منذ أن تشكلت الصورة الراهنة للمشهد السياسي العراقي، والكثيرون يقولون أن ثمة أخطاء كبرى في بنيتها، أخطاء في البنية وليس في الممارسة أو التنفيذ فحسب..
في هذا المشهد من يقول أن إرتباكا مؤسسيا هو الذي يؤدي الى ممارسات لا تنسجم حتى مع قناعاتنا الشخصية، بل ولا حتى مع ما يفترض أن نكون عليه، أي نكون متصالحين مع أنفسنا، نقول الذي في ضمائرنا، ونفعل ما نقوله، وذلك إتساقا مع ما يفترض أن يكون عليه الصادقون...
الصادقون أفعالهم تجسيد لما يقولون، وما يقولونه إنعكاس لما يؤمنون به..هكذا هي المنظومة المفترضة حتى تسير الأمور باتجاهات منسجمة مع ذواتنا على الأقل...
ليست مقدمة فلسفية، ولا لعبة كلام، لكن ما قامت به الأجهزة الأمنية في مطار محافظة النجف الأشرف من تضييق على إخوتنا أبناء البحرين الذي "ظنوا" أن رحاب أمير المؤمنين علي ، وأبي الأحرار سيد الشهداء الإمام الحسين عليهما السلام هي "جُنة" لهم من كيد العدى، ووقاية من مرديات نظام أراد بهم سوءا، ففزعوا الى نجف الشرف والأشراف، وكربلاء معمودية الأحرار لائذين بحمى من لا يرد من يلوذ بحماهم...غير أنهم لم يكونوا ليعلموا أننا قد وصل بنا الهوان والضعف الى هذا الحد المثير للشفقة..
أنه لتصرف يفصح عن أي درك قد وصلنا، وعن أن ما يجري على الأرض لا ينطبق على ما نقوله أو ندعيه من قول بأنتمائنا الى طريق الحرية والأحرار..
فما أقدمت عليه السلطات الأمنية وبتنفيذ لمذكرات قبض صادرة عن نظام الحكم الخليفي في البحرين، لا يعبر فقط عن ضياع المقاييس لدينا، ولا عن إفتقارنا للمصداقية مع إنتمائنا، لكنه بعيد أيضا عن شيمة الإسلام وكرامة العروبة التي ننتمي اليهما عقيدة وعرقا...
أمن الإسلام أيها القاضي المبجل حين طبقت مسطرة الطغاة على من احتمى بنا من بطش حاكم ظالم جائر؟ وأنت أيها المسؤول الذي أوعز بتنفيذ قرار إلقاء القبض على أحرار البحرين اللائذين بحمانا، أولسنا مثل الذين احتموا بنا، كنا نحتمي في بلاد أخرى من بطش طاغيتنا الى عهد قريب؟ أو لست أنت أيضا كنت واحدا من المشردين في المنافي وقد ذقت ما ذقت من مرارات حتى قيض الله لك ولنا الحرية، فجلست على كرسيك تحكي لزوارك قصة معادة عن معاناتك و"جهادك"...
أما وضعتم في دفتر حساباتكم أن الطاغية البحريني خليفة، وفي اللحظة التي استجبتم بخنوع لمطالبه باعتقال إخوتنا مجاهدي التيار الرسالي البحريني الذين شردهم وضيق عليهم وسحب جنسياتهم، أقول في اللحظة نفسها يؤوي قتلتنا وجلادينا من فدائيي صدام، بل ويمنحهم الجنسية البحرينية، ويستعين بهم وبتجربتهم وخبرتهم الواسعة بالبطش التي اكتسبوها ببطشنا على البطش بأخوتنا البحرينيين...
الأسئلة لا تنفع معكم لأنكم ما فعلتم الذي فعلتموه إلا لأنكم مؤمنون بما فعلتم..لأنكم من سنخ خليفة وصدام..
كلام قبل السلام: الذين استطاعوا تقليد الثعلب بمهارة حققوا بعض نجاح. ولكنهم فشلوا في إخفاء هذه الصفة بمهارة! .
سلام...
https://telegram.me/buratha