المقالات

فن صناعة المعارضة /

715 08:17:00 2010-07-26

حافظ آل بشارة

اعتاد بعض الساسة على سياقات خاطئة في التفكير والعمل وان لم يقرروا تغييرها فعلى العراق ودولته السلام ، احد تلك السياقات اعتقادهم بأن وجودك داخل البرلمان يعني بالضرورة مشاركتك في تشكيل الحكومة ، وهو تصور خاطئ وربط ليس له مبرر ، واغلب الظن ان هذا الربط ناتج عن موروث ثقافي يعد السلطة التنفيذية السلطة الحقة التي تذبح وتسلخ وبقية السلطات كالبرلمان والقضاء (حديدة عن الطنطل) ! ولعل هذا الموروث مرتبط بتاريخ بلد حكمته غالبا سلطة تنفيذية بلا برلمان ولا قضاء لذا يقولون ان السلطة التنفيذية بيدها الجيش والقاصة ، أي العصا والجزرة ! يفترض ان تنقلب هذه الثقافة عل البطانة ، فتكون السلطة التشريعية ام السلطات ، يقال ان النظام الحالي في العراق نظام برلماني لكن أحدا لا يصدق بسبب ارتباط اللاوعي الجمعي بشكل السلطة القديم ، لذا هناك اقبال حزبي على الاشتراك في الحكومة واعراض عن قبول الدور التشريعي لوحده أو القضائي ، يفترض ان يفكر الجميع باغناء تجربة العمل البرلماني المستحدث في البلد و يتضمن التشريع والرقابة ، أي مراقبة وتقييم ومحاسبة السلطات الاخرى ، وبسبب الدور الرقابي يعتبر البرلمان الحقل الذي تنمو فيه تقاليد المعارضة السياسية السلمية ، وفي موازاة الانشغال بشؤون الحكومة لا بأس ان نجد مستقبلا في اوساط النخب والأحزاب من يهتم بتأسيس المعارضة البرلمانية واغناءها من خلال تنشيط وتوظيف مبدأ الرقابة والتقييم ، هذه العملية الحضارية تقود ايضا الى تقنين التنافس الشريف بين القوى الوطنية فمن يريد الوصول الى تشكيل الحكومة بأسلوب دستوري نزيه وهادئ ومهني عليه ان بستثمر وجوده في البرلمان ويمارس النقد والتقييم لمنافسيه الذين يديرون الحكومة ، فاذا أجاد اللعبة قد يزيحهم في الدورة المقبلة وهذا هو جوهر التداول السلمي للسلطة ، المعارضة البرلمانية لها فضائل كثيرة : فوجودها يحفز السلطات الاخرى على اداء واجباتها بكفاءة عالية لشعورها بوجود رقيب متربص ، فالمراقبة الدقيقة والموثقة يباركها الدستور وهي ضمانة لمواجهة الفساد والفشل ومحاكمة من يقفون وراءه ، وعندما يتحول مجلس النواب الى عرين للمعارضة فسوف يكتسب هيبة واحتراما لكونه ليس مجرد ديكور مزيف لتزيين نظام فردي ، وفوق ذلك المعارضة هي حارسة النظام اذ تمنع انحراف مؤسسات الحكم عن الثوابت الفكرية والدستورية المقررة ، كما انها أسلوب سلمي ناعم في ممارسة المعارضة للحكومة القائمة وحتى معارضة لنظام الحكم واسسه الاديولوجية وهي ضمانة لابقاء حركة الرفض العامة في البلد بعيدة عن العنف والقتال واستقطابها في دائرة الاعتراض السلمي المنظم الذي يكفله الدستور بحيث يجد المعارضون أن بوسعهم تغيير نظام الحكم من خلال هذا النهج بلا عنف وقد كفى الله المؤمنين القتال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مراقب بدقة12
2010-07-26
اذا احسن فن المعارضة حاليا فانه افضل من الحكم واذا استفيد من تجارب فن المعارضة سيكون المعارض مهياء للقيادة افضل من ناحية الاصوات التي يحصل عليها لان الشعب يحب الذي ينعى حاله اكثر من الذي يخدمه؟؟؟ ولكن ليس كل الشعب والحكومة بحاجة الى معارضة تؤدبها اذا مالت بشرط ان تكون معارضة قوية وتستغل فترة المعارضة لجمع المعلومات عن تلك الدولة الحاكمة حتى يحسب لها الف حساب وتقل الاخطاء بشرط ان تكون المعارضة شريفة وبناءة وبدون هذين الشرطين لا يتم البناء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك