الى من يرهقونني بالسؤال
الى من يهتمون بامري اكثر مني
الى المحبين والمبغضين
الى كل من اعرفهم
كفاكم فلقد تعبت .... قسما بالله تعبت
ها انا ذا اصل الى جادة طريق سبق ان وصلته سابقا مصرة على رمي ذاتي وعقلي في واديه العميق لولا ان تلقفتني يد براثا بشكل خاطف لتفتح امامي طريقا جديدا فلقد جعلتني اتعلقت بها لانني لمست لاول مرة في حياتي الصدق في الاعلام لقد نشروا لي ولم يفكروا قط بالسؤال عن اسمي ! لقد وهبوا لي فرصة الكلام والتعبير, كتبت في كل شيء وعن كل شي, كل ما رايته في حياتي وكل فكر أؤمن به او قضية اعتبرها مهمة . شخصت وحققت وبحثت, اخطائت واصبت تعلمت وتطورت ولكني وقبيل مدة بدأت خطواتي تتراجع وكُبلت اناملي لابل وشُل لساني ولم اعد اقوى حتى على التعليق لقد رجعت الى ذات الجادة اللعينة جادة خيبة الامل وقلة القدرة.
اتابع وكاني عجوز مقالات الكتاب ولقد لمحت فيهم ذات الشيء غير ان نسبته اقل من حالتي ولله الحمد فالبعض يميل فترة الى الكتابة عن الماضي او ان يلزم الصمت لبرهة اخرى او يراوح في مكانه وتجد اخي الكبير الياسري كالطير المذبوح وسطهم يرفرف تارة ويختنق تارة اخرى تبكيني كثيرا لوعته وقله حيلته ويفرحني عدم استسلامه . ومن المؤلم انني صرت ارجع الى مقالاتي السابقة لاستلهم من حروفي بعض القوة !! يال هذا الزمن الصعب, وبينما انا اقلب ارشيفي لمحت تعليقات القراء التي من اجلها اكتب فكم احب ان يعلم المعلق انني اكتب فلقد ليعلق هو !! احب سماع ذوات النهى كثيرا فانا افتقدهم بين المحيطين مع بالغ الاسف واليوم هزني الشوق للكتابة ولمواجهة مشكلتي علنا امام نفسي والاخرين فكثيرا ما طرحت في موقعنا هذا اهات فلا ضير في اهة اخرى اثقل بها عليكم فانتم اخوتي .
ولاختصر على من يملكون خلفية عن كتاباتي اتكلم بشي من الايجاز عن طفولتي التي سحقها البعث بأكذوبة ( يا كاع اترابج كافوري ) ومأسي مرت على كثيرين لكن مالا انساه ولن انساه مدرسة بمدير بعثي تستدرجني بالكلام لتعرف اين ابي ؟ الذي ذرع ارض الوطن هروبا من الجيش الشعبي كي لا يقاتل المسلمين . وجارة بعثية تجبر ابي ان يسلبني حجابي في سن التكليف فلا تعقدوا الصغيرة وقسما بالله منذ ذلك اليوم احسست بالغربة.
ثم جاءت مرحلة المتوسطة والاعدادية والجامعة انها مرحلة الحصار الذي اذل الكريم فلم نذل جوعا معاذ الله فالله لا ينسى عبدا لكن ما كان يذلني هو ذلك الاعلان البائس الذي يظهر على شاشة التلفاز ( قدح واحد يكفي ) فالسكر كان غاليا والحكومة تلزمنا بشرب قدح واحد ناهيك عن اعلانات مضار اللحم واكله كنت ابكي عندما يتكرر الاعلام وكان والدي يستغرب الامر لم يكن مهيأ لان يتعامل مع ابنة ترفض الذل بهذا الشكل .
سقوط الصنم جاء وانا على اعتاب التخرج وكم فرحت حينها وتأسفت على اهلي الذين كبروا في زمن البعث احسست ان الدنيا ضحكت اخيرا لي وتعينت (بدون واسطة ) في تلك الدائرة التي اخبرتني باني اول متعينة منذ 30 سنة تتعين بدون سؤال امني !! فكنت سعيدة جدا حتى صحوت من حلمي وسط جو فاسد تفوح فيه رائحة الخيانة والسرقة في كل مكان وابان تلك الفترة كتبت الكثير من المقالات عن ما اشاهد من فساد اداري بصفتي مهندسة كان كل شي يسير بالمقلوب راتب المهندس اقل من العامل في حالات والمهندس وضيع ومرتشي وفاسد ومنحط في حالات اخرى . حاولت جاهدة ان اغير بعض ما رأيت بمساعدة طيبين ممن لا يتخطى عددهم انامل يدي حتى وجدت نفسي ذات يوم متهمة في قضية فساد الله وحده انجاني منها وكتبت عنها سابقا .
بعد هذه القضية التي تزامنت مع سنوات القتل الرهيبة عام 2006 وجدت نفسي امام القرار الحاسم في حياتي والذي كلفني الكثير من الشروحات مع اهلي ليفهموني فمن الصعب ان يتوقعوا ما انا فيه فمسألة الكرامة نسبية لدى العراقيين من الصعب ان يتوقعوا ان شخصا لا يتحمل ما يتحملون وجاء اليوم الذي لم يستطيع احد بعده ان يقف امام اختياري وهو اليوم الذي افقت فيه على صوت امي تتجادل عن باب غرفتي ولاجد الامريكي وقد دخل غرفتي وانا نائمة لاتلقف شرشفا واجعله حجابا لقد فتش اغراضي ومنزلي وبيوت جيراني لان امريكيا قد قتل ساعتها حينها فقط قلت لاهلي لن استطيع ان استمر بالعيش هنا فهنا يبكي على بعضي بعضي .
تركت بغداد في يوم اسود ورمي الرصاص فوق رؤسنا بكيت ودعوت الله ان لا تنتهي حياتي كخبر عاجل ,تركت وظيفتي كمهندسة فشلت في مهمتها فلقد وجدت نفسي امام طوفان يحصرني في زاوية الصمت على الظلم باقل تقدير وان احققت الحق فالثمن حياتي واسرتي ولن يتحقق بل سيرموني بالسوء وليشهروا بي في ارجاء الدنيا والكلام كثير في هذا الجانب.
اليوم انا في مكان اعتبره امنا وبدار بسيطة لا تكافىء ما تركت وبصحبة اهلي وفي وظيفة اهلية معلمة لبراعم صغيرة ومضت على رحيلي من بغداد بضع سنين شعرت ببعض الاستقرار فانا سعيدة بما حصلت عليه فالموت بعلة افضل من الحياة بذلة والحمد لله فالله ناعم علينا بالصحة وراحة الضمير فانا اتنفس الصعداء بما حققته لكن واه من تلك اللاكن كيف اهنىء اليس من العيب ان اشعر بالراحة وانا عراقية!! .
لقد بدء الناس بمضايقتي وبدئت المكالمات الهاتفية تزعجني كثيرا فالكل يتهمني بالجنون على ترك وظيفتي ولقد صار راتبي مليونا !!! وانا ارضى بالفتات . وتعدى الامر الى اكثر من ازعاجات فلقد التف الناس على المقربين مني في محاولة لاقناعهم بعد ان وجدوا صدا مني . والان اجد خلخلة في قناعة المقربين مني وصرت بعينهم ابالغ في امر الكرامة والامن فكل الناس تحت النار والله يحمينا والموت بكل مكان وكافي بهذلة هذه جملهم وان كانت صحيحة غير ان لي مخاوف تتعدى معنى الاستعلاء لا استطيع العودة الى ذات النقطة انها حياتي فاتركوني .
ان جل ما يؤلمني اصرار بعض اقاربي ومعارفي على الرجوع لبغداد وكاني انا من سيحل معضلتها لا اجد معنى لاصرارهم ولا شي اقتنع به ترى هل يدركون كم التنغيص الحاصل في حياتي ام انهم يتعمدون معاذ الله ! لماذا يستكثرون علي ان اشعر بالاهانة هل لانهم اعتادوا عليها ؟ انا لم اتهم احدا ذات يوم بانه عديم الكرامة وكنت دائما ارمي العيب في شخصي بانني لا اتحمل مكان لا اتكلم فيه بحرية وامن ولا اتحمل الفساد وكم صرخت بان اعتبروني مريضة بهذه الاسقام ان كانت امرا شرعيا لكم .
اشهر مريرة مرت علي في هذا المعترك ومع من ليس من المفسدين والارهابيين والطائفيين الذين عرفتهم بل مع اهلي وناسي هذا هو الخنجر الذي توسط ضلوعي فلم ينجح اولئك في كسر شوكتي ونجحتم انتم في هدم عزيمتي لانني لم اكن لاتوقع منكم بالذات ان تغتالوني بقسوتكم . يارب ماذا عساني ان اقول اهلي ومعارفي يهدمون حياتي يارب اتراهم يشعرون . لماذا لا تسالوني لماذا الملامة اليست حياتي ولي حق اختيارها وان كانت مجنونة كما ترونها . تستتفهون عباراتي وتقاطعونها بالقول ( شوفي الناس شصار بيها هسة انتي اشفتي ) هل تريدوني ان اقع بأكثر مما رايت امحبة هذه ام عداوة .
ووسط هذا الكم الهائل من الضغوط التي تمنيتها ان تكون لفظية غير انها استفحلت لتجذب كل من يؤيدني الى طرفهم باتفاق لتركي وحيدة كي اخضع وكانها حرب ضروس وجدت نفسي مجبرة على تنازل من جانبي بالموافقة للرجوع لبغداد لزيارة على ان لا اعود لمنطقة سكناي المخيفة والتي تغطيها سحب الارهاب وبالحقيقة انني لم اقدم هذا التنازل الا عندما حرجتني الحاجة لمراجعة دائرة رسمية في امر ما وعندها مررت على دائرتي التي انا في اجازة منها وما ان دخلت حتى شممت ذات الرائحة واستقبلوني بسخرية (اجتي العلوية) رغم انني لم اتشرف بالنسب الطاهر واحاطوني مليون دينار اين انتي عنها !!! لماذا لا تباشرين سوف يفصلونك . قلت لهم اين المتعلقات المالية التي تركتها فحسبوا لي واعطوني رقما غير انهم لم يكتبوا الصك قالوا لي( تعالي باجر) خرجت في نية عدم العودة لكن حاجتي بأن اقدم اجازة اخرى ارجعتني لارى الصدك يقرا ربع المبلغ !! لقد سرقوني وهنا عزمت على ان اتركهم للابد لان الملايين لم تشبع نفوسهم المريضة ؟
عدت الى مكاني الذي ارتحت فيه وها انا ذا محاطة بالضغوط التي لا اعلم ما شانها بي تسلب مني المقربين في تفاصيل لا استطيع ذكرها لقد حاولت ان اريح كل من حولي غير انني لا استطيع ان اقدم هذا التنازل بالرجوع فلماذا هذا الاصرار على تسقيطي تارة بانني غير وطنية واخرى باني بلهاء وغير محبة لمن لم اتبعهم . قسما بالله لا استطيع اشعر بانني سوف اموت ان رجعت لتلك الدائرة والى اجواء بغداد التي يعتريها الخوف والنقص في ابسط الاشياء حتى تم اختيارها العاصمة الاسوء مع كل الاسف .لقد اخذوا مني من كانوا يؤمنون بما اؤؤمن به واردوني فريسة السهر وقلة النوم فقط اردد كلمة لماذا . لم ادع دعاء لم اقراه ولا ختمة لم اعملها فقط ليفهمني الناس حتى انني راجعت صديقتي الطبيبة النفسية والتي اعطتني الكثير من الرسومات والاختبارات لتحلل شخصيتي ولتستنتج بانني مريضة بالمثالية يالهي الى من اشكو كيف افهم الافراد محدودي الفكر بهذا المرض اكيد انهم سينفجرون ضحكا . لا اريد منهم سوى ان يتركوني لبعض الوقت بحاجة لهذا الوقت لفك طلاسم عاصمتكم التي احبها من قلبي لكني الان بحاجة الى الابتعاد لماذا كل هذا الضغط فانا لا اسائل احد حاجة واريد ان اعيش بسلام .
لا تعيبوا على الحكومة عنادها واستهتارها بنا فقصتي غيض من فيض صراعاتنا في ما بيننا حسبي الله ونعم الوكيل بالبعث اللعين الذي غير ملامح شخصية العراقي النبيل الذي نشتاق اليه ولشهامته اصبحت الناس كالوحوش وحتى الوحش فانه ان سد جوعه كف غير ان وحوشنا لا تكف ابدا عن الايذاء اسال الله لنا الهداية اعتذر فربما لا تعتبر حروفي مقالا بل شكوى الى المؤمنين الذين اتمنى ان لاينسوني من دعائهم فلقد جرحني اقرب الناس باتهامي بانني لا احب ربوعي وماضيي حتى ادخلوا الشك في نفسي بانني ربما اكون مبالغة في امر الكرامة والحفاظ على امانة الله اروحانا وكم اتمنى انني لو قتلت حقا في تلك الايام العصيبة وكنت خبرا عاجلا لكنت الان اتوسد قبرا لا اجد فيه الا عملي ومظلوميتي .
نسألكم الدعاء
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha