بسم الله الرحمن الرحيم
((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))
((إسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تحويلا))صدق الله العلي العظيم
بعد أكثر من عامين على ثورة 14 فبراير لا زالت جماهيرنا ثابتة على مواقفها وثوابتها الوطنية وبإصرار تام وصمود لا مثيل له ، خصوصا عوائل الشهداء الذين صرحوا وبكل صراحة ووضوح بضرورة إسقاط النظام ومحاكمة الديكتاتور حمد المسؤول الأول عن سفك الدماء زهق الأرواح ومعه رموز حكمه وجلاوزته وكل من إرتكب جرائم حرب ومجازر إبادة بحق شعبنا ، ولا يستثني شعبنا وعوائل شهداءنا قوات الإحتلال والغزو السعودي من المحاكمة في محاكم جنائية دولية.
إننا وفي الذكرى السنوية الثانية للإحتلال السعودي لبلادنا نرى صمود وإصرار شعبي على الثوابت الوطنية ورفض كل مشاريع التسوية والحلول الترقيعية ورفض الحوار الخوار ، ورفض مختلف سيناريوهات الحل والإصلاح المطروحة والقائمة.
فبعد إضراب الكرامة 2 ونجاحه الكبير ، هاهو الإئتلاف المبارك يدشن فعاليات أسبوع الكرامة لمقاومة المحتل السعودي رافضا شعبنا لإقامة سباقات الفورميلا 1 ، وقد طالب الإئتلاف بإرساء ثقافة المقاومة وبكل أشكالها ، إذ ينبغي أن تترسخ ثقافة المقاومة كثقافة بأبعادها الواسعة التي تتسع فعالياتها لتشمل كافة شرائح المجتمع وبآليات ممنهجة ، فالمقاومة خيار ينشأ عادة بعد وقوع الإحتلال والغزو أو نتيجة تصاعد أساليب القمع الممنهج ضد حركات الشعوب.
فعاليات أسبوع مقاومة المحتل السعودي بدأت من الإثنين الماضي 18 مارس وتستمر حتى السبت 23 آذار/مارس القادم ، وكانت فعالياتها قد بدأت بيوم الشهيد و"تكبير المقاومة" و"لكم في القصاص حياة" و"كلا للمحتل السعودي" و"جمعة المقاومة" و"ثورة المحراب".
إن جماهير شعبنا قد وصلت إلى مرحلة من النضج السياسي ما يؤهلها لقيادة الساحة وإدارة الصراع مع حكم العصابات الخليفية والإصرار على تحقيق مطالبها وحقها في تقرير المصير وإختيار نوع نظامها السياسي القادم.
لقد أفشلت جماهيرنا الثورية وعوائل الشهداء وذوي الضحايا والمعتقلين والجرحى ومعهم القوى الثورية كل مشاريع التسوية الأنغلوأمريكية ، كما وقد أفشلت كل مشاريع الحوار الخوار ، فقد أفشلت ما سمي بحوار التوافق الوطني 1 وها هي تفشل الحوار الخوار2 بحضورها في ساحات العمل السياسي الثوري برفضها لبقاء قوات الإحتلال والحوار مع القتلة والمجرمين والسفاحين والبلطجية والعصابات الخليفية التي لا زالت تتكبر وتستعلي على الشعب وتحكم البلاد بالحديد والنار وتسعى عبر الخيار الأمني لتمرير مشروع إصلاحات سطحية وزائفة ولا تدرك بأن شعبنا قد تخطى كل ألاعيبها ومكرها وخداعها وهو اليوم يجدد إصراره في البقاء في الساحات حتى إسقاط النظام ورحيل العائلة الخليفية والديكتاتور ومحاكمة كل المجرمين.
إن جماهير شعبنا وقوانا الثورية ترى بأن إستمرار الدعم السياسي للإدارة الأمريكية لن تمحى من ذاكرة شعبنا الذي يرى في أمريكا الشيطان الأكبر والمسئول المباشر عن كل جرائم الحرب ومجازر الإبادة والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان وإستمرار مسلسل العنف والقمع والإرهاب ضد جماهير شعبنا التي تخرج يوميا في مظاهرات ومسيرات وإعتصامات سلمية من أجل مطالبها وفي ظل مقاومة مدنية ضد قوات الإحتلال السعودي.
إن ما سفك من دماء وزهق من أرواح وجرح الآلاف وإعتقال الآلاف من أبناء شعبنا وما مورس بحقهم من تعذيب وإنتهاك للأعراض ، إنما جاء بأوامر البيت الأبيض وشخص الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي نعتبره مجرم حرب بحق شعبنا سنطالب بمحاكمته في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
إن الولايات المتحدة تقود اليوم إئتلاف دولي غير معلن بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا والرياض ، من أجل أجهاض ثورة شعبنا وتثبيت ديكتاتور ساقط من أجل إستمرار بقائها وبقاء مصالحها ، وإننا نرى في ذلك عداوة صريحة لشعبنا وتطلعاته في الحرية والكرامة والعزة والحرية.
إن الولايات المتحدة ومعها عملائها الخليفيين والسعوديين هم الذين مارسوا العنف والإرهاب والقمع ضد جماهيرنا الثورية التي خرجت إلى الساحات من أجل رفض الديكتاتورية والإستبداد ورفض الهيمنة الأمريكية البريطانية السعودية على البلاد.
إننا لا نعول على الدعم الأمريكي الغربي لحركة ثورة شعبنا ومطالبه العادلة وسوف نستمر وبإردة فولاذية صلبة من أجل تحقيق تطلعات شعبنا في بحرين من دون آل خليفة ، ونطالب الإدارة الأمريكية برفع يدها عن بلادنا وتفكيك قواعدها العسكرية وسحب مستشاريها الأمنيين والعسكريين ، والتوقف عن دعم الديكتاتوريات القبلية في المنطقة ، وإننا لا نرتجي منها إنصاف شعبنا والوقوف إلى جانب ثورتنا المقدسة ، لأن ثورتنا ثورة إسلامية حقيقية تريد القضاء على الإستبداد الداخلي والإستكبار العالمي وهيمنته السياسية والأمنية والعسكرية على بلادنا.
إن واشنطن وبعد فشل الرياض والسلطة الخليفية في إجهاض الثورة عبر الإجتياح العسكري والخيار الأمني أوعزوا للديكتاتور حمد لإجراء تغييرات سياسية بتعيين ولي عهده سلمان بحر نائبا أول لرئيس الوزراء ظنا منهم أنهم يستطيعون إقناع شعبنا بالحوار الخوار وتسويات سياسية عبر حكومة إنتقالية قادمة ، بينما يرى شعبنا في هذا التعيين تكريسا للإستبداد وإستمرار الحكم المطلق للعائلة الخليفية.
إن واشنطن تريد تمرير مشروع تسوية يفضي إلى إصلاحات سطحية بإجراء إصلاحات دستورية على دستور المنحة لعام 2002م ، وبإبقاء تسلط العائلة الخليفية على مخانق الحكم وبقاء رئاسة الوزراء في يد السلطة ، إضافة إلى الوزارات السيادية ، خصوصا الأجهزة الأمنية والقمعية ، إلا أن شباب الثورة والقوى الثورية وجماهيرنا وعوائل الشهداء ستتصدى لهذا المشروع التآمري وإفشاله وإفشال مخرجات الحوار الخوار ورفض الإستفتاء على مخرجاته ونتائجه ورفض الإنجرار إلى الإستفتاء على ميثاق خطيئة آخر يثبت شرعية الحكم الخليفي وبقاء تسلطه على مفاصل الحكم الأساسية.
إن جماهير شعبنا وبإعتمادها على الله ستصنع النصر بأيديها وبصمودها ووحدتها وثباتها على ثوابتها الوطنية ونحن مصممون على تصعيد الحراك الثوري المقاوم حتى يأذن الله لنا بالنصر المؤزر وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
حركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين20 آذار/مارس 2013مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=3859
https://telegram.me/buratha