في البدء اتقدم بالشكر الجزيل الى المعلقين على المقالة السابقة واخص بالذكر الاخوين جعفري وصباح الساعدي فمداخلاتهم تدفع الى التشعب والتوغل في مواضيع كثيرة ولقد اخترت موضوع الاستفاقة استلهاما من رد الاخ من الكاظمية المقدسة والذي اعتبره قاسيا في حين اجده قسوة ايجابية او كالصدمة الكهربائية التي تعطى لمن على وشك ان يقف قلبه .( عسى ان يستفيق !!) .
للمقالة اصول وقواعد فنية تجاوزت عنها لاسباب اولها انني لست امتهن الكتابة والثانية انني اجد ان اغلب المقالات اصبحت لا تستهويني فهي عرض للنظريات والمبادىء لعقول كاتبيها من منظور واحد بحيث اجد نفسي قد مللت عند السطر الرابع او الخامس وياليتها قد حافظت على هذا الطابع وانما هبط المستوى الى التسقيط المبتذل وغيرها من الامور لهذا التجائت لطرح الافكار المتناقضة احيانا ونقاط التشكيك في ذاتي وذوات الاخرين وصدقا يا اخ صباح لم اطرح فكرة قط مالم تكن قد اتفق عليها عشرات فاهم بعرضها حتى اكتشف ان كانت خطا فنسرع الى علاجها وان لا تكبر في ذواتنا والله يشهد واعتقد هذا نوع من الاستفاقة .
قبل فترة سقطت في بئر الياس والتراجع اللامرئي بمعنى استمرار في العمل والنجاح به وتواصل مع الناس لكن في داخلي مكنون من الخوف وتانيب الضمير والحيرة ولهذا صمت لفترة غير انني مللت الوحدة وصرت الان اصرخ وفي كل يوم اجد دلولا بقربي لكني لا اتمسك به لاصعد فانا انتظر من يدلو بدلو اقتنع به وقد جاء هذا الدلو من قبل صديقات مؤمنات وبدئت في الاستفاقة من ظلام البئر ومن المعلوم اول الاستفافة ترنح فاعذروا سطوري ان ترنحت في ارض حلمكم وبالمناسبة ما كنت لاقحمكم بالامر لو كان خاصا بي غير ان ما دفعني هو ان ذاك البئر كان ملئ بالناس !!.
والان الى المشكلة وهي مشكلة المثقف بالعراق واحدد المستشرع منهم والتطرق لهذا الموضوع ليس من باب النرجسية والافضلية وانما من باب كونهم الضحية فلمثقف هو اكثر الناس ضررا بالعراق ولماذا ؟ لانه ببساطة اشبه بالهمبركر داخل الساندويج بحيث يكون هو حلقة الوصل بين الطبقة السفلى وهي المواطن البسيط والعليا وهم الساسة وهذا التقسيم ليس من باب التفاضل وانما التكامل ليكمل الهرم فالجنة والنار درجات واهل الارض درجات قال تعالى (يرفع الله الذين امنوا والذين اوتوا العلم درجات ) .
الان المثقف المؤمن من اولوياته تحقيق توافق مابين الطبقتين فيتعامل مع الاولى على نحو يكون فيه هو القدوة بالتمسك بالمبادىء وتبسيط الافكار وترجمتها لهم بمفرداتهم وهذا فن رفيع صاحبه مسدد من الله والرائع في الامر ان اغلب التدريسيين هم مثقفين وتمنيت ان كل مثقف مؤمن و لااقصد الايمان هنا من باب التدين وانما من باب ان المؤمن مدرك انه لن يكون مؤمنا الا ان امر بالمعروف ونهى عن منكر واحيانا ليس شرطا ان يكون المؤمن مسلما طبعا في حال ان يتم تعريف المؤمن على انه امر بمعروف وناهي عن المنكر لكن للمؤمن شروط اخرى وشاهد الحديث ان هناك امور متعارف على انها منكرات وتتفق عليها جميع الاديان كالكذب والسرقة وغيرها فحتى لو كان المثقف غير مستشرع فانه يخدم المجتمع في موارد ولو كان مستشرعا فخير على خير ونرجع للتدريسي الذي يجابه الجيل الجديد وكم له دور في امتصاص غضبهم وتصحيح مسارات فكرهم ان انحرفت والعياذ بالله و انه مصدر للامل فان كانت روحه راضيه ومشرقة اشرق الجيل باكمله .
وفي العراق وان كانت هذه الطبقة اقصد المواطن ليست مرنة غير انها ليست صلدة ومن واقع تجربة اعيشها اشعر بان الفرد العراقي يصعب علية التغير كثيرا خاصة ان جاء من غريب كصديق او اخ خصوصا وقد تم تشخيص التغير من الجذور وهنا استشهد بمقالات السيد نزار حيدر والذي بات يطلب ان يصالح المسلم اخاه وان يفتح كتاب الله كل يوم صفحة ويتامله واقعا هذه اساسيات كنا نتمنى ان يكون شعبنا قد تخطى هذه المرحلة ولكن لاجدوى من الكذب على الذات فتشخيص الرجل صحيح وكذا الاخ الياسري الذي طالب كل من له غيرة ان يزرع نبتة والكلمة ليست قليل بان يشير الى الغيرة غير انني لا الومه فهو اصاب كبد الحقيقة . هنا دور المعلم الذي يدخل الى كل بيت من خلال الابناء الذين يستطيعون ان يغيروا النظام ببطىء وتروي وبأساليب مختلفة باختلاف العوائل وهنا نطرق باب مشكلة كم عدد الافراد الذين يشعرون بالمسؤولية وكم عدد الاخطار المحدقة بهم و لا اريد ان اتكلم بمبدأ الاعداد التي ربما توصلنا الى الياس التام لكن النظرة الالهية تختلف ففي سورة الانفال يقول الباري ان مئة يمكن ان تغلب الف وعشرون يغلبوا مئتين ولو دققت لرايت ان النسبة الربانية هي واحد الى عشرة ومن ثم تاتي الاية التي تخبرنا عن ضعف المسلمين فتختلف النسب الالهية فتكون واحد مقابل اثنان وعلى العموم المقصود ان صاحب المضمون تكون فرصه مضاعفة .
وكنتيجة التعامل مع المواطن صعب لكنه ليس بمستحيل وهناك العديد من الاخيار تصدوا للامر منذ البداية وما زالوا ولنستعرض اسباب بطىء النتائج
1- قلة من يشعرون بالمسؤولية من المثقفين فبعضهم اناني يعيش لنفسه وانا ارى في هذا النوع ايضا فائدة لان طريقة حياته تكون مميزة فيكون قدوة رغما عنه .
2- قلة المثقفين انفسهم فبئرنا بمخرجين ام الطمر او الهروب والمثقف احساسة مرهف يأبى الذلة .
3- الارهاب والبعث والتصفيات بحاجة الى مقالات وهذا هو اخطر سبب فما ان يشم البعثي رائحة مثقف حتى يلمع مسدسه .
الى هذه النقطة يمكن ان يلومني البعض اين الحيرة والياس والخوف فألتحليل الى هنا منطقي والناس درجات في عقولهم ومن غير الممكن ان نعطي نتائج كاملة في التغير فرسول الله ص لم يصل الى نتائج كاملة فكيف باناس عاديين !! وفي السطور القادمة سيجد الاخ الجعفري جوابا لتسألاته والحق مع الاخوة الذين راؤا بعض المبالغة في طرح المقال السابق فانا الملامة فلقد اخفيت الجزء المؤلم وهو ما سأبحثه الان .
التعامل الاخر مع الساسة فكما قلنا ان المثقف حلقة وصل بين الاثنيين واثناء تعاملنا مع الفئة الشعبية ستجدها تقف بوجهك واول كلمة ( روح شوف الحكومة !!) فكيف تقنع الشعب بالاقتصاد بالكهرباء ل 7 سنوات المفروض نتحمل مدة اقصاها سنتان وكيف تقنعهم بقلة الامن وكيف تقنعهم بتقليل الرواتب ورواتب البرلمانيين ملايين !! هنا سوف يعتب عليك المواطن ويتهمك بعدم الانصاف ولقد بدائنا اول السنيين برمي كل شي على كاهل المواطن ليس تعسفا وانما لنعطي فرصة لحكومة ناشئة والحقيقة استحلت الحكومة الامرفكسلت وتراجعت واستعلت واستكبرت اخيرا . وهنا طبعا المثقف بحاجة الى اجوبة من الحكومة والمصيبة والطامة اننا كنا ندافع عن الشخصيات بقوة لانها اولا مؤمنة وضد نظام صدام ومثقفة فماذا نريد فمن يمتلك حكومة بهذه الصفات يجب ان يفخر وطبعا اتكلم عن الاغلبية لاننا من البداية لدينا جوق من البائسين اشبههم بالقماش الذي يسير خلف العروس فهو زائد غير انه تكميلي !! .
وطبعا من باب المعرفة فلقد قام البعض برحلة استكشافية عن الساسة وهنا دب اليأس وهزمت العزيمة فالثغرات واضحة في شخوصهم رغم كل هذه المواصفات والنزاعات بينهم يندى لها الجبين وعلى اشياء تكاد ان تكون هامشية وظهرت على السطح فقاعات الخلافات في الماضي ما بعد الخروج من العراق وكثرت الروايات والاحاديث و الدلائل على حقيقة المصيبة الجديدة التي افاق عليها العراق وهنا بدأت مصيبة المثقف الذي خنق نفسه بعلمه فعلمه اوصله الى النتيجة قبل البسطاء فماذا يعمل ؟ !!!
1- يستمر برمي اللوم على الموظف الفاسد المرتشي او الانسان العديم المسؤولية او او... قائلا لهم انكم تخرقون السفينة وبعد مدة سنغرق وكيف نقول لهم هذا ولقد ادركنا ان قادة السفينة سيصدمونها بجبال جليد عنادهم ان لم اقل خيانتهم فترى المثقف راكضا في السفينة فغرفة القيادة محرمة ومسك الثقب ليس حلا لهذا تجد كثيرين فضلوا قوارب النجاة والتي حتى لو انجتك ستنجي جسدك اما قلبك وروحك ستغرق مع الباقين
2- كشف المستور هل يكشف المثقف كل ما يعرف عن حقيقة هؤلاء ؟ هل هذا هو الصواب ؟ صحيح هناك دلائل على البعض لكن هناك روايات متناقضة عن الاخرين فهل من المجدي ان نجلسهم ونقول لهم ( بالله سولفولنة شسويتوا ب 30 سنة ) سنضيع الوقت بالحالتين فأما ان نرى كفة تغلب الاخرى او سيبقون في جدال ابد الابدين وهنا سنعطي فرصة للارهاب ان يسرح ويمرح . والمصيبة الاكبر ان المواطن العادي سيتفاجى ولن يثق بكل الكلام ان كانت جملة خاطئة فلمثقف يمكن ان يعقل ان الثغرات ممكن ان تصلح اما المواطن العادي يصنف الساسي اما صالح او طالح .
3- الصمت في هذه الحالة صعب جدا فهو يشعرك تارة انك منافق لانك تضغط على طرف وتسكت عن الاخر واما يشعرك انك شيطان اخرس وبعض الاحيان يشعرك بانك ملاك لكن لم تحطم قلوب من مازالوا يحلمون!!! ناهيك بان هناك امريكان وصهيونية واعراب ودول تريد ان تنقض فان فضحناهم لن تعطينا امريكا فرصة الاختيار مرة ثانية وان اعطتنا فمن اين ناتي بقائد ضرورة ان كان المؤمن المجاهد لن ينجح فهل نامل بعراقي عاش في زمن الطاغية ان ينجح باخذ اعتبار التغيير الحاصل في نفوس العراقيين .
وهنا مربط الفرس في حيرتي وقلقي ليس مسألة رجوع الى وظيفة او راتب مغري او الى العاصمة , بل هي لوعة الحقيقة كيف تتعامل؟؟ كنت امنع العامل من اخذ شيء من اغراض الدائرة الى بيته من باب الاعارة واستشهد بقول رسول الله ومن ثم يأتي المدير وياخذ ما يريد ولا استطيع ان اتنفس فهو ياخذه بحذاقة المتعلم وبامر ادراي من فاسد اعلى منه وهنا اشعر بأني لم اقوى الا على الفقير والفقير هذا لا استجرىء حتى ان اطلب منه ان يعمل بعد هكذا مواقف . العاصمة يعني الوزارات والوزرات عصابات وقتلة تصفي من لديه ولو خصلة طيبة والراتب المغري وسيلة لاسكات الناس عما يجري والوظيفة بطالة مقنعة لحفظ ماء وجه الدولة هذه هي الحقيقة هذا ما استفقت عليه .
وهنا يا اخي صباح اقول لك ان الزيارات المليونية للكاظمية هي اقرار بحب اهل البيت ولكن رسول الله يقول الاسلام اقرار والايمان اقرار وعمل صدقني يا اخي هذه الزيارة فخر ورفعة راس ( ووجهي مداس لكل زائر عارف بحق محمد وال محمد ) مقر وعامل ولكن لو كانت هذه الملايين عاملة لما وصلنا الى هذه النقطة فاتحين ثغورنا الى جهاز التلفاز نراقب علاوي يلتقي بالمالكي ربع ساعة ويذهب لسوريا ليرى السيد مقتدى فليس لنا بلد لنتواعد في الخارج والسيد عمار يوعدنا وذاك يصبرنا والنتيجة هرج ومرج .
بحاجة الى موجه واب حنون بحاجة لقائد او رجل دين يطل على التلفاز ويتكلم بالعامية ولساعات ليشرح المخاطر وددت لو ان هناك من التفت الى كلام السيد حسن نصر الله قبل ايام ولا اقصد المغزى ولكن طريقة كلامه البسيطة مع الشعب وكذا قبيل سنة مضت كيف بكى السيد الخامنئي عندما حدثت فوضى بعد الانتخابات بهذه الدموع اوقف الكثير من التصادمات التي تهز كيان الدول بحاجة لمثل هؤلاء لنستفيق ويستفيقوا على حقيقة ان الحياة فانية والدار الاخرة ابقى .
شكرا لله ولاحول ولا قوة الا بالله ولن نستطيع ان ننعزل او ان نترك واجبنا لننا طامعون بالرحمة الالهية طامعون ليس بالجنان والانهار والهروب من الحرق بالنار فقط طامعون برؤية اهل البيت عليهم السلام لنقول لهم جزاكم الله خيرا على صبركم .
اختكم وخادمتكم
https://telegram.me/buratha