المقالات

بين قاسم عطا وقاسم حميد

887 18:16:00 2010-07-26

عبد الجليل مهنا

بينما كنت استعد ليومي المهني استيقظت على صوت عصف هائل لأنفجار دوى في العاصمة بغداد .. خلته في بادئ الأمر انفجارا" وقع قرب المبنى الذي اسكنه وحين خرجت من المنزل صادفني ضابط كبير في الشرطة العراقية حيث سبقني في الاجابة على السؤال الذي كان يدور في خلدي قائلا" .. انها سيارة مفخخة استهدفت مبنى قناة العربية الفضائية في بغداد !.

فورا" ودون سابق انذار أو تحليل استدركت صديقنا ضابط الشرطة الكبير بالقول انها مفخخة القاعدة حيث لم تجد هذه الخلية الإرهابية الدموية هدفا" مميزا" لها في الرياض أو نجد أو حائل بسبب الإجراءات الأمنية السعودية المشددة فضربت العربية بأعتبارها الهدف السعودي في بغداد !. وسؤالي الذي اطرحه على اللواء قاسم عطا ولا اود طرحه على لواء العربية العراقي قاسم حميد .. لماذا توهمنا قيادة عمليات بغداد وناطقها الرسمي الميداني ان بغداد بخير وان المناطق الستراتيجية في العاصمة محمية من قبل قوات الشرطة والجيش ولن تستطيع القاعدة ولا المجموعات الإرهابية الأخرى الاقتراب منها فضلا" عن الاستعدادات الأمنية المكثفة التي وضعتها قيادة عمليات بغداد لحماية زائري ذكرى الخامس عشر من شعبان .. لماذا تسبقنا القاعدة بتنفيذ كامل اهدافها الميدانية وبدقة عالية ونقدم الشهداء تلو الشهداء فيما نحن نتحرك على الميدان بخطط باتت مستهلكة وتعرفها القاعدة بعد كل عملية ؟.هل بات قاسم حميد أكثر دقة في ايراد المعلومة الأمنية من قاسم عطا وهل باتت العربية التي استهدفها انفجار القاعدة ــ حيث عزت الأهداف الأمنية في الرياض وبقية المدن السعودية ــ أكثر متانة وموضوعية في تسجيل اللحظة من قيادة عمليات بغداد وغرف العمليات الأمنية الأخرى التي يتحدث الكثيرون عن مهارتها وقدرتها على التقاط المعلومة الأمنية والبناء عليها في قراءة المشهد الأمني اليومي في العاصمة بغداد وبقية المدن العراقية التي بدأت القاعدة تزحف عليها رويدا" رويدا" فضلا" عن عودة القاعدة بكثافة عددية ومعنوية في الخالدية وعامرية الفلوجة بشـكل كامل؟.

لعل المشكلة الأمنية التي يعاني منها العراقيون اكبر من خطاب اللواء قاسم عطا لأنها تكمن في الحقيقة بخلفيات الأزمة السياسية في البلد والتراخي بقرار تشكيل حكومة الشراكة الوطنية وغياب الرقابة البرلمانية بسبب العطل الكامل الذي يعانيه مجلس النواب والشلل الحاصل في الحياة السياسية بسبب عدم قدرة القوى السياسية الفائزة في الانتخابات البرلمانية بتتويج حواراتها الماراثونية بأنتخاب رئيس وزراء عراقي .. ان هذه الأزمة هي سبب هذه المفخخة وستنفجر مفخخات أخرى في شارعنا البغدادي وستليها مفخخات أخرى قادمة في الطريق لعجزنا وعدم قدرتنا على الاستجابة لقرار الشعب العراقي الذي أكد في 7/3/2010 رأيه بمن يمثله في السلطة التشريعية . مشكلة السيد قاسم عطا انه حاضر دائما" في مكان الحدث وتلك ايجابية كبيرة لكنه يبتعد عن استشراف طبيعة وابعاد العملية الإرهابية ولا يعطيها الدقة الميدانية المفترض اعطائها من متحدث عسكري رسمي إذ ان مانسمعه منه في إطار مجمل العمليات التي تقوم بها القاعدة خلاف مايتم تأكيده في الفضائيات العربية والأجنبية العاملة في بغداد .. لقد قيل ان سيارة حمل هي التي اخترقت حاجز شبكة كورك للاتصالات الهاتفية وقد قام الانتحاري بتفجير نفسه في مكان الحادث فيما الحقيقة التي وردت على لسان قاسم حميد ان الإرهابيين الذين استهدفوا مكتب العربية الكائن في شارع الزيتون جاءوا بسيارتهم الحمل وقد تنكروا بهيئة موظفي هذه الشبكة ودخلوا إلى المكان بحجة التنظيف ثم خرجوا منه لكي يطمئنوا الحاجز العسكري الذي مروا منه دون ان يحملوا كميات الامونيا التي حملوها معهم وعبئوا سيارة الحمل ثانية ودخلوا بها مرة أخرى حيث مرت السيارة دون ان ينبري احد بوضع الجنرال سونار (ID) على السيارة بتفتيشها قبل مرورها !.

الضابط المسؤول هو الذي يورد المعلومة الامنية والخروق الأمني كما هو دون ان يحذف منه شيئا" أو ينتقص من ابعاد العملية الإرهابية لحاجة في نفس الأجهزة الأمنية وهو امر معروف في كل الدول التي تتعرض مؤسساتها وشارعها لعمليات اعتراض إرهابية كبيرة إذ تحاول هذه الدول التقليل من شأن العملية والاستخفاف بالفاعل لأهداف زرع الثقة الكبيرة بين المواطن والدولة والقول ان الدولة قوية ومسيطرة وقادرة على ضرب المجموعات الإرهابية والوصول إلى أوكار الجريمة بسرعة البرق وفات السيد قاسم عطا ان زمن عمليات البرق التي قادتها الداخلية قبل أكثر من اربع سنوات هو الزمن الذهبي للدولة وان الزمن الحالي هو زمن القاعدة الذهبي أيها الجنرال . من المؤسف ان يأخذ العراقيون المعلومة من قاسم حميد وهم يستمعون للعربية ويشاهدونها ولا يأخذونها من قاسم عطا أو أنهم على اقل التقادير يستمعون لمعلومات مراسل العربية بشغف الذي يريد معرفة مايجري في العاصمة لكنهم يستمعون ببلادة وبقلة اناة واستياء واضح لضابط عمليات بغداد الذي تضيع بين فواصل حديثه الدقة التي لابد منها لزيادة الاطمئنان وتوكيد الحقائق والثقة بالدولة .. وتلك كارثة لا نتمنى ان تصل الينا حيث يفقد المواطن ثقته بضابط الدولة ويعزز رصيد هذه الثقة بمراسل فضائية دولة أخرى مثلما لايريد المواطن العراقي ان يصل إلى نقطة الصفر في استدراك المعلومات التي يريد الوصول إليها ويعجز عن التوصل إلى خيوط عملية ما من عمليات القاعدة المجرمة ولا اود رؤية ذات المشهد العراقي صبيحة 9/4/2003 حيث الصحاف يقف أمام فندق بابل وهو يقول بأن العدو يتهاوى على مقتربات العاصمة فيما العاصمة تسقط بدبابتين امريكيتين فهل نفاجئ ذات يوم بسقوط العاصمة بسيارة حمل ؟!.

سيدي الجنرال من السهل ان تتحدث طويلا" عن الأمن المستتب والاستقرار المتماسك لكن من الصعب تأكيد ذلك على الأرض ومن السهل ان تتحدث برؤية الضابط المجيد عن عملية اليوم لكن الناس قد لا تصدق بالضرورة مايقوله قاسم عطا فتلجأ من اجل التصديق لمراسل العربية قاسم حميد واخشى ــ وأقولها بصدق ـ من محاولة الحاقك بمحمد سعيد الصحاف حين كان يبشر الناس بقرب النصر بانهيار العدو على تلال مقتربات العاصمة وتلك الخشية لها مايبررها اليوم وما يعزز مصداقها في الأيام القادمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
جحا
2010-07-27
ابو محمد من الصين:لا عاب حلكك..والله كفيت ووفيت.
ابو محمد
2010-07-27
كاتب المقال المحترم اسف للتعليق لكني ارى ان قاسم عطا وظيفته ناطق اعلامي يعني صحفي يعني انت والشرقيه عليه؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك