المقالات

المطلوب قضاء عادل ومستقل

691 14:20:00 2010-07-21

حسن الهاشمي

إن دستور العراق الجديد أناط بمجلس القضاء الأعلى مهمة إدارة شؤون الهيئات القضائية والإشراف على القضاء الاتحادي في المواد 90 / 91 من الدستور حيث فك كل ارتباط بين السلطة القضائية ووزارة العدل باعتبارها إحدى وزارات السلطة التنفيذية، ونجد إن الدستور جعل للقضاء موازنة سنوية مستقلة يقوم باقتراحها مجلس القضاء الأعلى ويعرضها على مجلس النواب بموجب المادة 91 الفقرة ( 3)، وتبقى الانعطافة المهمة التي أوجدها التغيير السياسي في العراق بارتباط القضاء بمجلس القضاء الأعلى، حيث أحدثت نقلة نوعية تطويرية نحو تطبيق العدالة التي تسعى إليها الحركات الإنسانية لخدمة الإنسان وفق أسس ديمقراطية.ويتصور بعض الساسة في الدولة الديمقراطية الفتية إنه فوق القانون أو إنه وحزبه وقوميته وجماعته في منأى عن المساءلة مهما صدر عنهم من أمور ولو كانت خارقة للقانون، وعلى القضاء العادل والمستقل أن يقضي على مثل هذه الحالة، ويتوجب عليهم العمل على تحقيق الاستقلال من خلال حيادهم والتزاماتهم الوظيفية وتوحيد المطالبة فيما بينهم لترسيخ مفاهيم العدالة والاستقلال اللذان يتنعم بهما القضاء في النظام الديمقراطي. ومما يؤسف له إن إجراءات القضاء فيما يتعلق بالتحقيق مع الإرهابيين والبت في قضاياهم وحسم أمورهم بات قضاءً هزيلا وضعيفاً ويخضع في اغلب الأحيان لتدخل بعض الجهات السياسية في قراراته بما ترى هذه الجهات انه يحقق لها مكاسب سياسية، وإن تعدد وسائل التدخل في مهام السلطة القضائية يعد خرقا خطيرا لمبدأ استقلال القضاء، وانتهاكا للوظيفة القضائية وعدم الامتثال لسلطة القانون، وان التمادي في هذا الجانب ولأي سبب سيعرقل سير الإجراءات القضائية بعدالة واحترام حقوق الأطراف، الأمر الذي يعد اعتداء صارخا على حكم القانون وعلى مبدأ استقلال القضاء ولما فيه من مخالفات للدستور وتجاوز غير متحضر للنظم الإنسانية عرفا وقانونا.وان محاولات التجاوز على السلطة القضائية للحد من تطبيق القانون استهداف غير لائق ولا مبرر له، وعلى الأحكام القضائية التي تصدرها المحاكم - لاسيما ضد من ثبتت إدانته بالجرم المشهود أو الاعترافات اليقينية وليست الكيدية بما اقترفوه بحق الشعب الصابر - أن تأخذ مجراها بكل جرأة وإقدام من دون إعادة نظر أو تحيز، ولابد للقضاء خاصة ما يتعلق منه بمراحل التحقيق واتخاذ الإجراءات القضائية المطلوبة أن ينفذ الأحكام مهما كانت على المجرمين والإرهابيين، وأن يأخذ دوره الفعّال لحماية المواطنين من شرور المجرمين الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء وينزل بساحتهم ما يستحقونه من جزاء عادل ينصف الضحية ويقتص من المجرم.إن استقلال القضاء شرط رئيس ومهم للإصلاح على اختلاف صوره، وأهمها الإصلاح السياسي ومحاربة الفساد والضرب بيد من حديد ضد كل من تسول له نفسه ويرتكب جرائم القتل الجماعي ضد الأبرياء وكذلك جرائم السرقة والابتزاز والرشوة والتمييز العنصري والتطهير العرقي وكل ما ينمي الفتنة ويذكي نار الاحتراب الطائفي المقيت، وبات القضاء في النظام الديمقراطي يشكل أمل الناس في الإصلاح، فإذا خاب أملهم فيه فأنهم حتما سوف يلجئون إلى العنف لأخذ حقوقهم، أو يحنون إلى الماضي بما يحويه في ذاكرة العراقيين من مآسي وويلات وظلم وقهر وتهميش، وهذه هي الطامة الكبرى.إذن قدرنا الوحيد إن نعزز من استقلالية السلطات الثلاث ونعطي هيبة خاصة للقضاء حتى لو جاءت قراراته على خلاف مصالحنا الحزبية والقومية والشخصية، والتزام المسؤول بما يصدر من القضاء المستقل ظاهرة حضارية تصب في صالح الجميع، ولينظر إن المتضرر من نوع الحكم هو المجرم بغض النظر عن خلفياته الدينية والقومية والحزبية، وإذا ما تعاملنا إزاء ما يصدر من القضاء العادل بهذه الروحية فنحن بخير وباستطاعتنا القول بأننا على السلم الديمقراطي ولو في مدارجه الأولى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك