بسم الله الرحمن الرحيمقال الله العظيم في كتابه المجيد : "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ". صدق الله العلي العظيم
لا يخفى على القاصي والداني بأن إصرار الرموز الدينية والوطنية وفي طليعتهم العلامة المجاهد سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ والأستاذ الشيخ حسن مشيمع والأستاذ عبد الوهاب حسين على المطالبة بإسقاط النظام وعدم الإنجرار إلى حوار فاشل معه كان نابعا من تجربة مريرة معه عندما كان مشيمع وعبد الوهاب في السجن أبان إنتفاضة التسعينات وفي أواخر تلك الحقبة وبداية ما أطلق عليه بالمشروع الإصلاحي للطاغية حمد ، ذلك الحوار الذي أدى إلى تصويت الأغلبية الشعبية على ميثاق الخطيئة المعروف بميثاق العمل الوطني ، والذي أدى في نهاية المطاف إلى تكريس الإستبداد والديكتاتورية لنظام الحكم خاصة بعد إنقلاب الديكتاتور حمد على ما جاء في الميثاق الخطيئة وعلى الدستور العقدي لعام 1973م ، وكتابة دستور جديد عرف بدستور المنحة فرض على الشعب والمعارضة في 14 فبراير 2002م ، وأدى إلى قيام مملكة شمولية مطلقة إستمرت إلى أكثر من عشر سنوات.إن إصرار هذه الرموز وهذه القيادات الحقيقية للثورة كان نابع عن إدراك عميق وقناعات لا تقبل الجدل والتراجع بأن النظام الخليفي لا يقبل الإصلاح ولا يؤمن إلا بالإستبداد والإستئثار المطلق بموارد السلطة والحكم.ولذلك فإن هؤلاء الرموز القادة قد عبروا عن مواقفهم وقناعاتهم بعد تفجر الثورة في ميدان اللؤلؤة ، حيث أشار العلامة المحفوظ إلى أن سقف المطالب الشعبيه هو السماء ، كما أكد الأستاذ عبد الوهاب حسين إلى أن مشروع إسقاط النظام هو الأقرب إلى الإنتصار من مشروع الحوار والملكية الدستورية ، كما أشار حسن مشيمع إلى موقفه السياسي حيث قال بأننا شعب يستحق الديمقراطية والمشاركة الكاملة وغير المنقوصة في الحكم.وإزدادت قناعات الشعب البحريني والقوى الثورية وشباب الثورة بضرورة إسقاط النظام ورفض الإصلاح بعد مجزرة الخميس الدامي في فجر 17 فبراير 2011م ، بعد أن أماط الطاغية عن وجههه القبيح وغدر بالشعب والجماهير والشباب في ميدان اللؤلؤة وأقدم على مجزرة ومذبحة وصفها قضاة دوليون بأنها ترقى لجريمة حرب وأصبح بعدها الطاغية المجرم منبوذا من قبل الشعب وشباب الثورة وطالبوا بإسقاطه ورحيل الأسرة الخليفية وإسقاط النظام.وفي فترة مجزرة الخميس الدامي وسقوط القتلى والمشاهد المروعة التي شاهدها كل العالم على شبكات القنوات التلفزة والقنوات الفضائية دخلت ثورة 14 فبراير في منعطف جديد خاصة بعد دخول قوات جيوش درع الجزيرة وكادت الثورة وأهدافها أن تذهب تحت أزيز الرصاص ووحشية ودموية آل خليفة وآل سعود ، إلا أن مواقف آية الله السيد هادي المدرسي وخطبه وتوجيهاته وإرشاداته للجماهير وإسقاطه لهيبة الديكتاتور حمد أعادت الروح المعنوية الثورية من جديد وأعطت للجماهير والشباب الثوري الثقة بالنفس والعزيمة والثبات للمقاومة والصمود في وجه الديكتاتورية والإحتلال في آن معا.لقد كانت مواقف آية الله القائد المدرسي السند القوي للثورة وجماهيرها وشبابها ، وكان لقناة أهل البيت الفضائية الدور الكبير في بعث الحماس الثوري الرسالي عند الجماهير الغاضبة ، وقد أفشلت مواقف القائد المدرسي وفضائية أهل البيت (عليهم السلام) مشاريع الحوار الخليفي الزائفة وإلتفاف السلطة على الثورة وبيان الكذب والنفاق لأزلام السلطة ورموزها الذين كانوا يناورون بإسم الحوار مع الجمعيات السياسية المعارضة من أجل عودة الجماهير الى بيوتها من أجل القضاء على الثورة وتثبيت دعائم الحكم الديكتاتوري وتحكيم القبضة الأمنية والعسكرية وحكم البلاد في ظل حكم طوارىء وتفعيل قانون أمن الدولة من جديد لخنق الثورة والثوار ، وهذا ما حصل في ظل فترة الإنتفاضة الدستورية لهيئة الإتحاد الوطني ، وكما حدث في إنقلاب السلطة على الحركة الدستورية في عام 1975م وتجميد العمل بالدستورالعقدي وتفعيل قانون أمن الدولة وخنق المعارضة والشعب لأكثر من ربع قرن.وبعد التدخل السعودي السافر في البحرين وغزوها وإحتلالها للبحرين وبفضل خطابات آية الله السيد هادي المدرسي الثورية والمقاومة أستوعب الشعب والشباب الثوري صدمة الغزو والإحتلال والحملة الأمنية والقمعية وإعتقال الرموز والقادة الدينيين والوطنيين وإستمر الشعب وشباب الثورة في مشروع إسقاط النظام إلى يومنا هذا وكان لتوجيهات سماحته وقع مؤثر في قدرة الشباب على إعادة تنظيم صفوفهم للمقاومة والتصدي لإفشال القبضة الأمنية وحملات القمع الدموية الشرسة للنظام الديكتاتوري.ونحن في حركة أنصار ثورة 14 نرى بأنه لو لا خطابات وتوجيهات سماحة آية الله المدرسي لكان لآل خليفة وأد الثورة والقضاء عليها بصورة كاملة خاصة مع وجود بعض الجمعيات السياسية التي واجهت الثورة في شعاراتها وأهدافها.لقد ناورت السلطة الخليفية وخادعت الجمعيات السياسية المعارضة ووعدتها بحوار وإصلاحات سياسية ، ومن المؤسف أن تلك الجمعيات إنجرت وراء ألاعيب السلطة وولي عهدها الذي أوعزت له مسئولية إجهاض الثورة عبر الحوار مع الجمعيات السياسية المعارضة تمهيدا للتدخل العسكري السعودي السافر لإجهاض الثورة وقمع الثوار في ميدان اللؤلؤة.وقد حذرنا كغيرنا من القوى السياسية الثورية الجمعيات السياسية من مغبة الإنجرار إلى حوار فاشل وشق وحدة الصف الوطني والشعبي ، حيث أن الثورة قد تفجرت من أجل إجتثاث جذور الفساد والإرهاب والظلم الخليفي ، وذلك تماشيا مع الإرادة الشعبية التي عبرت عنها ثورة 14 فبراير في رفضها القاطع والمطلق للحوارمع القتلة والمجرمين والسفاحين والسفاكين ومن تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء وهدم المساجد والمقدسات وهتك الأعراض.ومن المؤسف أن الجمعيات السياسية التي كانت مشاركة في العملية السياسية منذ عام 2006م وقبلت بمشروعية الدستور المنحة المفروض على الشعب ، أنها وبعد خروجها من العملية السياسية تحت الضغط الشعبي ، إدعت بأنها قائدة الثورة والحراك السياسي وأرادت أن تقود العملية السياسية وتجيرها لصالحها ولصالح مقاصدها وأهدافها وتوجهاتها السياسية ، إلا أن جماهير الثورة وشباب التغيير قد حالوا دون مصادرة الثورة وركوب الموجة وتسلقها ، وإستمروا في إدارة الحراك الثوري إلى يومنا هذا بقيادة وزعامة شباب الثورة متمثلة في إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير المبارك والتيار الرسالي وسائر فصائل التغيير الثوري الشبابي والسياسي.