بسم الله الرحمن الرحيم{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (256). سورة البقرة.
إستمرارا للخيار الأمني الذي لا زالت تنتهجه السلطة الخليفية لحل أزمتها المستعصية في البلاد ومحاولات فرض مشروعها الديكتاتوري في ظل القبضة الأمنية وفوهات البنادق وعسكرة البلاد والإمعان في القمع والتنكيل والإعتقالات الجماعية والمحاكمات الصورية للنشطاء وثوار الميادين والإستخدام المفرط للقوة والغازات الكيماوية السامة ، بالإضافة إلى خروج مسيرة "حي على المنامة" المطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي نبيل رجب ، ورفض إقامة فرمولة الدم وإستجابة جماهير الثورة لدعوة إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير بالخروج في مظاهرة كبرى في العاصمة المنامة أمس الجمعة ، أصدرت حركة أنصار ثورة 14فبراير بيانا هاما هذا نصه:-
بسم الله قاصم الجبارينتحيي حركة أنصار ثورة 14 فبراير جماهير الشعب البحراني وشباب الثورة وقادة الميادين وعوائل الشهداء والمعتقلين والأسرى لمشاركتهم الواسعة في التظاهرات الكبرى التي إنطلقت أمس الجمعة وسط العاصمة المنامة للمطالبة بالإفراج عن المعتقل الحقوقي نبيل رجب والرافضة لإقامة سباق فورمولا الدم.
كما ونحيي جماهيرنا الثورية التي شاركت في التظاهرات في مختلف مناطق البحرين والتي مهدت للمظاهرة الكبرى هذا اليوم تحت شعار"كي لا ننسى نبيل رجب" . إننا نحيي هذا الشعب الثائر والصامد والثابت على مواقفه وثوابته الوطنية ، المطالب بالإفراج الفوري عن كل المعتقلين وسجناء الرأي والحقوقيين والقادة والرموز والحرائر الزينبيات ، ونحيي إصراره على ضرورة إسقاط النظام وإستبداله بآخر يكون الشعب فيه مصدر السلطات جميعا ، والرافض لهذا النظام الديكتاتوري المستبد الفاسد والمفسد.
كما ونحيي فيه الروح الثورية الرافضة للحوار مع القتلة والسفاحين والمجرمين والمطالبة بمحاكمة المتورطين في إرتكاب جرائم الحرب ومجازر إلإبادة ضد شعبنا أمام محاكم دولية ، مؤكدين مواصلة الحراك الثوري حتى إسقاط النظام ورحيل العصابة الخليفية ومحاكمة الطاغية حمد المسؤول الأول عن سفك الدماء وزهق الأرواح وهتك الأعراض وهدم المقدسات والإنتهاكات الواسعة والشاملة لحقوق الإنسان.
إننا وخلال سنتين من الثورة وبعد مجزرة الخميس الدامي في 17 فبراير 2011م ، لم نسمع من جماهير هذا الشعب شعارا واحد يطالب بإصلاح النظام أو بالحوار والتسويات السياسية مع حكم العصابة الخليفية ، ومع القتلة والمجرمين ، بل إن جماهير شعبنا وبعد جريمة الديكتاتور والطاغية حمد بإنتهاك سيادة الوطن وسماحه لدخول القوات السعودية وقوات درع عار الجزيرة وغزوها للبلاد ، وما رافقه من هجمة أمنية وقمعية شرسة وتفعيل قانون أمن الدولة وقانون الطوارىء والأحكام العرفية ، رأينا هذا الشعب الحسيني الثائر إزداد إصرارا على شعار إسقاط النظام وشعار يسقط حمد ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام ، ولا حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين.
عامان مضيا ودخلت الثورة في عامها الثالث وشعب البحرين أكثر ثباتا وصمودا على التغيير من ذي قبل ولم يرفع شعارا واحد طيلة هذه المدة يطالب بالإصلاح أو الحوار ، وإلى يومنا هذا نرى هذا الشعب المؤمن الثائر متمسك بثوابته الوطنية وهي خروج قوات الإحتلال وإطلاق سراح جميع المعتقلين والقادة والرموز ورحيل العائلة الخليفية والطاغية حمد عن البحرين وإسقاط حكم العصابة القبلية الديكتاتورية والتأكيد على حق تقرير المصير وإختيار الشعب لنوع نظامه السياسي القادم ، ورفض الحوارات والتسويات السياسية العقيمة ، وها هو الشعب يصر هذه الأيام على رفض إستمرار "حوار مؤامرة العرين" ورفض مخرجاته والتصويت عليها وعلى أي ميثاق خطيئة آخر يخرج من هذا الحوار الخوار، ويرفض الإنجرار إلى تسويات سياسية تؤدي في نهاية المطاف إلى تثبيت عرش الطاغوت حمد وتثبيت شرعية حكم العصابة الخليفية.
هذا هو موقف شعبنا وجماهيرنا وثوارنا وقوانا الثورية الشبابية ، وهذا هو موقف قادة المعارضة ورموزها المغيبون في قعر السجون ، وهذا هو أيضا موقف قادة المعارضة المغيبون في المنافي القسرية المطالبون بإسقاط النظام ورفض الحوار معه ورفض أي تسويات سياسية وعملية إصلاح ترقيعية عقيمة تؤدي إلى بقاء الطاغية حمد وزمرته الفاسدة في الحكم والسلطة.
إن إستمرار وتمادي العصابة الخليفية بمسلسل القمع وإستخدام القوة المفرطة والغازات السامة وتماديها في الخيار الأمني لن يثني الشعب وثوار الميادين عن الإستمرار في طريق الثورة ومشروع إسقاط النظام ، وإننا نؤكد وبكل ثقة بأن دعوات الإصلاح والتسويات السياسية والإصرار على إستمرار الحوار الخوار مع سلطة جاهلية لا تعرف للدين وقيمه ومبادئه معنى لن تؤدي إلى نتيجة تذكر ، كما أنها ستفشل فشلا ذريعا ، وإن ثوار الميادين عاقدون العزم على إفشال أي تسويات سياسية ومؤامرات تبرأة الطاغية والسفاح حمد من جرائمه ضد الشعب.
إن الثورة مستمرة حتى رحيل آل خليفة ، ولن تستطع لا السلطة الخليفية ولا دعاة الحوار إيقاف عجلة الثورة وإستمرارها في ثوابتها الوطنية التي إختطتها ، ويكفي عقودا من الزمن من الحوارات الوهمية والمبادرات التي تسوق الوهم من أجل الإصلاح والتي لم تؤدي إلا إلى إصرار السلطة على الإستبداد وأخيرا على الملكية الشمولية المطلقة ، فالسلطة الخليفية القبلية مستمرة في القتل والقمع وانتهاكات حقوق الإنسان الشاملة وهي محكومة بالإرادة السياسية التي تملى عليها من الرياض وواشنطن ولندن ، وهذه الدول لا ترى في الإصلاح السياسي الشامل حلا لأزمة البحرين ، وإنما قوى الكفر والنفاق والإستكبار العالمي تريد أن تفرض إصلاحات صورية في ظل هذا الحوار الخوار الذي من الممكن أن تتمخض عنه إصلاحات على غرار الملكية الدستوية في الأردن والمغرب ليس إلا ، وكأن ثورة 14 فبراير وما رافقها من تضحيات ودماء وأرواح وهتك للأعراض وإنتهاك للمقدسات وكل جرائم الحرب ومجازر الإبادة يمكن إختزالها في ملكية دستورية يبقى فيها الطاغية حمد متربعا على العرش والمهيمن على السلطات الثلاث ، وفي ظل مجلس نيابي ينتخب رئيس الوزراء الذي ليس لديه أي صلاحيات تذكر وهو رهينة الملك الطاغية متى شاء عزله ، إذ أن الصلاحيات كلها بيد الملك والفرعون يحل البرلمان ويعزل رئيس الوزراء ، كما أن الوزارات السيادية والأمن والجيش وغيره ستبقى بيد السلطة الخليفية والعائلة الفاشية.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن الذين يطالبون بالإصلاح السياسي في ظل حكم العصابة الخليفية والمؤدي لإفلات الديكتاتور حمد وولي عهده وأبنائه ورموز العصابة وجلاوزتها وجلاديها من العقاب لا زالوا يسبحون عكس تيار الثورة وأمواجها ويسبحون في أحلام وردية كالضمآن الذي يبحث عن ماء بقيعة يحسبه ماءً وما أن يصل إليه يراه سرابا.
إننا نقول للمطالبين بإبقاء الديكتاتور والسفاح حمد إنكم لم تشاركوا أساسا في تفجر الثورة لا من قريب ولا من بعيد وكنتم مشاركين في العملية السياسية وراضين بالدستور المنحة قبل تفجر ثورة 14 فبراير ، وها هو الشعب يواصل مسيرة الثورة بشعارات إسقاط النظام.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير المجيدة توجه إليكم نداءها بكل ود وإخلاص أن تعيدوا النظر بعد سنتين من المحاولات الجادة والصادقة منكم لحمل الديكتاتور السفاح والطاغية حمد على الإصلاح ولكنه لم يقدم لكم سوى قرابين الشهداء من أبناء شعبنا . وندعوكم أن تجربوا الإصطفاف مع الشعب في مسيرة الكرامة التي يخوضها لأكثر من عامين من الزمن.
إننا مرة أخرى نؤكد على أن مطالب ثورة 14 فبراير قد صدح بها الشعب طيلة أكثر من عامين من عمر الثورة وقدم في سبيل ذلك القرابين والشهداء ، ولا يمكن القبول بتزوير إرادة الشعب وتزييف الحقائق وتصوير حركة الشعب على أنها مطالب ترقيعية ، وإن التركيز في الإعلام والتصريحات الصحفية والمؤتمرات وخطب الجمعة على أن ثورتنا إصلاحية ومحاولة تسويق هذا الشعار وهذه المطالب هو تزييف لحركة شعبنا الذي قدم التضحيات ، ومهما قامت وسائل الإعلام العربية والإقليمية والعالمية بتسويق هذا الشعار ، فإن الحقائق على الأرض تثبت عكس هذا الإدعاء فالشعب بأغلبيته قد ضاق ذرعا بآل خليفة وأصبح لا يثق بوعودهم ولا بحوارهم ولا ببقائهم أمناء على الوطن وأمنه وإستقراره ومستقبله وهاهي شعاراته تصدح مطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه على جرائم الإبادة وسفك الدماء وهتك الأعراض.
إن قمع السلطة للحراك الشعبي المدني يوميا وسقوط هذه الكوكبة الزاهرة من الشهداء زاد من إصرار الشعب على خياره بإسقاط النظام ورحيل العائلة الخليفية ورفضه للحوار والحلول السياسية وخيارات التسوية كالتي قامت بها منظمة التحرير الفلسطينية مع الكيان الصهيوني في مدريد وأسلو وإنتهت ببقاء الإستيطان وبيع الأراضي والأوطان لليهود الصهاينة.
إن جماهير شعبنا مصرة على مواصلة الثورة والدفاع المقدس والمقاومة المدنية ضد الإحتلال والغزو السعودي ، وإن إستمرار البعض في تزييف مطالب الثورة الأساسية وتزوير الحقائق لن تثني عن مواصلة شعبنا مسيرة الشهداء وإن شعبنا مصمم كل التصميم الذي ليس فوقه تصميم بأن يمضي على طريق المطالبة بإسقاط النظام بكل الوسائل المشروعة حتى تحقيق النصر على الطاغوت وتحقيق الأمن والإستقرار في بحرين من دون آل خليفة.
إن موقف السلطة المتصلب نحو القمع وإستخدام القوة المفرطة ومحاولة كسر إرادة الشعب وقهره لكي يتراجع عن مطالبه ، سيزيدنا وعزيمة الشعب بضرورة التغيير الثوري وإن إرادة الشعب أصبحت غير قابلة للهزيمة وموقفه من إسقاط النظام غير قابل للتراجع ، وإن إستمرار مناورات السلطة ونكث العهود والمواثيق من قبلها وإصرارها وتعنتها بإستخدام القمع والقتل وإستمرار المحاكمات والأحكام القاسية ضد المعارضين ، لن يؤدي إلا لزيادة عزمنا وشعبنا على البقاء في الساحات حتى إسقاط النظام ومحاكمة ورحيل الطاغية حمد وعائلته عن البحرين.
حركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرينhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=3960
https://telegram.me/buratha