برغم استمرار الاحتلال السعودي لارضنا الحبيبة، فقد تعافى شعبنا من بعض الآلام التي احدثها العدوان السعودي ضد الثورة، وأظهر للعالم هشاشة الآلة العسكرية التي اجتاحت اراضي اوال في الرابع عشر من فبراير 2011 واحدثت من الدمار والخراب والعبث بحياة الناس ما لم تحدثه جريمة اخرى سابقة. وبرغم سعي السعوديين والخليفيين للتقليل من شأن ذلك الاحتلال الغاشم فان شعب البحرين لن ينسى الجريمة التي ادت الى مقتل عدد من المواطنين البحرانيين في الايام الاولى للعدوان. وستظل صورة الهامة المفضوخة للشهيد احمد فرحان مرتبطة في اذهان الشعب بذلك الاجتياح، ولن يمحو عار نظام الحكم السعودي اي اعتذار او تعويض او انسحاب. فلم يتكفوا آنذاك بتمهيد الارضية للاعتداء على دوار اللؤلؤة غيلة بينما كان المرابطون فيه نياما، بل شاركوا في الاعتداء الارهابي على منطقة سترة وكرزكان وسواهما، وادخلوا الرعب في نفوس الآمنين. وضاعفوا جريمتهم باستهداف مساجد المسلمين الشيعة فهدموا اكثر من اربعين منها في حربهم ضد الله "ومن أظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها، اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين، لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم". كانت مشاهد الجرافات وهي تهدم بيوت الله من اشد الجرائم وقعا على نفوس الاحرار. فقد استخدمت نعمة الله التي وفرت للنظام السعودي القبلي وفرة مالية جعلتهم قادرين على شراء آلات الموت وضمان الصمت الدولي على جرائمهم. الاحتلال السعودي وفر الارضية لطرد اكثر امن خمسة آلاف بحراني من وظائفهم ضمن سياسة التجويع التي انتهجها الخليفيون والسعوديون معا. وساهمت كذلك في استهداف كافة قطاعات المجتمع وفي مقدمتها الأطباء والرياضيون والمعلمون. ولم يوفر المعتدون الخليفيون والسعوديون نساء البحرين اللاتي كان لهن نصيب الاسد من القمع والاضطهاد والسجن والتعذيب والقتل
كانت اياما عصيبة تلك التي اعقبت اجتياح القوات السعودية اراضي البحرين، معتقدة ان بامكانها القضاء على ثورة الشعب وانقاذ العصابة الخليفية التي ما فتئت تمارس في البلاد والعباد القتل والتخريب والاستعباد. عامان هو عمر الاحتلال، ولكنها فترة كافية للتدليل على عدم كفاءة تلك القوات، وفشلها الذريع في كسر ارادة ثوار البحرين. فبعد عامين على تلك الجريمة ما تزال الثورة قائمة، تتواصل فصولها باباء وشمم، بتصميم راسخ وعزم لا يلين. خسيء الاحتلال ان ينال من عزم شعب عزيز لا ينام على ضيم، ولا يعشق ابناؤه الا لقاء الله. ويكفي ما اظهره المواطنون بأعدادهم الكبيرة وهم يشيعون الشهيد محمود الجزيري الى مثواه الأخير بعد ان اعتقل الطغاة جسده الطاهر اثني عشر يوما. كانت الهتافات تؤكد انتصار عزم الاباة على اسلحة الاحتلال، وتكشف عمق الايمان الشعبي بالحرية والانعتاق من قيود العصابات القبلية المتخلفة، في مقابل ضعف تلك العصابات واعتمادها الكامل على دعم الاجانب. هؤلاء الثوار يشعرون اكثر من اي وقت مضى بان طريق الثورة لا رجعة فيه وانه هو الطريق الاقصر لاجتثاث الظلم واستعادة كرامة الوطن والمواطنين. اتضح اليوم ان السعوديين ارتكبوا خطيئة العمر باجتياح البحرين والتعدي على ارواح البحرانيين وارضهم وحقوقهم، وان نتائج ذلك الظلم الفاحش بدأت تظهر في شكل احتجاجات ومسيرات يومية في شوارع القصيم وبريدة والرياض والجوف. وامام سجن الطرفية ترتفع هتافات عائلات السجناء السياسيين داعية الله بان يمحق آل سعود الظالمين. تلك الامهات تعبر عما يختلج في نفوس البحرانيات الثاكلات اللاتي فقدن ابناءهم على ايدي قوات الاحتلال او جلاوزة المستبدين بدون رحمة او انسانية.
عصر الثورة أطل برأسه على شعوبنا المظلومة، وتتوازى مع الثورة المضادة التي تتزعمها دول تعادي الحرية والديمقراطية، اقليمية ودولية. فالديمقراطية مطلوبا في كل مكان عدا العالم العربي خصوصا دول مجلس التعاون المحكومة بانظمة قبلية موغلة في التخلف والديكتاتورية. وحقوق الانسان قد يكون لها معنى في المناطق الاخرى، وقد تدفع الدول الغربية لمواجهة الانتهاكات هناك، ولكن المال النفطي أفرغها من محتواها، وجعل التقارير الدولية التي توثق الانتهاكات الرهيبة لحقوق الانسان في البحرين، حبرا على ورق، بدون اي معنى او قيمة. وحق تقرير المصير مكفول للشعوب الاخرى ما عدا الشعوب شعوب دول الخليج العربية التي ليس من حقها مناقشة انظمة الحكم التي تحكمها او مساءلة حكامها عما يفعلون. والقانون الدولي ومن ضمنه الاتفاقات التي تجرم الجرائم ضد الانسانية كالتعذيب والابادة وقتل الابرياء قد يطبق ضد مسؤولي بلدان غير صديقة للغرب، ولكن شيوخ الخليج الذين يمارسون ابشع الجرائم ضد الانسانية يتمتعون بحماية المال النفطي الذي تشترى به مواقف الدول الغربية وسياساتها. وتتصدر بريطانيا اليوم قائمة الدول المضادة للثورة، وقد وضعت ثقلها وراء انظمة الاستبداد الخليفية بشكل فاضح. فبعثت خبراءها الامنيين الى عدد من تلك الدول خصوصا البحرين، ورفضت ممارسة ضغوط على العصابة الخليفية لتنفيذ التوصيات الكثيرة التي صدرت منجهات دولية عدة، واستقبلت طاغية البحرين مرارا، ولعلها الدولة الغربية الوحيدة التي تستقبل هذا الطاغية ونجله السفاح، ناصر، ووزير خارجيته المجرم. وفي الاسبوع الماضي استقبلت وفدا من أعضاء مجلس الشورى السعودي برغم علمها بان هؤلاء الاعضاء ليسوا منتخبين وانما اختارتهم العائلة السعودية المالكة ليس لمناكفتها او ممارسة الرقابة على ممارسات افرادها، بل للتظاهر امام العالم بان السعودية بدأت طريقها نحو "الديمقراطية". هذا في الوقت الذي تتواصل فيه الاحتجاجات والمسيرات اليومية في مدن اقليم نجد مطالبة باطلاق سراح اكثر من عشرة آلاف سجين سياسي يرزحون في غياهب السجن اغلبهم بدون محاكمة.
شعب البحرين الابي سيقول كلمته الثورية بعد ايام ضد الاحتلال السعودي المقيت، وسيطارد تلك القوات سياسيا واخلاقيا حتى تندحر من ارض اوال الطاهرة مهزومة مخزية. هذه القوات لم يرحب بها احد من المواطنين الذين دفعا اثمانا انسانية باهضة منذ الاجتياح السعودي للبحرين. انه يطالب الامم المتحدة بممارسة دوره في الضغط على العائلة السعودية لسحب قواتها من البحرين بدون قيد او شرط. هذا الشعب الذي أزهق الاحتلال السعودي دماء شبابه وهدم مساجده واستهدف ثورته التغييرية سيواصل مشوار الحرية في اطار الثورة المظفرة بدون خوف او وجل او تراجع. ولن يستطيع المال النفطي الخليجي كسر ارادة شعب صمم على الحياة وعاهد شهداءه على التمسك بطريق الثورة حتى اسقاط الحكم الخليفي الجائر. انه عهد صادق لا يخلف، واتفاق مع الله والشهداء لا ينقض. لقد بدأ هذا الشعب مشواره الطويل نحو الحرية، ولن يتراجع او ينكص، حتى يفتح الله على ايدي ابنائه وشبابه فتحا مبينا، ويسقط نظام البغي الخليفي ويهزم الاحتلال السعودي البغيض بعون الله تعالى ودماء شهدائه الابطال.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين
حركة احرار ا لبحرين الاسلامية
26/5/13313
https://telegram.me/buratha
