المنامة / مراسل وكالة أنباء براثا
قال «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة الجمعة اليوم (16/11/2012) في جامع "الإمام الصادق (ع)" بـ"الدراز" إن "الجمعيات السياسية المعارضة عرضت رؤيتها الإصلاحية وأعلنت عنها، والحكومة صامتة ولو عن كلمةٍ واحدةٍ في الإصلاح".
واعتبر أن الإصلاح ينهي أزمات الأوطان، ويورث الأمن والاستقرار، "ولا يشك شاك في أن الإصلاح خير وأن البديل عنه شر".
وقال إن: "الإصلاح أخذ بالأمور صوب الحق والاقتراب بالأوضاع من حد العدل، وخيره ما حقق العدل وصدق به الحق. ولا يشك شاك في أن الإصلاح خير وأن البديل عنه شرّ".
وأوضح أن "الإصلاح على المستوى السياسي والمستويات الأخرى فيما يتعلق بالشأن العام ينهي أزمات الأوطان، يبني مجتمعاً قويا، يورث أمناً واستقراراً وسلاما، يتقدم بمستوى البلدان والشعوب والأمم، يتيح للطاقات الصالحة أن تتجه لمصلحة الإنسان".
ورأى أن "رفض الإصلاح وغلق الباب في وجهه وإفشال محاولاته، اختيار لأن تبقى الأوضاع على ما تعانيه من فسادٍ وتفرزه من إفسادٍ ليس ذلك فحسب، إنما الإعراض عن الإصلاح والإبقاء على الفساد يطيح بكل أمل ويقتل كل فرصةٍ للتدارك وتشقى به كل نفس وتغرِق بلواه كل ربوع الوطن".
وأضاف "ما غاب الإصلاح أو تأخر وما خفتت الأصوات المنادية به إلا امتد الفساد واستوعب مساحةً أكبر وزاد تجذره، وشقَّ على المتسلِّقين في أجوائه ومن يتراءى لهم الانتفاع باستمراره أن يخف أو يتراجع، ومن أجل هذه الحماية يكثر القتل في أصحاب الصوت الإصلاحيّ والمطاردة والإخافة والتشريد والتهجير والسجن والعقوبات العنيفة وألوان العذاب والتنكيل كما هي العادة في كل الدنيا الظالمة".
وتابع "وفي ذلك تمزيق المجتمعات، وإنهاك الأوطان، والزجُّ بها في أتون الفتن، ووضعها على طريق الهلاك، والسلوك بها مسالك الفناء، وإن عاشت لا تعيش إلا ضعيفة واهنة، مخوفة قلقة، متخلفة مستضعفة، تقيم في جنباتها الشكوك والأحقاد والبغضاء التي تمزِّق أشلاء المجتمعات".
وأشار إلى أن "هذا شر وأي شر، لا ينبغي أن ترتكبه سياسة ولا يمكن أن يشير به عقل أو دين أو ضمير".
ودعا آية الله قاسم إلى رحمة هذا الوطن، قائلاً "ارحموا هذا الوطن، جنِبوه هذا الشر، لا تعرضوه لكل هذا السوء، اِنئوا به عن الدمار. اطلبوا له الخير والأمن والصلاح والبناء والمودة والائتلاف".
وتحدث عن وثيقة اللاعنف التي أصدرتها الجمعيات السياسية الست المعارضة، مبيناً "الجمعيات السياسيَّة المعارضة عرضت رؤيتها الإصلاحية وأعلنت عنها، والحكومة صامتة ولو عن كلمة واحدةٍ في الإصلاح".
وذكر أن "الجمعيات السياسية المعارضة أعلنت عن مبادئها المعتمدة في رفض العنف من كلِ الجهات ومختلف صوره، مع تكرر هذا الرفض منها من غيرها من العلماء ورموزٍ سياسية متعددة، والإجراءات العنيفة ولغة التوعد والتهديد والتصعيد ما زالت هي اللغة السائدة من الجانب الرسمي، ومثلها لغة العقوبة الجماعية كما في حالتي العكرِ والمهزة".
وقال: "والإصلاح الذي يمثل حلاً جذرياً هو حق للشعب وضرورة أساس لصالح الوطن وواجب على السُّلطة ومحقِّقٌ كذلك لمصلحتها".
وفي سياق خطبته، تطرق آية الله قاسم إلى ما يجري في قطاع غزة".
واعتبر آية الله قاسم أن "السفك المستهتر للدم الفلسطيني والتهديد المتغطرس باكتساح غزة من قبل العدوِ الإسرائيلي، يمثل تحدياً سافراً وامتحاناً جديداً للإرادة العربية على المستوى الرسمي كما هو على المستوى الشعبي بالدرجة الثانية، للغيرة، للشجاعة، للصدق، للحقانية، للاعتزازا بالهوية، للإخلاص للأمة، لاستقلالية الموقف، لحرية الإرادة وعدم الارتهان بإرادة الخارج من قبل هذه الدولة أو تلك من الدول العربية".
وتساءل "هل سيجد الشعب العربي من حكوماته شيئاً مما اعتاده من شجاعتها وبسالتها في قمع حركاته، وتقليم أظافره وشيئاً من المواجهة الجادة لإسرائيل؟، أو أنه لن يسمع إلا فرقعاتٍ صوتية وعن مواقفَ عمليةٍ على خلاف ذلك وستكون إرادة الكثير من الحكومات العربية من إرادة الخارج التي تقف دائماً في مناصرةٍ لإسرائيل؟".
...............
16/5/1116
https://telegram.me/buratha