بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام الصادق عليه السلام :(كلنا سفن النجاة و لكن سفينة جدي الحسين أوسع و في لجج البحار أسرع).
نبارك للأمة الإسلامية وشعبنا المؤمن الموحد والموالي ذكرى ميلاد الأقمار الثلاثة ، الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) والإمام السجاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) وقمر بني هاشم أبي الفضل العباس بن علي بن أبي طالب (ع) ، ونسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق لإتباع وإقتفاء سيرة الإمام الحسين والأئمة المعصومين من أهل بيته عليهم السلام ، وأن تكون حياة أمتنا العربية والإسلامية حياة محمد وآل محمد حتى تنعم البشرية بالكمال الإنساني والأخلاقي والأمن والأمان والسعادة والفضائل المناقبية.إن الإمام الحسين عليه السلام سفينة النجاة وهي السفينة الأوسع والتي هي في لجج البحار أسرع ، ولذلك فإن على الأمة من أجل خلاصها من الذل والهوان والظلم والإرهاب والديكتاتورية والإستعمار الأجنبي أن تتخذ من رسالة الإمام الحسين وشخصيته ونهجه نبراسا لها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل الغالي والنفيس والمهج والأنفس والدماء من أجل إرساء دعائم الإسلام المحمدي الرسالي القائم على عبادة الله وحده لا شريك له ونبذ عبادة الأصنام والطغاة والجبابرة.إن إسلام الإمام الحسين ورسالته ونهضته هو إسلام الرسول الأعظم الذي يخالف الحكم الوراثي والصنمي لآل أمية وآل أبي سفيان وآل مروان الذين حرفوا رسالة الإسلام وجعلوها وراثة وملك عضود في عقبهم، كما فعل ذلك الحكام العباسيين ، وكما فعل ولا يزال يفعل الآن الحكام الظلمة في سائر البلاد الإسلامية ومنها الحكم السعودي والحكم الخليفي وحكام قطر والآخرين وجعلوها ملكا عضودا وحرفوا الدين الإسلامي عن مواضعه وإرتبطوا بالإستعمار والإستكبار العالمي والصهيونية العالمية وإستولوا على خيرات الأمة وثرواتها ونفطها وجعلوا من بلاد المسلمين قواعد عسكرية ومراكز نفوذ للأمريكان والإنجليز والصهاينة ، وعاثوا في الأرض فسادا وظلما وشجعوا ثقافة الإرهاب والقتل والتدمير والتفجير وسفك الدماء من أجل بقائهم على سدة الحكم.إننا في العالم العربي والإسلامي نعيش حياة البؤس والشقاء والظلم والإستبداد على يد هؤلاء الحكام المستبدين الذين سلموا مقاليد البلاد إلى أمريكا وبريطانيا والصهاينة ، وشجعوا الإرهاب والقتل والدماء ، بينما حاربوا ولا يزالون يحاربون الإسلام المحمدي الرسالي الأصيل الذي هو رحمة للبشرية جمعاء.ولذلك فإننا اليوم نرى بأن الأمة الإسلامية والعربية مفترقة بين خطين ونهجين ، خط الإنبطاح والموالاة والتبعية للإستعمار والأجانب والصهاينة وهو خط الحكام الطغاة الديكتاتوريين القبليين الرجعيين الذين يتعبون نهج الحكام الأمويين والعباسيين ويستأثرون بمقدرات الأمة وخيراتها ونفطها ويستعبدون الناس ويمارسون أبشع أنواع الظلم والإرهاب والقتل وجرائم الحرب ومجازر الإبادة كما هو في البحرين على يد آل خليفة وفي الرياض على يد حكام آل سعود وفي قطر على يد حكام آل ثاني.إن الخط الإنبطاحي والإنهزامي للحكام الرجعيين والقبليين قد تخندق وراء القوى السلفية الظلامية التكفيرية وخلف بقايا حكم البعث الصدامي المجرم ، وإتكأ على الغرب من أجل الإستمرار في الحكم والسلطة وليسلم الأراضي الفلسطينية لليهود الصهاينة ويكرس حالة التطبيع مع الكيان الصهيوني ويتآمر على خط الممانعة والمقاومة في الأمة المتمثل في الحركات الثورية الإسلامية والوطنية وحركة المقاومة الإسلامية وحزب الله في لبنان ، ويتآمر على سوريا المقاومة والممانعة لإسقاط نظامها وجعلها قاعدة للإرهاب والتكفير وسفك الدماء وقاعدة لتكون في حضيرة الكيان الصهيوني الأمريكي البريطاني الغربي من أجل ضرب خط المقاومة وفي مقدمته إيران الثورة التي أصبحت قاعدة تيار المقاومة والممانعة والنضال الثوري والتحرري ضد الإستكبار العالمي والصهيونية العالمية.أما الخط الآخر فهو خط المقاومة والممانعة المتمثل في الجمهورية الإسلامية في إيران وحركات التحرر العربي والإسلامي والوطني وسوريا المقاومة وحركة المقاومة الإسلامية وحزب الله والقوى الفلسطينية المقاومة للتطبيع مع إسرائيل والمطالبة بتحرير كامل التراب الفلسطيني من لوث اليهود الصهاينة.ويتعرض تيار المقاومة والممانعة اليوم إلى هجمة إعلامية شرسة من قبل شيوخ التكفير الوهابية السلفية التكفيرية وشيخ ومفتي الناتو يوسف القرضاوي ، لأن تيار المقاومة والممانعة يرفض الخنوع والخضوع للقوى الإستكبارية والإستعمارية ويطالب بالحرية والكرامة والعدالة الإنسانية ورفض الظلم من سلطات الإستبداد القبلي من مشيخات النفط ويرفض الظلم والخنوع للقوى الغربية الصهيونية.ولذلك فإن الأمة العربية والإسلامية اليوم أمام خيارين ، خيار الذل والهوان والإستعباد والبقاء تحت نير الحكام القبليين الأمويين العباسيين وذل الإستكبار العالمي ، وخيار الجهاد والمقاومة والرفض للإسلام الأمريكي السعودي القطري التركي العثماني ، ولا يمكن للأمة الخلاص من نير الظلم والإستعباد والحصول على الإستقلال والعزة والكرامة والشرف إلا بإتباع خط المقاومة والجهاد ضد أعداء الأمة من اليهود والصهاينة وعملائهم من الحكام الرجعيين الإنبطاحيين للغرب وللكيان الصهيوني.ولذلك فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير إذ تبارك للأمة الإسلامية والعربية وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) مناسبة ذكرى ميلاد الإمام الحسين وذكرى ميلاد الأقمار الثلاثة ، فإنها تطالب أولا شعب البحرين الأبي والمقاوم وكذلك الشعوب العربية والإسلامية بإتباع نهج الإمام الحسين ورسالته ونهضته الحسينية الكربلائية التحررية ، وتعميق العمل بثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالوقوف أمام الحكام الظلمة والمستبدين والوقوف أمام القوى الغربية المستكبرة ورفض الذل والهوان بشعار هيهات منا الذلة ومثلي لا يبايع مثلك ، وإعلان البيعة للإسلام المحمدي الرسالي الأصيل ورفض البيعة للإسلام الأمريكي السعودي الصهيوني.إننا اليوم بحاجة إلى الإحتفال بذكرى ميلاد الإمام الحسين عليه السلام الذي هو سفينة النجاة بفكره وثقافته ونهجه الرسالي حتى يأذن الله لنا الخلاص من قوى الشر والإرهاب والتكفير ، فلا حياة ولا فلاح للأمة الإسلامية إلا بالسير على نهج أبي الأحرار والثوار الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) الذي فدى بنفسه وبأهل بيته وأصحابه الإسلام وصانه من الإنحراف الأموي اليزيدي المرواني السفياني ، وقد إنتصر الدم على السيف في كربلاء ، وسينتصر الدم على السيف في كربلاء البحرين بإذن الله سبحانه وتعالى وستخلص شعبنا من يزيد وفرعون البحرين الطاغية حمد وأزلامه وجلاوزته ومرتزقته ، فثورة 14 فبراير هي ثورة حسينية رسالية شعبية جماهيرية جاءت لإستئصال جذور الإرهاب والفساد والإستبداد الخليفي على نهج ثورة الإمام الحسين عليه السلام.إن الإمام الحسين عليه السلام مدرسة الثورة والثوار الرساليين المقاومين في مواجهة الباطل والظلم والإستبداد والهيمنة الغربية الأمريكية الصهيونية ، وإن خلاص شعبنا في البحرين وخلاص شعوب الأمة العربية والإسلامية بإتباع سيرة حياته منذ ولادته إلى يوم شهادته في كربلاء ، فكل حياة الإمام الحسين هي مدرسة رسالية متكاملة للأجيال، فلنقرأ سيرته وحياته وحياة إبنه الإمام السجاد عليه السلام وحياة أخيه أبي الفض العباس عليه السلام حتى نتعلم منهم ومن الرسول والسيدة فاطمة الزهراء والإمام علي بن أبي طالب وسائر الأئمة المعصومين الأطهار حتى قائمهم الإمام المهدي المنتظر (عجل) الموعود لخلاص البشرية والإنسانية طريقا ونهجا لحياتنا ، هذا النهج والطريق الذي هو الكفيل لخلاص الأمة من ثقافة الجهل والصنمية للحكام المستبدين وخلاصنا من عبادة الشرك والأوثان إلى رحاب عبادة الله عز وجل وإتباع أئمة الهدى والرشاد حتى تتخلص الأمة من بلاء تسلط الحكومات الظالمة والفاسدة وبلاء الثقافة الظلامية التكفيرية التي لا زالت تسفك دماء الأبرياء في البحرين والقطيف والأحساء والعراق وأفغانستان وسوريا ولبنان والباكستان وسائر البلدان العربية والإسلامية بإسم الجهاد.وأخيرا فإن خلاص الأمة لا يتحقق إلا بركب سفن النجاة لأهل البيت (عليهم السلام) وإن الأئمة المعصومين من آل الرسول (ص) قد أوصونا بركب سفينة الإمام الحسين فهي أوسع وفي لجج البحار أسرع.كما أن خلاص شعبنا في البحرين من ظلم حكم العصابة الخليفية الحاكمة والمغتصبة للسلطة والثروة وخيرات البلاد لا يتحقق إلا بإتباع نهج الإمام الحسين (ع) الذي هو نهج المقاومة والجهاد ضد الحاكم الظالم والعمل بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام السلطان الخليفي الجائر.
حركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين13 يونيو/حزيران 2013مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=4487
https://telegram.me/buratha