سعد البصري
ربما إن من أطلق مصطلح اللعبة السياسية كان عنده غاية معينة على اعتبار أن السياسة في واقع الأمر تمثل لعبة كباقي الألعاب لان الأطراف الداخلة ضمن هذه اللعبة تحاول جميعها أن تخرج بنتائج لصالحها . وهذه اللعبة تقسم إلى قسمين : فمرة تكون اللعبة السياسية لمصلحة معينة كمصلحة حزب أو تكتل أو منطقة أو مصلحة شخصية , وهذا من حق أي سياسي فلابد للجميع أن ينشد مصلحته التي تؤهله أن يكون دائما داخل اللعبة وهذا النوع أيضا يقسم إلى قسمين الأول : تكون اللعبة السياسية فيه شخصية أو حزبية ذات غاية مقبولة ومعقولة وذلك لاعتبار إن من يبغي البقاء داخل لعبة العملية السياسية لأجل ضرورات المصلحة الوطنية فحينها تكون الحاجة إلى مثل هؤلاء حاجة ماسة وحتمية ، ومرة أخرى يكون العكس فهناك من يبحث عن مصلحته الحزبية والشخصية في سبيل الوصول إلى مآرب خاصة وهذا لا يهمه أي شيء سوى أن يكون أول المستفيدين وأخر المتضررين ، وهذا النوع بالطبع لابد من إخراجه من اللعبة السياسية باعتباره يمثل شائبة قد تؤثر على مسيرة العملية السياسية في البلاد . على العموم نرجع إلى القسم الثاني من اللعبة السياسية ، قلنا إن القسم الأول يهتم بالمصلحة الحزبية والشخصية ، وأما القسم الثاني فهو مهتم بالدرجة الأساس بالمصلحة الوطنية والتي هي أساس وغاية كل من يريد أن يرتقي بشعبه ووطنه إلى أحسن المستويات وهذا تراه أول المضحين وأخر المستفيدين . يرى إن من يتنازل لمصلحة وطنه العليا هو بعينه النجاح الأكبر ويرى إن إشراك الجميع في صنع القرار هو من حق الجميع ولابد للجميع إذا أرادوا أن يبحثوا عن المصلحة الوطنية التي هي بالتالي مصلحة الجميع ومن خلالها يمكن تحقيق أي مصلحة أخرى ، وهذا بالطبع لا يأتي من التمسك والتعنت بالآراء بل بالعكس فأن اللعبة السياسية الحقيقية في العراق اليوم تدعوا إلى تنازل الجميع للوصول إلى فائدة الجميع .
https://telegram.me/buratha