بسم الله الرحمن الرحيم((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيدًا. [النساء:60] صدق الله العلي العظيمكثر الحديث هذه الأيام عن ضرورة الإبقاء على ما يسمى بحوار التوافق الوطني من أجل الإصلاح وإنقاذ الوضع وأن الإبقاء على الحوار هو خروج بالوطن من الأزمة ، وأن من يضع العصا في عجلة الحوار"ظلم فاحش للوطن".وبهذا الخصوص أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير بيانا هاما تبين موقفها من مؤامرة حوار العرين الذي دعى إليه طاغية البحرين حمد بن عيسى آل خليفة هذا نصه:بسم الله قاصم الجبارين لا أحد يشك بأن كل الأزمات السياسية والحروب بين الدول وغيرها في نهاية المطاف تحل عبر الحوار وطاولة الحوار والمفاوضات ، وكم حلت الكثير من الأزمات والخصومات والحروب بين الدول عبر الحوار وموائد الحوار، ولكن ومع الأسف فإن الأزمة السياسية الراهنة في البحرين يبدو أنها لن تحل عبر حوار مؤامرة العرين ، لأن حوار في ظل الإحتلال السعودي وفي ظل الحراب والبنادق والمدافع والدبابات وفي ظل قانون الطوارىء غير المعلن ، وفي ظل الحملات الأمنية المتلاحقة ضد أبناء شعبنا وشبابنا وطلبتنا والناشطين لا يمكن القبول به ، وإن حوار العرين نراه مؤامرة على الثورة من أجل إجهاضها ، وإن حوار لم يستفتى على مطالبه الشعب ولا القادة والرموز المغيبون في قعر السجون ولا المعارضة الرئيسية المطالبة بإسقاط النظام فإنه حوار مرفوض جملة وتفصيلا.إن شعبنا في ما سمي بحوار التوافق الوطني رقم 1 لم يفوض الجمعيات السياسية بالمشاركة فيه وخرجوا صفر اليدين منه ، وهذا الحوار الجاري في العرين كذلك لم يفوض شعبنا ولا القوى الثورية ولا قوى المعارضة ورموزها المطالبة بإسقاط النظام الجمعيات السياسية بالمشاركة في الحوار، ولذلك فإننا نؤكد بأن هذا الحوار لا يعنينا على الإطلاق وإن مخرجاته ليست ملزمة لشعبنا ولا لسائر قوى الثورة الشبابية وقوى المعارضة والرموز ، كما أن شعبنا سيرفض الإستفتاء عليه ولن ينجر إلى ميثاق خطيئة آخر.إن القوى الوطنية والإسلامية وخلال أكثر من ستين عاما جربت السلطة الخليفية ودخلت معها في حوارات وأعطتها الثقة من أجل تحقيق مطالب الشعب ، ولكن السلطة هي التي حنثت بالقسم والعهود والمواثيق ووضعتها تحت أقدامها من أجل حكم البلاد في ظل حكم شمولي مطلق ، آخره ما جرى للقادة والرموز ومنهم المغيبون في قعر السجون والذين جربوا الحوار مع السلطة وخرجوا بعده صفر اليدين ، ومن أجل ذلك تحملوا النضال والجهاد أكثر من عشر سنوات مطالبين بالإصلاحات الحقيقية التي رأوا أن الطريق الأقصر لتحقيق تطلعات الشعب هو في شعار الشعب يريد إسقاط النظام وأن الملكية الدستورية الحقيقية صعبة المنال في ظل حكم العصابة الخليفية الفاشية.إن أكثر من ستين عاما من المفاوضات والحوارات والمبادرات من أجل الإصلاح لم تفلح مع العصابة الخليفية ، وقد أدخلتنا تلك المفاوضات والمبادرات في أنفاق مظلمة وأبعدت عن شعبنا الحل والخلاص من حكم القراصنة واللصوص ، وقد قدم شعبنا خلال عقود من الزمن قوافل من الشهداء وقد قدم خلال ثورة 14 فبراير أكثر من 130 شهيدا ولن يتراجع عن مسيرته الثورية وتطلعاته في بحرين من دون آل خليفة وسلطتهم الفاشية.إننا نرى بأن حوار مؤامرة العرين هو حوار فاشل كالحوار الذي سبقه ، وإننا في بداية إعلان الجمعيات السياسية عن مشاركتها في هذا الحوار قد صدمنا وأبدينا إستغرابنا لموافقة الجمعيات السياسية على التحاور مع أحذية الطاغية حمد ، وهم قد خرجوا من الحوار الأول صفر اليدين متذمرين من مخرجاته ونتائجه؟!.إننا نرى بأن في البحرين تجري الآن حوارات ثلاثة ، الأول هو حوار الطرشان بمنطقة العرين ، وحوار الشعب والقوى الثورية الشبابية وثوار الميادين في الساحات عبر المظاهرات والمسيرات والإعتصامات وهتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط حمد" ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام ، ولا حوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين ، وكلا كلا للمحتل.لقد أكدنا وفي عدة بيانات سابقة عن أن حوار العرين قد ولد ميتا كما ولد سابقه ، وأنه حوار من أجل إجهاض الثورة وأن حضور وزير الظلم الخليفي المتكبر والذي رفض التحقيق في جرائم التعذيب ومجازر الإبادة وهتك الأعراض وسجن القادة والرموز وحمى المجرمين والمعذبين هو أحد أسباب فشل هذا الحوار.لقد أجمعت قوى المعارضة وجماهيرنا بأن من بين أهداف الديكتاتور من دعوته للحوار ومؤامرة "العرين" هو أجهاض الثورة والقضاء عليها وإضعاف وحدة المعارضة للحفاظ على نظامه المطلق وتكريسا للإستبداد ، وقد جاء تعيين ولي عهده المعروف بـ "سلمان بحر" نائبا أ,ل لرئيس الوزراء ليدعم موقفنا وتصوراتنا لهذا الحوار الخوار.ومن هنا فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ومعها القوى الثورية الشبابية وقوى المعارضة وجماهير شعبنا لن تقبل بأي حلول "مؤجلة" ، ولن يمنح شعبنا السلطة الخليفية فرصة أخرى للفتك بالأحرار والثوار والمناضلين ، ولذلك فشعبنا قد رفض أي مبادرة تؤدي إلى تثبيت عرش الطاغوت وعرش حكم العصابة الخليفية.إن أي مبادرة أو حوار يؤدي إلى تثبيت عرش الطاغية حمد وإفلاته من العقاب مع ولي عهده وأبنائه ورئيس وزرائه وسائر وزرائه المجرمين وأزلامه وجلاديه ومن شارك معهم في جرائم حرب ومجازر إبادة جماعية فهو مرفوض من قبلنا ومن قبل جماهير شعبنا وإن شعبنا ليس معنيا بإستمرار مثل هذه المبادرات وهذه الحوارات التآمرية.إن ثوار الميادين في البحرين بإعلانهم عن أسبوع المقاومة ضد المحتل وإعلانهم اليومي عن رفضهم للحوار الخوار ورفضهم لإقامة مسابقات الفورمولا1 وإعلانهم عن تضامنهم مع عوائل الشهداء والحقوقيين والقادة الرموز ومع الطلبة المعتقلين ظلما ومعهم المحكومين بأحكام قاسية طويلة الأمد قد أفشلوا عملا حوار العرين مطالبين بإنسحاب الجمعيات السياسية منه فإن إستمرار المشاركة في الحوار لن تؤدي إلى نتائج إيجابية ولن تحل الأزمة الراهنة والمستعصية ، وإنما تكريسا للحكم الإستبدادي وتأخيرا للنصر المؤزر على حكم العصابة الفاشية.إن ثوارنا وشعبنا أصبحوا اليوم أكثر إيمانا بثوابتهم الوطنية وشعاراتهم التي أطلقوها في بداية الثورة ولن يتخلوا عنها ولن يهتفوا بشعار إصلاح النظام وتثبيت شرعية الحكم الخليفي ، و لن يمهدوا لإفلات الطاغية حمد من المسائلة والعقاب.إن شعبنا اليوم وبإجماعه الساحق وبأغلبيته الساحقة يرفضون إستمرار الحوار الخوار ، وإن تحقق الإصلاح الحقيقي والخروج بالبلاد من أزمتها لا يمكن إلا بإسقاط النظام ورحيل الديكتاتور وعائلته الخليفية الفاسدة والمفسدة ورحيل الإحتلال السعودي ، فالشعب قد أعلن عن رفضه الحوار مع من هتك أعراضه وهدم مقدساته وإنتهك حقوق الإنسان ولا زال يعتقل النشطاء والقادة والرموز ، ولا زالت مرتزقته مدعوعة بقوات الإحتلال السعودي تواصل إستباحتها للقرى والمدن والأحياء وإعتقال النشطاء ولا زالت تغرق البلاد بالغازات السامة وتصوب حمم رصاصها الإنشطاري والمطاطي والحي والمسيل للدموع مباشرة لأجساد وصدور الشباب العارية.إن قادة الجمعيات السياسية لو أنهم دخلوا السجون والمعتقلات وتعرضوا للتعذيب القاسي وإستمعوا للكلمات النابية والبذيئة من الجلادين وأزلام السلطة الخليفية ولو ليوما واحدا لما ذهبوا للحوار مع القتلة والسفاحين ، وقد سمعوا الكثير الكثير عن جرائم آل خليفة في قعر السجون وما قاموا ويقومون به من جرائم ضد الإنسانية ، وهل أن قلوبهم وعت ما قد سمعوا ؟!! ، وإن أي صاحب ضمير حي لو أنه سمع ما جرى ويجري لأبناء شعبنا وقادتنا ورموزنا وحرائرنا لقرر أن لا يتحاور مع هؤلاء الظلمة من أعقاب آل أمية وآل مروان وآل سفيان.إننا نرى بأن إصرار شعبنا وجماهيرنا وثوارنا وقادتنا على الإستمرار في الثورة حتى النصر قد جاء بعد معاناة كبيرة وعظيمة تعرض لها شعبنا من قوات الإحتلال ومرتزقة الطاغية حمد وقواتهم الأمنية وجلاديهم وبلطجيتهم ، وما تعرض له المعتقلين في السجون وخصوصا الحرائر الزينبيات ، وإن الذين يطالبون بإستمرار الحوار لم يتعرضوا ولا إلى لحظة واحدة إلى جرائم الحرب والتعذيب القاسي في غياهب السجون.إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير إذ تسجل موقفها من حوار مؤامرة العرين وترفض إستمراره ، فإنها بذلك إنما تسجل مواقف الشعب وتتحدث عن ضميره ، فالأغلبية الساحة من أبناء شعبنا وقوى المعارضة المطالبة بإسقاط النظام ، وقوانا الثورية الشبابية تشاطرنا الرأي والموقف ، وقد عبرت عن مواقفها عبر البيانات وعبرت عنها يوميا في الساحات والميادين ، وما شعارات الشعب المطالبة بإسقاط النظام ويسقط حمد ولا حوار لا حوار حتى يسقط النظام ، والمطالبة برحيل قوات الإحتلال وحق الشعب في تقرير المصير وإختيار نوع النظام السياسي القادم إلا مصاديق لا تقبل التغافل والإستغفال ، فالشعب ومنذ أكثر من عامين وهو يطالب بإسقاط النظام ورحيل العصابة الخليفية ويرفض الحوار والتسويات السياسية مع الحكم الخليفي ويرفض الإنجرار مرة أخرى للتصويت على مخرجات أي حوار أو التصويت على ميثاق خطيئة آخر.
حركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين23 آذار/مارس 2013مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=3893
https://telegram.me/buratha