المقالات

من هو المسؤول ...من يسأل عن المليارات ام من يهدرها ؟

773 19:44:00 2010-07-24

زهراء الحسيني

ما يثير الدهشة والغرابة في الواقع العراقي الجديد هو انقلاب الموازين والمعايير فاصبح الذي يتساءل عن مليارات العراق متهماً بزعزعة الاستقرار والامن الوطني العراقي ومتهماً بالتشهير بنزاهة الحكومة ووزرائها بينما اولئك الذي بددوا هذه المليارات هم من المظلومين المفترى عليهم.تلك مقاييس مغلوطة ومقلوبة قضية الموازنة التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات ليس من اسرار امننا القومي وكشفها ليس جريمة يحاسب عليها الكاشفون وليس من الصحيح ان يصاب بعض المتصدين بالهستيريا والغضب بمجرد كشفنا عن هذه المليارات من الموازنة اين ذهبت وكيف انفقت وماهي المشاريع الاستثمارية او الموازنة التشغيلية او الخطط العمرانية؟المفارقة في العراق الجديد ان من يطالب بالكشف عن الاموال العراقية الهائلة يتهم بالسعي لاضعاف الحكومة بينما السارقون والمفسدون والمبذرون للثروة العراقية بعيدون عن المسائلة والاستجواب.اصبح من يطالب بالكشف عن الاموال العراقية والشفافية في التعاطي مع ملفات المليارات في قفص الاتهام بينما اولئك المبذرون والمبددون للثروة العراقية في منأى عن المحاسبة والمراقبة بل لا يمكن ازعاجهم حتى بمجرد السؤال عن هذه الاموال وموارد انفاقها.المعروف في الدولة المتحضرة ذات النظم الديمقراطية المتميزة بالشفافية والوضوح تنشر كل موازنات وزاراتها عن طريق شبكة الانترنيت العالمية لتطلع عليها شعوبهم وقد يستثنى من ذلك الموزانة المتعلقة للوزارات الامنية كوزارة الدفاع ومخصصات التسليح او البرامج النووية ذات المنحى السري الذي يؤدي كشفها الى هتك معلومات تضر بامن الدولة.نحن في العراق الجديد الذي اصبح كل شىء فيها واضحاً هناك من يريد التعتيم على كل شىء حتى الوزارات الخدمية كوزارة الكهرباء والبلديات لا يمكن ان تكشف انفاقاتها ومشاريعها بحجة ان ذلك من الاسرار الحكومية التي لا يمكن اذاعتها او نشرها.المال العام او المال العراقي ليس ملكاً شخصياً حتى يمكن السكوت عليه وليس موضوعاً لا يمس هموم واهتمامات المواطن حتى يمكن تغافله وليس هي امراً لا يشكل محل جدل في الواقع العراقي حتى يمكن تجاهله كما انها ليست هبات ومكافئات حتى يمكن كتمانها.الموازنة من القضايا التي لا يمكن كتمانها او التستر عليها لانها واضحة للعيان ومنشورة في الوقائع العراقية ووزارة المالية هي المعنية بالاعلان عن الرقم الحقيقي لهذه الموازنة.وضمن قاعدة " رب عذر اقبح من فعل" قام بعض وزراء الحكومة بالرد على ما قيل ويقال عن الموازنة الهائلة العراقية بقولهم بانها لم تنفق كلها للمشاريع وهذا يضعهم في مسائلة اخرى وهي لماذا لم تنفق ضمن برامج ومشاريع عمرانية وخدمية وهذا ايضا تقصير اخر يضاف الى اخفاقات الحكومة العراقية فعدم الانفاق ضمن ما خصص للمشاريع يستبطن فساداً ادارياً اخر.الموازنة العراقية هي الاكبر في المنطقة والعراق هو الاقل خدمات واعمار في المنطقة ايضاً والمواطن العراقي لا يكاد يلمس او يتحسس ادنى تأثيرات هذه الموازنة الانفجارية في الواقع فلا كهرباء ولا خدمات ولا سكن ولا اعمار ولا استثمار ايضاً فاين ذهبت مليارات العراق؟لو قسنا متوسط الموازنة العراقية مع موازنات دولة شقيقة مجاورة كسوريا التي لا يقل سكانها كثيراً عن السكان في العراق فقد بلغت الموازنة فيها سبع مليارات فقط رغم التطور الخدماتي والكهرباء المستمرة الدائمة والاردن كذلك تبلغ ميزانيتها ست مليارات سنوياً ولكنها ترفل بالتطور والتقدم على كافة المستويات الخدمية والاعمارية بينما تبلغ ميزانية العراق عشرة اضعاف هذه الدول سنوياً دون ان يترتب اثراً واضحاً وملموساً على البنية العراقية التحتية او البشرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن الفرات
2010-07-26
لماذا لا يسال خلف عبد الصمد عن المليارات التي "....." وذوي الشهداء لم يحصلوا على شيء يذكر والمؤسسة تغص بالرفاق وذويهم بينما لم يجد ذوي الشهداء فرصة للتعيين بينما تصرف الملايين على الرفاق وايفادهم لغرض تطوير الكوادر "نسال خلف من هذا المنبر الشريف ما هو الوجه القانوني بايفاد المتعاقدين مع المؤسسة وتحرم ذوي الشهداء من هذه الفرص، وهل يجوز ان توفد السيدة....... سكرتيرة عبد حمود اللعين الى لبنان وغيرها وغيرها وتحرم الشريحة امظلومة من هذه الفرصة " اظن وكما سمعك الكثيرون "ذوي الشهداء اسطوانه مشروخه"
صباالعمر
2010-07-24
سيدتي الجواب واضح وصريح ولا يتحمل الخجل فأن هؤلاء الذين يحكمون العراق والذين يريدون أن يحكمو العراق مستقبلأ ليسو مؤهلين لقيادة بلد مثل العراق بل هؤلاء مؤهلين عن كيفية التخطيط للسرقة والهرب مع أعوانهم ومن يدافع عنهم وألأنتهازيين المنتفعين لأن العراق منذ زمن بعيد حفل بكثير من هذه النماذج والذين بأستمرارهم منذ القدم خرب العراق ولا نتأمل يومأ ما أن يأتي شخص أو فئة محروقة القلب فعلأ على العراق وأهله المظلومين والمحرومين هل تقدم أحد من هؤلاء جميعأ وبلا أستثناء بأي برنامج حقيقي مفيد ؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك