وليد المشرفاوي
الرشوة آفة العصر وكل العصور, وهي قديمة ومستجدة في آن واحد, فهي داء خطر ينتشر بسرعة في جسد المجتمع إن توفرت له العناصر البيئية اللازمة للنمو والتكاثر والانشطار ,وما من شك إن الرشوة مرضا اجتماعيا خطيرا يتسبب تفشيه في إفساد حياة الأفراد والمجتمعات واضطراب نظامهم,وبالتالي فان مكافحة الرشوة والقضاء عليها أمر ليس باليسير ما لم تتضافر الجهود من الجميع في إيجاد السبل الكفيلة لوضع الحد القاطع لها وعدم انتشارها ثم الحد منها والقضاء عليها نهائيا,فاغلبنا يتمنى لو ينام ويستيقظ وقد وجد الرشوة قد زالت من على خارطة الثقافة المجتمعية العراقية , الرشوة مرض خطير وداء وبال نخر جسد المجتمع العراقي منذ عهود بعيدة وبقيت الخطوط البيانية لهذه الآفة تتصاعد , وفي الفترة التي تلت سقوط النظام الديكتاتوري وبسبب الفوضى السياسية والإدارية انتعشت الرشوة بشكل كبير وملحوظ برغم إن الحكومات التي تعاقبت على الحكم منذ ذلك الحين تعلن دائما إن في أولويات برامجها محاربة الرشوة وتجنيد لهذا الهدف الكثير من الإمكانات مثل استحداث منصب المفتش العام في الوزارات وتشكيل هيئة النزاهة ومنحها الكثير من الصلاحيات التي تصب في محاربة الرشوة وهذا من المفرح لأننا كمواطنين نتمنى أن تذهب الرشوة إلى غير رجعة ,لكن وللأسف الشديد إن أباطرة الرشوة ومدمني التجاوزات الأخلاقية والإدارية اتخذوا من هذا الهدف ذريعة للإيقاع بالناس الشرفاء الذين تأبى نفوسهم تعاطي الرشوة وذلك في استغلال المناخ العام للقضاء على الرشوة عبر دعاوي كيدية كي يزيحوا من يقف عقبة في طريقهم , وملفات القضاء مملوءة بمثل هذه الدعاوي ومن الطبيعي والمنطقي إننا لا نشكك بنزاهة القضاء العراقي برغم وجود بعض التحفظات , لكن حماستنا قي موضوع محاربة الرشوة قد تأخذنا إلى حيث ننسى أو نتناسى بعض التفاصيل الصغيرة مثل مراجعة ملفات المشتكين ومعرفة دوافعهم لرفع مثل هذه الشكاوى وتشكيل لجان تحقيقيه نزيهة للنظر في مثل هذه القضايا إحقاقا للحق وإنصافا للأبرياء.
https://telegram.me/buratha