على غرار الرابع عشر من فبراير، والتاسع من مارس، والثامن عشر من مايو 2012م وأيام مجيدة أخرى فإن الرابع والعشرين من مايو الشهر الجاري دخل التاريخ من أوسع أبوابه، ليكون يوماً وطنياً من أيام الثورة البحرينية، يُضمُّ إلى الأيام الوطنية خلال عامين من عمر الثورة التي انطلقت عام 2011م.
ومن الواضح أن الاجماع الوطني الذي حضيت به تلك الأيام الوطنية المجيدة قد تكرر بنفس الوتيرة في الرابع والعشرين من مايو في التجمع الحاشد بالدراز، ما جعل المشهد ملحمياً بمعنى الكلمة، خصوصاً وأن الجانب الرسمي واعلامه المضلل أخذ يراهن كل مرة على تشطير الساحة وتأليب الأطراف على بعضها، وهو ما نسفته التجارب، لا سيما قضية اقتحام منزل سماحة آية الله الشيخ "عيسى قاسم" في الدراز، والذي لاقى استهجاناً واستنكاراً من جميع أطياف المعارضة بلا استثناء.
في المقابل، فإن المشهد الذي ظهرت عليه الناس في الأيام الوطنية المجيدة للثورة البحرينية، بما فيها الرابع والعشرين من مايو هذا العام تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن هذه الفئة التي توصم من قبل الحكم على أنها فئة قليلة وشرذمة ارهابية، هي تمثل أغلبية سياسية لها مطالبها العادلة التي خرجت من اجلها، من دون أن يستمع لها الحكم أو يعطيها ما تريد، وأنها عبرت خلال عامين من خلال احتشادها في الميادين والشوارع وخروجها في تظاهرات عارمة عن مشهد يدلل على أنها ليست شرذمة ارهابية، وعبرت عن كامل حضاريتها وسلميتها، في قبال رفض الحكم لأي دعاوى الاستفتاء واختبار الارادة الشعبية عبر صناديق اقتراع، وهو ما يفسر قناعة الحكم بأن ما يطلقه في وسائل الاعلام هو مجرد فقاعات لا يقتنع بها هو نفسه.
...............
21/5/13528
https://telegram.me/buratha