بسم الله الرحمن الرحيم
إلى رؤساء وقادة دول قمة عدم الإنحياز المحترمين
عقدت القمة السادسة عشر لدول عدم الإنحياز في طهران منذ يوم الأحد 26 آب/أغسطس على مستوى الخبراء ووزراء الخارجية ، وسوف تعقد القمة على مستوى الملوك والقادة والرؤساء بعد إنتهاء إجتماعات الخبراء والوزراء وإعداد البيان الختامي لهذه القمة لإعتماده من قبلكم.إنكم أيها الأفاضل والسادة سوف تعقدون إجتماعا موسعا لمناقشة أوضاع العالم وأوضاع سوريا وهناك إتفاق وإجماع على حل الأزمة السورية بين الحكم السوري والمعارضة عبر الحوار ، بينما لم يشارك ديكتاتور البحرين حمد بن عيسى آل خليفة في إجتماع القمة هذه ، وإكتفت السلطة الخليفية بأن يمثلها وزير الخارجية خالد بن أحمد آل خليفة مع وفدا مرافقا له.وتأتي مشاركة الوفد الخليفي في قمة عدم الإنحياز في وقت إنعقادها والبحرين ومنذ يوم الإثنين 27 أغسطس والثلاثاء 28 أغسطس تعرضت فيه قرى ومدن وأحياء البحرين وخصوصا جزيرة سترة إلى حملات قمعية للإحتجاجات الشعبية المطالبة بالحقوق والحريات ضمن سياسة الإنتقام الجماعي من شعبنا الذي عبر عن آرائه في حقه في تقرير المصير وحريته في إختيار نظامه السياسي وأنه مصدر السلطات جميعا.لقد إستخدمت قوات مرتزقة الحكم الخليفي الديكتاتوري كل ما لديها من قوة وسلاح وبطش ضد المناطق والقرى وأغرقتها بالغازات الخانقة والقاتلة والسامة ، حيث ألقت بقنابل الغازات الكيميائية السامة بصورة كثيفة على الأحياء الضيقة في القرى والأحياء خصوصا جزيرة سترة مما أدى إلى الوفاة لكبار السن والأطفال وإصابة العشرات بإختناقات خطيرة.ولا زالت قوات مرتزقة الطاغية حمد وإلى حد كتابنا هذه السطور والمناشدة لكم تحاصر قرى ومدن وأحياء البحرين وجزيرة سترة ناصبة كمائن وسيطرات تفتيش من أجل إعتقال أبناء الشعب والناشطين السياسيين والحقوقيين ومنع التظاهرات وقمع حرية الرأي والتعبير ، لكن جماهيرنا الثورية قد خرجت متحدية القمع والإرهاب في مختلف المدن والقرى متضامنة مع القرى والأحياء المستباحة في جزيرة سترة ومتضامنة مع المعتقلين والمعتقلات والرموز الدينية والوطنية المغيبة في قعر السجون وإعتراضا وتنديدا لإستباحة القرى والمدن.إن غياب ملك البحرين الديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة عن المشاركة في قمة عدم الإنحياز المنعقدة في طهران دليل واضح على أنه خائف من المساءلة من قبل القادة والرؤساء ومن قبل وسائل الإعلام عن كل جرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية التي قام بها ضد شعبنا في البحرين ، كما أنه لا يمتلك حلا للأزمة السياسية الخانقة التي تمر بها البحرين ، فهو وأسرته والسلطة الخليفية لا يريدون حل الأزمة وإعطاء حقوق الشعب ومشاركة المعارضة والقوى السياسية في الحكم ، إنما يريد طاغية البحرين الإستمرار في الحكم في ظل ملكية شمولية إستبدادية مطلقة.كما أن الحل السياسي للأزمة السياسية التي تعصف بالبحرين يأتي من واشنطن ومن الرياض ، حيث أن الحاكم الفعلي للبحرين هي الرياض وما آل خليفة والديكتاتور حمد إلا مجرد موظفين محافظين للبحرين عليهم السمع والطاعة وإنهم لا يمتلكون مفتاح حل الأزمة السياسية في البحرين حيث أن أمن البحرين أصبح من أمن الرياض الإستراتيجي وأصبحت البحرين الحضيرة الخلفية للرياض بعد إحتلال القوات السعودية وقوات درع الجزيرة للبحرين في مارس/آذار من العام الماضي وإستمرارهم في البقاء كقوات إحتلال وغزو قامت بقمع الثورة والمواطنين ودعم مرتزقة الطاغية حمد لإجهاض الثورة وهدم المقدسات والمساجد وقبور الأولياء والصالحين وإنتهاك الأعراض والنواميس.أيها السادة القادة والرؤساء والملوك : لقد قامت قوات طاغية البحرين أمس الثلاثاء 28 أغسطس 2012م بإستباحة قرى وأحياء جزيرة سترة ، وإقتحمت البيوت عنوة وبشكل غير قانوني ومن دون إذن قضائي وإعتدت على قاطنيها وكسرت محتوياتها في إطار حملة عقاب جماعي شرسة لثني جماهير شعبنا من الإستمرار في الثورة والمطالبة بالحقوق العادلة والمشروعة.إن إنعقاد القمة السادسة عشر لدول عدم الإنحياز في طهران جاء في وقت عقدت فيه السلطات الخليفية الأزمة السياسية وفي ظل إصرار واضح على تبنيها الخيار الأمني والعسكري والإستمرار في قمع المطالبين بالحريات والديمقراطية والمشاركة الشعبية في الحكم ، وفي ظل إجماع شعبي عارم في حق الشعب في تقرير مصيره وإختيار نوع نظامه السياسي.إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين مرة أخرى تطالب الرؤساء والقادة والمسئولين المشاركين في قمة عدم الإنحياز في طهران إلى إعطاء قضية البحرين وثورة شعبنا إلتفاتة خاصة ، وإيلائها من الوقت ما تستحقه ، كما هي بالنسبة إلى القضية والأزمة السورية.إن السلطة الخليفية ومنذ تفجر ثورة 14 فبراير عمدت إلى المناورة والمرواغة والخداع وإتلاف الوقت من أجل إنهاك الشعب والقوى السياسية وإرغام شعبنا على القبول بالفتات من الحلول السياسية والعودة إلى المربع الأول ، لذلك قامت بإعتقال الآلاف من أبناء شعبنا رجالا ونساءً وشبابا وأطفالا وفصلت الآلاف من وظائفهم وحاربتهم في أرزاقهم ، كما إعتقلت قادة المعارضة والرموز الدينية والوطنية وغيبتهم في قعر السجون وإتخذت منهم رهائن للضغط عليهم وعلى الشعب للقبول بالحلول السياسية السطحية والجزئية ، لكن شعبنا وجماهيرنا ورموزنا وشباب ثورة 14 فبراير واصلوا الحراك السياسي وتحملوا مختلف أنواع العذاب والقمع من أجل حقهم في تقرير المصير وإختيار نوع الحكم السياسي القادم.
أيها السادة والقادة المجتمعون في قمة عدم الإنحياز في طهران
إن الحكم الخليفي ومنذ غزوه للبحرين عبر قرصنة بحرية في سنة 1783م ، عمل على الإستفراد بالسلطة والحكم ومنع المشاركة الشعبية وخنق كل صوت حر شريف ومعارضة تطالب المشاركة السياسية والحريات بالقمع والسجن والقتل والنفي لأبناء البحرين الأصليين.ومنذ اليوم الأول لمجيء قراصنة آل خليفة المحتلين للبحرين ودعم المستعمر البريطاني لهم ، قاموا بإختلاق الصراعات الطائفية والمذهبية بين أبناء الوطن الواحد ومارسوا أبشع أنواع التمييز الطائفي ،وقامت السلطة الخليفية بعد أن شعرت بغربتها عن الوطن والمواطن البحريني ومنذ اليوم الأول لإحتلالها للبحرين ولا زالت بإستئجار مرتزقة للعمل في الجيش والحرس الوطني والأجهزة الأمنية ، وتوطين الآلاف من جنسيات عربية وأجنبية من أجل تغيير الخارطة الديموغرافية للبحرين.لذلك فإن شعبنا وبعد معاناة مريرة مع الحكم الخليفي الديكتاتوري وبعد أن رأى إستحالة قيام السلطة الخليفية بإصلاحات سياسية شاملة وجذرية ، قام بثورته في 14 فبراير شارك فيها الشيعة والسنة وطالب شعبنا فيها بحقه في تقرير المصير وإختيار نوع نظامه السياسي القادم.ومنذ إنطلاق ثورة الرابع عشر من فبراير في عام 2012م حاولت السلطة الخليفية القضاء على الثورة بمختلف الوسائل من الإرهاب والقمع وإستخدام القوة المفرطة ، ومختلف وسائل التشويه الإعلامي والسياسي وربط الثورة الشعبية بدول خارجية ، وإختلاق الصراع الطائفي والمذهبي البغيض ، غير أن الصمود والوعي الشعبي والوطني أسقط سياسات السلطة الديكتاتورية وحبائلها ووسائلها لإحتواء الثورة ووصمها بالطائفية والمذهبية.إن ثورة شعبنا في البحرين ثورة وطنية خالصة بعيدة كل البعد عن الطائفية والمذهبية ، وهدفها إقامة نظام حكم جديد يستند على الإرادة الشعبية يصبح فيها الشعب مصدر السلطات بعد كتابة دستور جديد والمصادقة عليه من قبل الشعب ، وإقامة إنتخابات حرة ونزيهة للبرلمان والحكومة ومجالس البلديات.
أيها الأخوة والسادة الرؤساء ..
إن واشنطن والدول الغربية والدول الكبرى والصهيونية العالمية والإستكبار العالمي أرادوا ولا زالوا يسعون لأن تبقى ثورتنا مهمشة ومارسوا بحق مطالب شعبنا سياسة الكيل بمكيالين وسياسة إزواجية المعايير ، ولكن شعبنا واصل الثورة وتحمل ولا زال يتحمل كل المآسي والقمع من أجل خلق واقع جديد سيفرضه بإذن الله على الأرض في البحرين وسيفرضه على المجتمع الدولي وسوف يرغم واشنطن على القبول والرضوخ للإرادة الشعبية وسوف يعمل على رحيل آل خليفة عن البحرين وإقامة نظامه السياسي الجديد.إن وزير الخارجية الخليفي والوفد المرافق له جاؤا للمشاركة في قمة عدم الإنحياز من أجل التسول وبذلة وخفة من أجل إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية ، بعد أن إدعى الحكم الخليفي مرارا وكذبا بوجود مؤامرة إيرانية تقف وراء الثورة الشعبية التي إنطلقت في 14 فبراير من العام الماضي ، وقد ضرب الديكتاتور حمد بجرائم بجرائمه ضد الإنسانية في البحرين كل المواثيق والمبادىء الدولية بما فيها غالبية المبادىء العشرة لحركة دول عدم الإنحياز.إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ترى بأن مشاركة وفد السلطة الخليفية في قمة عدم الإنحياز بعد أن غاب عنها الديكتاتور حمد لخوفه من المساءلة من قبلكم ومن قبل وسائل الإعلام هو فرصة مناسبة للضغط على الحكم الخليفي لوقف الإرهاب والقمع والإستمرار في سياسة الخيار الأمني ، ومطالبتكم السلطة الخليفية بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين والحقوقيين والمعتقلين من النساء والرجال والأطفال وإطلاق سراح القادة والرموز الدينيين والسياسيين والسماح بحرية الرأي والتظاهر والتعبير عن المطالب بصورة حرة ، فشعبنا يتوق إلى حقه في تقرير مصيره وحقه في إنتخاب نوع نظامه السياسي الجديد.كما أننا نرى بأن وفد السلطة الخليفية المشارك في قمة عدم الإنحياز في طهران لا يمثل شعبنا في البحرين وآل خليفة وسلطتهم فقدت الشرعية وأن هناك إجماع شعبي جماهيري على رفض شرعيتهم ، وإن الذي يمثل الشرعية الشعبية والجماهيرية هي المعارضة السياسية الثورية التي تحظى بقبول وإجماع شعبي واسع النطاق ، ولابد من إشراكها والتعامل معها دبلوماسيا من أجل العمل على إيجاد حل سياسي يلبي تطلعات شعب البحرين وبما يحقق الأهداف الأساسية التي قامت من أجلها حركة عدم الإنحياز بما فيها حق الشعوب في تقرير المصير.إننا نناشدكم ونطالبكم أن تضمنوا البيان الختامي لقمة عدم الإنحياز السادسة عشر التي تنعقد في طهران بمطالبة السلطات الخليفية لوقف الإرهاب والقمع والإعتقالات وإنتهاكات حقوق الإنسان ووقف جرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية وإعطاء الشعب حقه في التظاهر والتعبير وحقه في الإعلان عن حقه في تقرير المصير وإختيار نوع نظامه السياسي القادم.
حركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين29 آب/أغسطس 2012مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=2489
https://telegram.me/buratha