المنامة / مراسل براثا نيوز
أصدرت حركة أنصار ثورة 14 فبراير ياناً هاماً حول خطاب «الدكتور محمد مرسي» في قمة حركة عدم الإنحياز التي عقدت في طهران.
جاء في هذا البيان: الدكتور مرسي وتناسى دوره كرئيس لأحد أهم دول عالمنا العربي والإسلامي ورئيس حرکة عدم الانحياز السابق و بدى متعصباً طائفياً، کما لم يعتن في كلمته بمعظم الحضور وهم من دول غير إسلامية ولم يبد أي إهتمام بأن المؤتمر سياسى في المقام الأول وليس حشدا في صلاة جمعة وكانت هذه أولى أخطائه وأهونها.
کما ذکر البيان عدم التفاته إلي الملف البحريني قائلاً: لقد تناسى الرئيس مرسى ما يحدث أمام العالم كله فى البحرين من وحشية ودموية القمع بالإضافة إلى إحتلال سعودى غاشم غير مفوض من قبل مجلس الأمن الدولي.
وجاء في هذا البيان الهام:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله العظيم في كتابه المجيد: «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي ... وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارثِين» القصص:4-5 - صدق الله العلي العظيم
توالت أخطاء «الدكتور محمد مرسي» رئيس جمهورية مصر العربية في مشاركته في مؤتمر دول عدم الإنحياز المنعقد مؤخرا في طهران عاصمة الجمهورية الإسلامية في ايران ، ووقف الساسة والدارسين لأحوال الأمة فى حيرة ودهشة وهم يستمعون کلام الرئيس المصري.
و من أخطائه الهجوم على النظام السورى وكال له الإتهامات بالقمع والوحشية ضد شعبه على الرغم من أن معظم الشعب السورى قد خرج في تظاهرات مليونية مساندة للنظام ولرئيسه «بشار الأسد» وقد تعمد الرئيس المصري تجاهل هذه التظاهرات المليونية التي إحتشدت أكثر مرة في قلب العاصمة السورية دمشق وهي تطالب العالم بإتخاذ موقف حازم تجاه ممولي الجماعات المسلحة التي تقوم بأعمال القتل بصورة مشينة ومريعة لم يشهدها العالم في أي بقعة من بقاعه.
ويعلم الدكتور مرسى جيدا من أين تستمد هذه الشبكات التخريبية وعصابات القتل في سوريا المال والسلاح ، فلم يعد سرا بأن النظام الخليجي وعلى رأسه النظام السعودي والقطري والإماراتي يقفون علنا وراء هذه العصابات وهذا ما يصرح به مسؤولوا هذه الدول جهارا وبصورة شبه يومية.
وكان على الدكتور مرسى أن يكون حصيفا كرئيس لأحد أكبر الدول الأساسية التي قامت حركة عدم الإنحياز عليها وكرئيس للدورة السابقة لها بأن حديثه عن الأوضاع السورية بالطريقة التي طرحها مناقضا للمبادىء الأساسية لحركة عدم الإنحياز التي تحضر التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وقد بدى واضحا من خطابه بأنه لم يقرأ جيدا مبادىء الحركة التي ترأسها ولم يطلع على أهدافها الأساسية المعلنة في نظامها الأساسي وميثاق عملها.
لقد بدى الدكتور مرسي في خطابه متعصبا من الناحية المذهبية والطائفية إلى حد بعيد ، وأخرجه ذلك من كونه رئيساً لجمهورية هي أكبر في قيمها وقيمتها من تقزيمها في الأطر المذهبية والصراعات الإثنية وخرج من كونها رئيس لأحد أهم المنظمات الدولية التي تجمع عدد لا يستهان به من الدول من مختلف بلاد العالم.
لقد تناسى الرئيس مرسى ما يحدث أمام العالم كله فى البحرين من وحشية ودموية القمع بالإضافة إلى إحتلال سعودى غاشم غير مفوض من قبل مجلس الأمن الدولي ولم يشر إلي ما يجري هناك مجرد إشارة ولو رمزية تشفع له بعدم الطائفية وإنه بمستوى تطلعات الأمة العربية والإسلامية ناحية مصر العروبة والإسلام والقيم الجامعة وأنه يدافع عن القيم العامة دون تمييز أو تفريق بسبب العنصر والعرق واللون والمذهب.
لقد جاء خطابه طائفيا بإمتياز ولم تستطع عبارات التورية أن تغطي خطابه الذي بدأ وكأنه في أحد جوامع القاهرة لصلاة الجمعة وليس أمام قمة عالمية يحضرها رؤساء وأركان دول من مختلف أصقاع العالم.
ولا عجب .. فقد كان الإخوان المسلمين قبل الثورة الشبابية المصرية النقية من الذين يتعاطفون مع المخلوع المشلوح فرعون مصر «حسني مبارك» وعصابته لا حبا لهم وإنما نفاقا وخوفا وإنتظارا لثورة الشباب ، فما أن قامت ثورة الشباب (ثورة 25 يناير المجيدة) المحب لبلده حتى قفز عليها مرسى وجماعته كالذئاب الضارية وساعدهم على ذلك المجلس العسكري لكي يساعدوه بعد ذلك ويبعدوه عن المساءلة على ما إرتكب من جرائم حرب ومجازر إبادة بحق شباب الثورة، فكفهم وكف المخلوع في الظلم سواء وكم قلنا أن الإخوان إسلاميين غير مذهبيين أو طائفيين وتوقعنا ذلك بعد مجيئ الدكتور مرسي إلى موقع رئاسة الجمهورية ، ولكن خابت توقعاتنا وظنوننا، وأصبح أملنا في أن تستعيد مصر مكانتها الريادية في الأمة العربية والإسلامية كالسراب.
لقد بعث الكثير من المخلصين والمتطلعين لإستعادة مصر دورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي رسائل التأييد والدعم لمرسي عندما تم إنتخابه رئيسا للجمهورية بل سارع الكثير منهم إلى دعمه وإسناده في معركته الإنتخابية الحاسمة ليحقق الفوز بالوصول الى منصب الرئاسة وكلهم يحملون التطلع على أن تكون على يديه إستعادة مصر لدورها الريادي في العالمين العربي والإسلامي خاصة وأن له تجربة مريرة سابقة عندما دخل السجن مطالبا بالحرية والعدالة والمساواة.. وكان الجميع يتوقع منه أن يكون في خندق طلاب الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية في دولهم بعيدا عن التعصبات العرقية والعنصرية والطائفية والفئوية وما الى ذلك من حميات وإثنيات.
وكان الكثير من هؤلاء الخيرين متفائلين جدا بأن تيار الممانعة والمقاومة لا أقل للكيان الصهيوني الغاصب والمحتل للقدس الشريف أنهم فازوا بكسب الجولة خاصة في سوريا ولبنان وإيران لوصول مواطن مصري شريف ونزيه إلى قمة السلطة في دولة بحجم مصر العروبة والإسلام.. وحلق الكثيرون كما نحن في أن تكون مصر الجديدة برئاسته عونا للثورات العربية والصحوة الإسلامية التي تجتاح عدد من بلاد عالمنا العربي والإسلامي بمقاييس القيم العامة وليس بمقاييس التعصبات الفئوية الجاهلة..
لقد كنا في حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين على ثقة كغيرنا بأن الرئيس المصري القادم من رحم الشعب والمعاناة سيكون خير نصير وداعم لحركة شعبنا المطالب بالحرية والعدالة والمشاركة السياسية ، وأن تقوم مصر بدورها الريادي في دعم حقوق الشعوب العربية والإسلامية كافة في قيام نظام سياسي يمثل الإرادة الشعبية وينتزع شرعيته من الناس.
وكرئيس للدورة السابقة لحركة عدم الإنحياز كنا أكثر تفاؤلا بأن مصر ستلعب دورها المطلوب في تنشيط الحركة وتفعيلها لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها والتي كان من بين أبرزها حق الشعوب في تقرير مصيرها .. وهذا هو من المطالب الأساسية لشعب البحرين الذي يوجه حملة قمع شرسة مدعومة من قبل النظام السعودي والإماراتي الذين يمولون حملات القتل والإبادة القائمة على أساس العنصر والمذهب والطائفة.
لقد دعم شباب مصر ثورة 14 فبراير في البحرين كما دعم شعبنا وشبابنا الثوري ثورة 25 يناير المجيدة في مصر ، وكما رفع شباب مصر الغالي شعارت ويافطات التضامن في ميدان التحرير وسائر ميادين الثورة في مصر مع قضايا شعبنا العادلة وحقه في الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية رفع شباب الثورة في البحرين ذات المضامين .. فالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية قيم لا يمكن تجزيئها بحيث يستحقها شعب من شعوبنا دون الآخر .
لقد رفع العديد من القوى الشعبية والسياسية في البحرين مذكرات رسمية للدكتور مرسي بوصفه رئيسا سابقا لحركة عدم الإنحياز وذلك قبيل إنعقاد مؤتمر القمة السادس عشر لحركة عدم الإنحياز في طهران وتم توجيه الدعوة إليه لكي يقوم بدوره في الإشارة الى قضية شعب البحرين وأن يضمن بيان المؤتمر الختامي فقرة مساندة لمطلب الشعب في حق تقريري المصير وكما نصت عليه أهداف الحركة ذاتها لكنه آثر الصمت عما يجري في البحرين وتوجه بصب جام غضبه الطائفي الشخصي على النظام السوري متناسيا منصبه كرئيس لأهم دولة في وطننا العربي والإسلامي إذ كان عليه أن يقفز من قفصه الضيق الى عظمة مصر ودورها ومكانتها.
أننا في حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين لدينا الخشية من أن يعيد هذا الخطاب مصر الى واقع متردي يبعدها تماما من مواقع الريادة والقيادة للعالمين العربي والإسلامي .. ويبدو أن مصر الكنانة لا تزال تحتاج إلى ميدان تحرير آخر يعيد إلى مصر مكانتها وسيادتها ورياديتها في عالمنا العربي والإسلامي دون إنحياز مبني على أسس عنصرية وفئوية بغيضه ..
لقد إنتصر شعبنا لثورة 25 يناير الأبطال ، وإننا على ثقة بشعب مصر العظيم وثوار 25 يناير الذين ساندوا وسيساندون شعبنا المظلوم في البحرين وسيقفون وقفات تضامنية في الميادين والساحات وفي ميدان التحرير لينصروا شعبنا ضد الديكتاتور حمد والسلطة الخليفية الديكتاتورية وأملنا بشعب مصر وثواره وأحراره الذين صنعوا الثورة وفجروها وإن مستقبل مصر بخير بوجود الثوار الأبطال ثوار ميدان التحرير وسائر الميادين وهم سندا وعونا لنا ولشعبنا ضد الإرهاب والقمع ومتضامنون معنا ضد قوات الإحتلال السعودي وقوات درع الجزيرة ومتضامنون معنا ضد الإستكبار العالمي وأمريكا وبريطانيا والصهيونية العالمية.
قال تعالى: «ومَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَإجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَإجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً». النساء(75).
حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين
المنامة – البحرين
2 سبتمبر 2012م
.................
12/5/903
https://telegram.me/buratha