من جانب آخر قامت الرموز والقيادات الدينية والوطنية بدورها التاريخي في بيان مواقف الثورة وخارطة الطريق التي تطالب بإسقاط النظام وتحملت هذه الرموز والقيادات أنواع التعذيب والتنكيل والإهانات ولم تهادن الطاغوت الخليفي ولم تتنازل عن مواقفها ولم تستسلم رغم قساوة ووحشية ودموية ما تعرضوا له وما تعرض له الشعب من جرائم قتل وإستباحة ، ولا زالت مصرة على مواقفها وحتى أمام قاضي المحكمة طالبت وبكل قوة وعزيمة وثبات بإسقاط النظام وسقوط الطاغية حمد ورحيل آل خليفة وحق الشعب في تقرير المصير وإختيار نوع نظامه السياسي القادم.وقد جاءت مواقف آية الله القائد المدرسي متناغمة مع حركة الشعب والإرادة الشعبية ومتناغمة مع مواقف القادة والرموز الدينية والوطنية المعتقلة فقد كان يتحدث بضمير الشعب ويطالب الجماهير الثورية بالإستقامة والثبات أمام إرهاب وقمع نظام الحكم الخليفي وعنجهية الطاغية حمد ، وكانت خطاباته السياسية ومواقفه المبدئية بعيدة كل البعد عن النفس الطائفي والمذهبي ، وكانت مطالبه واضحة تمثل إرادة شعب البحرين المطالب بالحرية والعزة والكرامة والخلاص من نظام الحكم الخليفي الديكتاتوري.وقد جاءت خطابات ومواقف آية الله السيد المدرسي في وقت كان شعب البحرين بأمس الحاجة لمن يعيد له ثقته بنفسه وبقدرته على التغيير وإلى مواقف تمكنه من الخروج من صدمة الهجوم الدموي والقاسي لقوات درع الجزيرة ، وقد تصدى سماحته في هذا الظرف في الوقت الذي تكالبت فيه على شعبنا قوى الجريمة والديكتاتورية، يضخ فيها الصمود والبطولة ويذكرهم بآيات الله وما جاء في كتابه العظيم حول نصر المؤمنين وأصبح ملهما لشباب الثورة ووجدوا في مواقفه وتوجيهاتها الوقود والطاقة الكافية للصمود والإستمرار في مواجهة الصدمة والقفز عليها لمواصلة الثورة حتى تحقيق أهدافها.لقد كان القائد المدرسي يعطي الحماس الثوري والثقة بالنفس عند الجماهير وشباب الثورة ويعيطهم المواقف السياسية الثورية الحكيمة والواضحة ، وكانت رؤيته الرسالية الثورية ما يتمناه الشعب وجماهير الثورة وشباب التغيير الذين وجدوا في آية الله السيد هادي المدرسي القيادة الرسالية الثورية المقاومة والشجاعة ، فالسيد المدرسي قيادة رشيدة تسير على نهج المقاومة وتتحدث بضمير الشعب وتطالب بحقوقه السياسية وتدافع عن مظلوميته وكرامته وحريته وحقه في الحياة.إن أحاديث وخطب ومواقف وبيانات السيد القائد المدرسي أبان ثورة 14 فبراير وإلى يومنا هذا أعطت ضمانة لإستمرار الثورة وعدم إنحرافها عن خطها الرسالي الثوري الأصيل المطالب بإسقاط النظام ورحيل الديكتاتور وأسرته الحاكمة ، ولولا مواقف السيد المدرسي وقيادته الحكيمة الرشيدة والثورية لتم إجهاض الثورة وتمرير مشروع ميثاق خطيئة آخر على الجماهير الثورية ولذهبت دماء الشهداء والضحايا هدرا ولطويت مطالب الشعب كما طوتها صفحات خطيئة الميثاق.لقد أفشل سماحة آية الله المدرسي مخطط الإجهاض على الثورة والقضاء عليها ويحسب له ذلك بعد أن غابت كل الأصوات إلا صوته الهادر والمشحون بكبرياء المواجهة مع الديكتاتورية ، كما كان لصمود ومواقف الرموز والقيادات الحقيقية للثورة والتي تقبع حاليا في قعر السجون كانت هي الأخرى الضمانة الحقيقية لإستمرار الحراك الثوري وإستمرار الثورة ، وإفشال كل مخططات السلطة الخليفية وأسيادها الأمريكان والبريطانيين والسعوديين.إن مواقف السيد القائد المدرسي والقادة الرموز الحقيقيين للثورة كان الضمان الوحيد لإستمرار الثورة وتفويت الفرصة على واشنطن وبريطانيا والسعودية من تمرير مشروع إصلاح سياسي سطحي والتصويت على ميثاق خطيئة آخر، وإن مواقف القادة والرموز الدينية والوطنية كانت الدافع لإستمرار الثورة ودفعت الثورة لعشر سنوات قادمة وحتى تحقيق كامل الأهداف التي إنطلق من أجلها شعبنا الصابر في البحرين.إن شعبنا وجماهيرنا وشبابنا الثوري هم الحكم على ما يجري من أحداث وتطورات سياسية في البحرين ، خصوصا منذ اليوم الأول لتفجر الثورة ، ويدركون تماما بأن مواقف السيد القائد المدرسي ومواقف التيار الرسالي بكل توجهاته وتنظيماته ومعه إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير والقوى السياسية المطالبة بإسقاط النظام ورموزنا الدينية والوطنية القابعة في السجن هي المواقف الصريحة والصائبة والمعبرة عن روح الثورة ومواقف الشعب بأجمعه ومواقف فصائل التغيير الشبابية المطالبة بإسقاط النظام ورفض الحوار معه ورفض كل مشاريع التسويات الترقيعية على غرار ما تذهب اليه بعض الجمعيات السياسية التي تتحرك وفق أجندة حزبية ضيقة وليس وفق الإرادة الشعبية والتعبير عن ضميرها وتطلعاتها.إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين ترى بأن الموقف المقاوم للقائد المدرسي والرموز الصادمين في سجون الديكتاتور ، أوقف تمرير ميثاق خطيئة آخر ومواصلة الثورة ، ولولا مواقفهم الثورية الرسالية ومقاومتهم لمشاريع التطبيع مع السلطة الخليفية لتم تمرير مشروع بسيوني الأمريكي للإصلاح السياسي القشري ، ولتم إجهاض الثورة إلى الأبد وتثبيت قواعد الحكم الخليفي وإفلات طاغية البحرين من العقاب.إننا اليوم وبفضل صمود شعبنا وشبابنا الثوري وصمود وثبات قياداتنا السياسية والدينية وفي طليعتهم القيادة المقاومة المتمثلة في آية الله السيد هادي المدرسي والعلامة الشيخ محمد علي المحفوظ والأستاذ المجاهد عبد الوهاب حسين والإستاذ المناضل حسن مشيمع ، والمقدادين والدكتور السنكيس والقائد الناشط الحقوقي عبد الهادي الخواجة ، ومعه سائر العلماء والقادة والرموز والنشطاء الحقوقيين سوف نحقق الإنتصار الكبير على الطاغية حمد وحكمه الديكتاتوري الغاشم الذي أثبت عدم شرعيته وفشله الذريع في إدارة البلاد وضرورة تخليه عن السلطة ورحيله مع أفراد أسرته إلى الزبارة والرياض ونجد.إن شعبنا الثوري المقاوم وشبابنا الثوري بفضل صمود وثبات القادة الرموز وفي طليعتهم آية الله السيد هادي المدرسي والقادة الرموز المغيبين في السجن قد أثبتوا بأنهم أقوى من خطوط الضغط وضغط الخطوط ولم يستسلموا وهم بإعتمادهم على الله الواحد الأحد مستمرين في الثورة من أجل التغيير الجذري والشامل حتى إسقاط النظام ، ولن يستسلموا للضغوط والهيمنة الأمريكية الصهيونية البريطانية ، ولن يستسلموا لأي قناعات تملى عليهم من الإنهزاميين والنفعيين والوصوليين والإستسلاميين ، فالثورة مستمرة بقناعات الثوار المطالبة برحيل الديكتاتور وإسقاط الطاغية وحق الشعب في تقرير المصير وإختيار نوع النظام السياسي القادم.
المكتب السياسيحركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين20 أيلول/سبتمبر 2012مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=2615
https://telegram.me/buratha