حسن الهاشمي
بهذا الكلام الصريح فند أحد مشايخ السنة في مصر تخرصات الوهابية التي تساوي بالثناء والرحمة بين المظلوم والظالم، وبين الضحية والمجرم، وبين الإمام الذائب في ذات الله وبين شارب الخمور وقاتل النفس المحترمة، بين الإمام الحسين عليه السلام وبين يزيد المتهتك الموغل في الجريمة والظلم والعدوان، فعندما تأتي بذكرهما تبتدئ باسميهما بسيدنا وتردفهما برضي الله عنهما، ما هذا التناقض؟! كيف تجتمع الفضيلة بالرذيلة؟! كيف يجتمع الحق مع الباطل؟! كيف يرضى الله تعالى على شخصين تقاتلا وتخاصما؟! أليس أحدهما على حق والآخر على باطل؟! هل أنهما بنظر الوهابية كلاهما على حق؟! إذن لماذا تقاتلا؟! أو كلاهما على باطل إذن لا يستحقان الرحمة والرضوان؟! أو أحدهما على حق وهو الإمام الحسين عليه السلام وهو ما أجمع عليه المسلمون ومن ضمنهم الوهابية فإنه يستحق السيادة والرضوان، والآخر وهو يزيد على باطل وهو ما اتفق عليه المسلمون أيضا ما عدى الوهابية فهو لا يستحق الرحمة، بل يستحق اللعنة لأنه تجرأ واقترف أكبر جريمة عرفتها البشرية منذ نشأتها إلى قيام الساعة، ألا وهي قتله ابن بنت الرسول الأعظم وفلذة كبده وريحانته من الدنيا وسيد شباب أهل الجنة. وفي هذا المضمار وفي تصريح قد يؤدي إلى تعرضه لهجوم شديد أبدى السيد محمد علاء الدين ماضى أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية - خلال احتفال مشيخة الطريقة العزمية بمولد الإمام الحسين عليه السلام بمقرها يوم ميلاده الشريف في الثالث من شعبان 1431هـ في مصر - استغرابه "ممن يطلقون على معاوية ويزيد ابنه لقب سيدنا قائلا: متى كانوا أسيادنا؟ فهل قتلة سيدنا الحسين هم أسياد لنا؟!" هذه المغالطة الواضحة وهذا التبني المستهجن يدل وبشكل قاطع إن العهد الأموي الذي كان يمتدح معاوية ويزيد ويصفهما زورا وبهتانا بإمارة المؤمنين مازال موجودا بين ظهرانينا إلى وقتنا هذا ويجب أن تفيق الأمة من غفوتها، وعدم الانخداع بخزعبلات وعاظ السلاطين وخدمة الإستعمار من مذاهب منحرفة هدفها بث الفرقة بين المسلمين وخلط الأوراق لتمكن العدو من تنفيذ مخططاته في السيطرة والإخضاع، وأولئك الثلة الفاسدة لا يحصلون من وراء زيفهم وانحرافهم إلا الفتات من حطام الدنيا وسيؤول أمرهم إلى شتات، وذكرهم إلى وبال.ولكي لا تستطيع تلك الأجندة الخبيثة وأدوات الشيطان من تنفيذ مآربها ومكائدها أكد أبو العزائم، "إن الأمة الإسلامية مغيبة عن حاضرها وأصبحت الآن في حالة من الفرقة التي تحتاج إلى تكاتف الجميع لكي تعود إلى مجدها"، وأضاف "إن ما حدث في معركة كربلاء يدل على أن الأمة غابت عن منهج رسول الله وكان يجب بعد مقتل سبط الرسول سيدنا الحسين عليه السلام، أن تقوم الأمة وتنتفض، ولكن للأسف بدل أن تقوم وتنتفض نامت في سبات عميق لم تفق منه حتى وقتنا الحالي".وليعلم جميع المسلمين إن الذي يمجد بشخص تآلفت التواريخ على انحرافه وظلمه وفسقه ومجونه كمثل يزيد، إنما يهدف من وراء ذلك ومن جملة ما يهدف إنه ومن سايره سائر على نهجه في الفسق والفجور، ويحاول جاهدا لتعريف الأمة بقادة منحرفين ويضرب بذلك عصفورين بحجر: * تبرير عمل السلاطين المنحرفين على طول الزمان، حيث أنهم امتداد لذلك الانحراف بذريعة إنهم ولاة الأمر يجب طاعتهم برا كانوا أم فجارا. * انصياع الأمة لأوامر الفاسقين والحذو حذوهم بالانحراف عن القيم والأحكام الإلهية والنبل والكرامة وكل ما من شأنه أن يقوم سلوك الفرد والمجتمع نحو التكامل والعدل والمساواة، وهكذا يتم التلاعب بإيمان الناس بما يخدم نزوة وشهوة الحكام الظلمة ومن يقف وراءهم.وبهذه الأهداف الخبيثة وبعناوين منمقة ومزيفة من قبيل التوحيد ونبذ الشرك فإنه لا يبقى من الدين إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، والهدف واضح هو محو الفضائل لدى المسلمين وتنمية الرذائل في أوساطهم، وهذا ما تصدى له الرسول والأئمة من بعده من خلال معارضتهم الحكم الأموي والعباسي، وكذلك مواجهة علماء أهل البيت عليهم السلام سلاطين الجور والفساد في زمن الغيبة إلى يومنا هذا.وعلى هذا الأساس فإن أبا العزائم كان صائبا عندما قال: "إنه يتذكر جيداً ما دار بين الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق، والرئيس معمر القذافي عام 2005 عند لقائهما, وقوله إن السبب في فرقة الأمة هم بنو أمية ثم الاستعمار" وأشار أبو العزائم إلى "إن الأمة الإسلامية يجب أن تعلم أن الحل لكي تعود إلى عزها ومجدها هو الرجوع لأئمة أهل البيت". والحقيقة التي لا مناص منها إن أهل البيت عليهم السلام هم الذين يمثلون الإسلام المحمدي الأصيل، والرسول الأعظم عندما أوصى بالثقلين كتاب الله وعترته الطاهرة إنما بيّن أنهم عليهم السلام عدل القرآن وترجمان ومؤولي آياته، ومن يأخذ منهما فقد فاز ومن يتخلف عنهما فقد خاب، هذا هو الدين الحق ولا يستطيع أحد تفسيره إلا من خوطب به وهم الرسول وعترته الطاهرة والعلماء المراجع في زمن الغيبة، فأتباع أهل البيت ينهلون من تلك المدرسة المعطاءة ويضعون النقاط على الحروف من خلال اعتقادهم إن الميزان في قبول الأعمال هو أمير المؤمنين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، كما وصفهم الرسول في كتب الفريقين بأنها الفرقة الناجية.
https://telegram.me/buratha