بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر التيار الرسالي كأكبر فصيل سياسي ثقافي وفكري وحركي في البحرين، وتشهد له الساحة لأكثر من أربعين عاما من العمل التنظيمي والحركي والسياسي والثقافي ، وقد كان ولا زال هذا التيار بكل فصائله ومؤسساته وجمعياته ورموزه وقياداته وطلائعه الرسالية هو الخط الفكري والثقافي والسياسي الذي يمثل إمتدادا حقيقيا لحركة الأنبياء والرسل والقرآن الكريم والأئمة المعصومين عليهم الصلاة والسلام ، كما أنه كان ولا زال ومنذ تأسيسه يمثل الخط الفكري والرسالي والسياسي المقاوم في الأمة وذلك منذ انطلاقته ستينيات القرن المنصرم .إن ما يتمتع به التيار الرسالي من فكر سياسي وثقافي ورسالي جعل منه خطا وتيارا فكريا متميزا بعيدا عن التحجر والقشرية ، ومهادنة الطواغيت ، وتميز برفضه الركون إلى الطاغوت والظالم والحكومات الظالمة والحكومات الملكية التي تتسلط على رقاب الشعوب بالحديد والنار.ولذلك فإن إلتزام التيار الرسالي بنهج رسالات الأنبياء والرسل والرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورسالة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) جعله يرفض حالة القشرية والمداهنة مع الطاغوت والإيمان به ، لأن الله سبحانه وتعالى قد أمر المؤمنين بالكفر بالطاغوت وعدم القبول بشرعيته ، وإنما الشرعية لله ولحكم الإسلام.ومنذ أكثر من أربعين عاما من العمل السياسي والحركي لهذا التيار الكبير في البحرين فإنه لم يهادن الطاغوت ولم يدخل معه في حوار ولم يقبل بمداهنته ، ولذلك أصبح مستهدفا من السلطة الخليفية منذ الإعلان عن وجوده في البحرين ، وكانت الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين أحد فصائله الثورية التي تحملت كل إرهاب السلطة وسطوتها ودخل قادتها وكوادرها السجن لأكثر من عشرين عاما وخرجوا أبطالا أسودا لم يهادنوا الطاغوت.وبعد تفجر ثورة 14 فبراير المجيدة إلتحق التيار الرسالي بركب الثورة ولم يتخلف عنها ، وكان مساهما فعالا في تفجيرها مع شباب الثورة ، ولا زال يواصل عمله الثوري والرسالي مع شباب إئتلاف ثورة 14 فبراير وسائر فصائل تيار الممانعة المتمثل في حركة حق وتيار الوفاء الإسلامي وحركة أحرار البحرين الإسلامية وحركة خلاص البحرانية.لذلك فإن السلطة الخليفية وبعد التدخل السعودي وإحتلال وغزو البحرين من قبل قوات درع الجزيرة والإعلان عن حالة قانون الطوارىء المسمى بفترة السلامة الوطنية فقد إستهدفت السلطة الخليفية رموز هذا التيار وقادته وكوادره وإعتقلت أكثر من 250 شخصا في طليعتهم القائد المجاهد العلامة الشيخ محمد علي المحفوظ ، ومارست بحقهم أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي وطلبت منهم تحت التعذيب بالإعتذار من الطاغية حمد والسلطة الخليفية والقبول بالحوار فرفضوا ، وطلب منهم بسيوني أيضا نفس المطالب وأعلنوا عن رفضهم للحوار ، كما طالبهم وفد أمريكي إلتقى معهم في السجن وخارج السجن بالإعتذار للطاغية حمد والحكم الخليفي والدخول في حوار فرفضوا ، كما طالبت السلطة الخليفية قيادات جمعية العمل الإسلامي في خارج السجن والعاملين على الأرض بكتابة رسالة إعتذار بالنيابة عن الشيخ المحفوظ وهذا التيار فرفضوا ، كما رفضوا الذهاب إلى الديوان الملكي ليسجل لهم إعتذارا من قبلهم للطاغية الساقط حمد فرفضوا إلى أن أعلنت السلطة الخليفية عن حل جمعية العمل الإسلامي لأنها رفضت الإعتذار للسلطة ورفضت الحوار وأصرت على الوقوف إلى جانب الشعب والثورة وجماهيرها وإلى جانب الإئتلاف المبارك وإلى جانب قوى المعارضة السياسية المطالبة بإسقاط النظام وحق الشعب في تقرير المصير وإختيار نظامه السياسي.
إن التيار الرسالي في البحرين قد قدم التضحيات الجسام ولم يفكر في المغانم السياسية والحزبية والشخصية الضيقة ، وكان بإمكان هذا التيار أن يتهافت قادته ورموزه على قصور الطاغية حمد بعد الإعلان عن التصويت على ميثاق العمل الوطني ليحصدوا أغلبية المقاعد في البرلمان ومجالس البلدية وليحصلوا على حفنة من الوزارات الخدمية ، إلا أنهم رفضوا التصويت على الميثاق وأعلنوا تحفظهم عليه ، وعندما أعلنوا الإنخراط في العمل السياسي عبر قانون الجمعيات السياسية فإنهم قاطعوا الإنتخابات البرلمانية والبلدية منذ الإعلان عن فرض الدستور المنحة لعام 2002م ، وواصلوا النضال السياسي من أجل التغيير والإصلاح الشامل والجذري حتى تفجرت ثورة 14 فبراير المجيدة.إن التيار الرسالي في البحرين يتميز بقيادات سياسية محكنة وكان بإمكانه التعامل والدخول في صفقات مع الأمريكان والبريطانيين والسلطة الخليفية لكي يجني مكاسب سياسية آنية ، ويصبح وضعه أفضل مما هو عليه الآن ، إلا أنه فضل البقاء على نقائه وصفائه وإلتزامه بالإسلام المحمدي الأصيل ورفض الدخول مع السلطة في صفقات سياسية ، وأصبح تيارا رساليا صافيا تحمل في طريق ذات الشوكة ما تحمل من حملات تفقير وتهميش ولكنه صبر ولا زال صابرا على طريق الأئمة المعصومين الأطهار وعلى نهج قادته ورموزه المتمثلة في المرجع الديني المجدد سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله الوارف) وسماحة العلامة المجاهد والقائد السيد هادي المدرسي (دام ظله) ، ورموزه وقياداته الدينية والرسالية الثورية وفي طليعتهم سماحة العلامة المجاهد الشيخ محمد علي المحفوظ.إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير في البحرين إذ يثمنون مواقف التيار الرسالي في البحرين وتاريخه النضالي والجهادي والرسالي الكبير والثري فإنهم يرون بأن خط التيار الرسالي في البحرين هو الخط الممانع والمعبر عن إصالة الفكر الإسلامي المقاوم ، وإن الذي وقف إلى جانب الثورة والإمام الخمینی (رضوان الله تعالى عليه) منذ إعلان الإمام الراحل روح الله عن نهضته وثورته المقدسة ضد الطاغوت الشاهنشاهي هو التيار الرسالي وقادته وطلائعه الرسالية ، ولا زال هذا التيار بمواقفه السياسية والمبدئية المناهضة للحكم الخليفي والرافضة للحكم الملكي الشمولي المطلق وللملكية الدستورية يجسد خط ونهج الإمام الخميني الذي رفض الحكم الملكي الدستوري للشاه المقبور وطالب بإقامة حكم الإسلام وإقامة نظام الجمهورية الإسلامية في إيران.إن شعبنا الثائر في البحرين ومعهم إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير وتيار الممانعة المطالب بإسقاط النظام كلهم يجسدون خط الإمام الخميني الراحل ، هذا الخط الثوري الرافض للحكومات الملكية والرافض للهيمنة الأمريكية والرافض للإستكبار العالمي والرافض لوجود إسرائيل كغدة سرطانية في جسم الأمة العربية والإسلامية ، وإن التيار الرسالي الذي يعتبر أكبر تيار سياسي وثقافي وديني ومرجعي في البحرين هو الإمتداد الحقيقي لنهج الثورة الإسلامية في إيران ونهج الإمام الخامنئي (دام ظله الوارف) ، وإن مواقفه من النظام الملكي الخليفي الديكتاتوري خير شاهد على أنه يتبع نهج الإمام الخميني الراحل في رفض المداهنة مع الطاغوت ورفض الدخول معه في صفقات سياسية من أجل مكاسب سياسية آنية ، فكما رفض السيد الإمام رضوان الله تعالى عليه إقتراح الشاه المقبور بالملكية الدستورية وأصر على إسقاط الحكم الشاهنشاهي فإن التيار الرسالي ومعه قوى المعارضة السياسية وجماهير الشعب وشباب الثورة يرفضون رفضا باتا ومطلقا وقاطعا المهادنة مع الطاغوت والقبول بصفقات سياسية مع الديكتاتور حمد ونظام حكمه بإشراف أمريكي بريطاني صهيوني ماسوني سعودي.إن ثورة 14 فبراير في البحرين ثورة منتصرة بإذن الله على الطاغوت الخليفي على الرغم من الإرهاب والقمع وعلى الرغم من الصمت الدولي المطبق وإنتهاج واشنطن والغرب سياسة إزدواجية المعايير والكيل بمكيالين ، لأن ثورتنا ثورة حقيقية وثورة رسالية نابعة من وجدان وضمير الشعب الرافض للبقاء تحت الظلم والعبودية والإستبداد في ظل سلطة آل خليفة وسلطة الإحتلال السعودي وسلطة الأمريكان والبريطانيين وإصراره على حقه في تقرير المصير وإختيار نوع نظامه السياسي القادم.إن ثورتنا ثورة حقيقية قدمت الدماء والأرواح من أجل إقامة حكم الإسلام المحمدي الأصيل ، وإقامة نظام حكم ديمقراطي سياسي تعددي يؤمن العدالة الإجتماعية لكافة أفرادالشعب ومكوناته شيعة وسنة ، وإننا على ثقة بأنه وبعد سقوط الطاغية حمد فإن البحرين ستشهد عصرا زاهرا من الحرية والعزة والكرامة والرفاه الإقتصادي والإجتماعي وستشهد قيام نظام حكم سياسي عادل يقضي على النظام الملكي الإقطاعي ويضع حدا لسنوات طويلة من النهب والسرقات وسرقة الثروات وخيرات البلاد النفطية وسرقة الأراضي.إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير يبدون إستغرابهم من تهافت بعض الجمعيات السياسية المعارضة على الحوار من جانب واحد ، وتهافتهم على أروقة السياسة في واشنطن والإعلان منها قبولهم للحوار مع المتشددين من السلطة الخليفية ، وإعلانهم عن تأييدهم لولي عهد الطاغية حمد المعروف بـ (سلمان بحر) ، رجل المخابرات الأمريكية وعضو الصهيونية العالمية والماسوني الذي فضحته تقارير ويكليكس عندنا قال للسفير الأمريكي "بأن الشيخ عيسى قاسم خطير وله إرتباطات مع إيران وقد يزعزع أمن المنطقة ، ولما سأله السفير الأمريكي عن خطورة ذلك على آل خليفة ؟ قال سلمان بحر: سنحمي أنفسنا بالمجنسين وسنسلح السنة لنوازن كفة القوى ضد أي تمرد شيعي".هذا هو سلمان بحر الذي هو نسخة أبشع إرهابا وبطشا وطاغوتيةً من أبيه الطاغية حمد الذي مسح الشعب بوجهه التراب وداشته أقدام الثوار والجماهير الثورية التي خرجت بمئات الألوف وإعتصمت في ميدان اللؤلؤة ، وسارت في الشوارع والميادين تهتف بسقوط الديكتاتور ورحیله عن البلاد، وأصبح يتلقى اللعن كل لحظة من جماهير شعبنا الذين بدأوا بالهتاف ضده منذ تفجر ثورة 14 فبراير بشعار: يسقط حمد .. وإزدادت الشعارات ضده بعد نكثه للعهد في 17 فبراير في فجر الخميس الدامي.إن سلمان بن حمد الذي خدع الجمعيات السياسية المعارضة في بداية الثورة بالحوار لكي يلتقط النظام أنفاسه ويؤمن فرصة لإحتلال القوات السعودية لبلادنا وقيامها بإستباحة المدن والقرى والأحياء بجنودنا المتأدلجين بالفكرالوهابي السلفي التكفيري وما نتج عنه من إرتكاب السلطة الخليفية مدعومة سعوديا بأبشع جرائم الحرب ومجازر الإبادة الجماعية وإنتهاك الأعراض والمقدسات وإعتقال الرموز والقادة والألاف من أبناء شعبنا وقادته ورموزه وزجهم في السجون ، إضافة إلى فصل الألاف من وظائفهم وقطع أرازاقهم ، هذا الطاغية الأرعن والجديد نراه يتجول في مجالس الناس في القرى والمدن ظنا منه بأنه يستطيع أن يضحك على ذقون الناس التي عرفته وعرفت سرقاته وعرفت وجهه القبيح ومواقفه السياسية المؤيدة لأبيه يزيد العصر وفرعون البحرين حمد بن عيسى آل خليفة.إن جماهير شعبنا وقواه الثورية المعارضة للنظام الخليفي كلها ترفض كل أنواع دعوات الحوار والهرولة التي أطلقتها بعض الجمعيات السياسية المعارضة والمطالبة بحكم على الطريقة الأردوغانية ، ولا زالت مصرة على الإستمرار في الثورة والتغيير الشامل للحكم الخليفي ، وترفض كل أنواع الحوار والمبادرات الأمريكية البريطانية الخليفية ، فشعبنا يرفض التهافت على الحصول على أغلبية المقاعد في البرلمان وأغلبية المقاعد في المجالس البلدية وحفنة من الوزارات الخدمية ، وإن ما قدمه من تضحيات جسام ودماء وإرواح وإنتهاك للمقدسات والحرمات والأعراض لا يساويه إلا إسقاط النظام ومحاكمة الديكتاتور حمد ورموز حكمه ورحيل العائلة الخليفية عن البحرين.إن دماؤنا وأعراضنا ومقدساتنا وحرماتنا ليست رخيصة بهذا القدر لكي نضعها فوق طاولات العهر السياسي ، كما أن التسوية أو المخرج لحل الأزمة السياسية في البحرين لا يعني أن نتجاوز محاكمة القتلة ومنتهكي الأعراض والحرمات وعلى رأسهم الديكتاتور المجرم حمد.لذلك فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ومعهم كل فصائل المعارضة السياسية وفي طليعتهم التيار الرسالي وشباب إئتلاف ثورة 14 فبراير يرفضون الجلوس على طاولة يكون في الطرف الآخر فيها قاتل ومنتهك للعرض والحرمات.لذلك فإن مبادرات الحوار التي تطلق بين الفينة والأخرى وبين الحين والآخر وآخرها ما طرحه عبد اللطيف المحمود رئيس تجمع الوحدة الوطنية حول أن هناك مبادرة حوار وطني لتسوية الأزمة السياسية وحلحلة الوضع بعد شهر رمضان المعظم ، ونحن نرى هنا أنه بالإضافة إلى عدم جدية النظام الخليفي في إيجاد تسوية سياسية عادلة ومنصفة ، وإلى عدم ثقة الشعب وقواه السياسية بمبادرات السلطة الفاسدة والمفسدة ، وبل عدم ثقتها في رمز السلطة الديكتاتور حمد ، لا يمكن لدعوات تطلق في الهواء من شخصيات متذبذبة ومتقلبة أن يصغي لها أحد.
إن الأزمة السياسية في البحرين بحاجة إلى حزمة من الإجراءات لكي تعيد الثقة التي تهدمت بين الشعب والسلطة ، يكون من أهم ما بينها محاكمة القتلة والمجرمين وسفاكي الدماء ومنتهكي الأعراض والحرمات لكي لا تتكرر المأساة مرة أخرى ولكي تتم المحافظة على دماء وأعراض الناس من التعدي والإستباحة .لذلك فإن حركة أنصار ثورة 14 فبراير ومعهم فصائل المعارضة الثورية وفي طليعتهم التيار الرسالي وائتلاف شباب الثورة وإنطلاقا من تبنیهم لمطالب الشعب والمطروحة من خلال الشعارات والهتافات التي أطلقتها حناجر الجماهير منذ 14 فبراير وإلى يومنا هذا تحذر من تجاوز الإرادة الشعبية في أي محاولة للإلتفاف على المطالب الأساسية للشعب والمتمثلة في إسقاط هذا النظام ومحاكمة المجرمين وتدعو إلى تأييد حق الشعب في تقرير مصيره وإختيار نظامه السياسي .
حركة أنصار ثورة 14 فبرايرالمنامة - البحرين6 أغسطس 2012مhttp://14febrayer.com/?type=c_art&atid=2160
https://telegram.me/buratha