزة التابعة لهم على مقدرات ومفاصل الدولة والسياسة الخارجية المتوافقة مع المؤامرات الأمريكية والصهيونية والوقوف إلى جانب القوى التكفيرية التي تحارب في سوريا ضد محور المقاومة والممانعة سوريا وضد حركة المقاومة الإسلامية في لبنان المتمثلة في حزب الله.
إن المجزرة التي أرتكبت بحق أتباع أهل البيت (ع) في مصر جاءت بعد التجييش الطائفي والمذهبي لمرسي ومشاركته في مؤتمر قوى التكفير وعلمائهم بحضور مفتي الناتو القرضاوي والعريفي وسائر شيوخ الوهابية والذي تجنوا فيه على أبناء الطائفة الشيعية واصفيهم بالأنجاس في حضور الرئيس المصري محمد مرسي والذي لم يحرك ساكنا ولم يعترض ولم يتخذ موقفا كونه رئيسا للجمهورية ، بل قام بالموافقة على طلبهم بقطع العلاقات السياسية والدبلوماسية مع سوريا ، كما أن حديثه الطائفي والمذهبي في ذلك المؤتمر هو الذي أدى إلى إرتكاب جريمة قتل وسحل العلامة الشيخ حسن شحاتة والشهداء الأربعة والتمثيل بهم ، ولذلك فإن الشعب المصري سيثأر لدماء هؤلاء الشهداء المظلومين وستكون مظاهرات الغد الأحد خطوة على طريق الصحوة الإسلامية وتصحيح مسار ثورة 25 يناير المجيدة ، والتعرف على مذهب أهل البيت ونهجهم التسامحي والوسطي ، وسيرفض الشعب المصري نهج القوى السلفية التكفيرية الوهابية الإقصائي ، وسيقف إلى جانب محور المقاومة والممانعة وسيدعم حركة المقاومة الإسلامية في لبنان بزعامة حزب الله وسيد المقاومة السيد حسن نصر الله ، وسيتبرأ من خط الموالاة والخيانة والتبعية لأمريكا وبريطانيا والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب للقدس الشريف وللأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما أن تونس الثورة والصحوة الإسلامية ستشهد غدا الأحد 30 يونيو حراكا شعبيا ثوريا مناهضا للقوى التكفيرية والسلفية الوهابية وداعما لحركة ومحور المقاومة والممانعة والتبري من النهج السلفي الوهابي التكفيري الذي يريد القضاء على محور المقاومة وتفريق الأمة والتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
أما في تركية فإن حركة الإحتجاجات والمظاهرات الرافضة لسياسات رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ستستمر ضد الديكتاتورية والعنجهية لهذا الطاغية الذي وقف إلى جانب القوى الظلامية والإرهابية ضد محور المقاومة والممانعة في سوريا، وستتواصل المظاهرات لرفض مشروعه لهدم ساحة تقسيم و”حديقة غيزي” الأثرية في العاصمة إسطنبول والمطالبة بإسقاطه وإسقاط حكومته بعد القمع العنيف الذي تعرض له المعتصمون والجماهير التركية في مختلف المدن وقتل وجرح العشرات منهم.
إننا نتمنى من الجماهير التركية الغاضبة على سياسات أردوغان الداخلية والخارجية والإقليمية ، خصوصا التدخل السافر في سوريا بأن تصعد من حراكها الثوري خصوصا مع التطورات الأخيرة وإخلاء ساحة تقسيم من المتظاهرين بالقوة بأن تنزل الى الشوارع وترفض السياسات الأمريكية الصهيونية وتآمر حكومة أردوغان على محور المقاومة والممانعة في سوريا ولبنان.
إن الأمة العربية والإسلامية بعد الثورات والصحوات الإسلامية أفاقت على المؤامرات التي قامت بها أمريكا والغرب وحلفائهم من الأنظمة القبلية الإستبدادية في الرياض وقطر والمنامة ، ولذلك فإنها ستخرج غدا الأحد 30 يونيو مشمرة عن سواعدها رافضة للنهج والخط السلفي الوهابي التكفيري وخوارج الأمة الجدد والحكومات القبلية الوراثية العميلة لأمريكا وبريطانيا ، كما أن جماهيرنا ستقول كلمتها الفصل في رفض الهيمنة الأمريكية والصهيونية ، وأنها واعية لمخططات ومؤامرات أمريكا وبريطانيا وعملائهم الذين يريدون ضرب وحدة الأمة العربية والإسلامية عبر التجييش الطائفي والمذهبي وإشعال نار الفتنة والإقتتال بين الطوائف والمذاهب الإسلامية في ظل سياسة الإستعمار القديمة “فرق تسد” من أجل التحكم والسيطرة على العالم الإسلامي.
إننا في البحرين قد أفشلنا مؤامرة التجييش الطائفي والمذهبي وقد تخطت الثورة هذه المؤامرات ولم تضيع البوصلة ، فإسقاط النظام هو الهدف الأساس.
كما أن العراق قد تجاوز مؤامرة التجييش الطائفي مع كل أنهار الدماء التي تسال يوميا والأرواح التي تزهق ، كما أن لبنان وسوريا سيتخطون هذه المؤامرة ، وأما في مصر الكنانة فقد جاءت الشهادة الدامية والمؤلمة للشهيد حسن شحاتة ورفاقه الأربعة لتفضح التكفيريين والظلاميين والوهابيين ولتفتح عيون الشعب المصري على التشيع العلوي ومدرسة أهل البيت من الأئمة الإثني عشر عليهم السلام وستفتح عقول الشعب المصري على حقائق ثورة كربلاء وعاشوراء وكيف إستشهد الإمام الحسين عليه السلام على يد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وبني أمية وكيف سحق جسمه بخيول الأعوجية وكيف تم التمثيل به وتقطيع جسده وأجساد أهله وأصحابه إربا إربا.
وإن شهادة العلامة حسن شحاتة ستوحد المصريين جميعا ضد خوارج الأمة وشيوخ التكفير الوهابي الأموي المرواني السفياني الجاهلي ، وعلى رأسهم مفتي الناتو يوسف القرضاي ، وسترجع الأمة إلى صحوتها الحقيقية في إتباع الإسلام المحمدي الأصيل والوقوف إلى جانب خط المقاومة والممانعة ورفض المهادنة مع الكيان الصهيوني الغاصب ، ورفض الهيمنة الأمريكية الإستكبارية على مصر الكنانة.
فيا جماهير شعبنا في البحرين إننا على موعد معكم غدا الأحد 30 يونيو للمشاركة الفعالة في يوم “ثورة الأحرار” لإفشال مؤامرة التجييش الطائفي والمذهبي لحكم العصابة الخليفية ، ولإفشال المخطط الأمريكي الصهيوني لإشعال فتيل الفتنة الطائفية والمذهبية وحرف مسار الصحوة الإسلامية والثورات العربية عن مسارها الصحيح.
إن المشاركة في مظاهرات ومسيرات الغد ببصيرة كاملة والدفاع عن خط ونهج ومحور المقاومة والممانعة ورفض النهج المتطرف والإرهاب التكفيري الوهابي ورفض بقاء الحكومات القبلية الإستبدادية ، والإصرار على المضي في ثورة 14 فبراير رغم الهجمة القمعية والأمنية ورغم المداهمات والإقتحامات والإغتيالات لقادة الميادين ، ورغم حملات التعذيب القاسي والممنهج هو الطريق الوحيد لديمومية الثورة وإستمرارها ونجاحها في إسقاط حكم العصابة الخليفية وكنسه لمزابل التاريخ.
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
29 يونيو 2013م
19/5/13630
https://telegram.me/buratha
