المقالات

هفوات المسؤولين تخفي ورائها كوارث ادارية مستعصية تعصف بالناس!!

912 22:24:00 2010-07-18

ابو هاني الشمري

العراق الجديد اردنا له ان يدار بأيدي رجال جدد يتجاوزون مرحلة الروتين القاتل وقانون الادارة البعثي المتهرئ ... فإذا بنا نصاب بصدمات تلو الاخرى ونحن نرى المدراء والمسؤولين والوزراء والنواب الجدد اكثر تقاعسا وتخلفا واشد تراجعا ممن سبقهم ...الذي اثارني لكتابة هذا الموضوع هو ((تأكيد أمين بغداد صابر العيساوي على ضرورة تسريع اجراءات منح إجازات الإستثمار وتخصيص الأراضي للمستثمرين ، مؤكداً أن أمانة بغداد تتفاوض مع شركات تركية لبناء مجمعات سكنية ضمن مشروع بناء مليون وحدة سكنية))انتهى... كلام السيد امين بغداد هذا نموذج يمكن اقتباسه لبقية التصريحات التي تصدر من المحافظين في بقية مناطق العراق والمسؤولين في هيئات الاستثمار وغيرهم ممن يصرح بشئ والواقع شئ آخر يختلف كليا ليجعلنا نقرأ مابين سطور هكذا تصريحات ...هذا الكلام لو طبقناه على ارض الواقع لوجدنا ان ورائه لا ابالية في ادارة البلد يتحمل وزرها جميع الذين اداروا دفته وبلا استثناء طوال السنين الماضية وللاسباب التالية:• ان مرور سنوات طويلة تجاوزت السبع وكل المسؤولين يعلمون بأن العراق يحتاج الى مايقرب المليونين وحدة سكنية خلال الفترة الحالية ومع ذلك لم تخصص الاراضي اللازمة لحل هذه الازمة الموجودة منذ اليوم الاول الذي تشكلت فيه حكومات العراق المتوالية بعد سقوط زمرة صدام العفن وحتى هذه اللحظة دليل دامغ على ان كل المعنيين بهذا الشأن فاشلين اداريا ولايهمهم التحرك الجاد لحل مشاكل العراق الآنية.• اغلب اراضي العراق والبالغة مساحته اكثر من 335 الف كم مربع هي ملك لوزارات الدولة حسب القانون العراقي وحتى ان الاراضي الزراعية هي اراضي مؤجرة للفلاحين لمدد طويلة حسب قانون وزارة الزراعة اي انها ليست لهم ملكا صرفا.. وهذا يعني ان تخصيص الاراضي التي تعود لهذه الوزارات او المحافظات او الجهات الحكومية الاخرى لاتحتاج الى اجراءات طويلة سوى توقيع اوراق يمكن ان تتم خلال اجتماع مجلس الوزراء والذي يجب ان يعقد في حالة العراق الحالية بمدد لاتتجاوز العشرة ايام في اسوأ الاحول اذا ما اراد مجلس الوزراء ان يعمل بما يرضي الله قبل ارضاء الناس !! لانها اراضي تابعة للدولة وليست خاصة تخضع لمزاج المالك. لذا يمكن ان تقوم كل وزارة بما عليها من مسؤولية لتخصيص تلك الارض بشكل سريع وخلال هذا الاجتماع بلا حاجة لذهاب الاوراق بين اروقة الدوائر وخضوعها لمزاجية هذا المدير او ذاك وضياعها وضياع قيمتها الخدمية للناس بين دوامة كتابنا وكتابكم التي ابتلي بها عراق المصائب.• ان وجود ازمة حقيقية في السكن داخل العراق وحاجته الى ما يقرب المليوني وحدة سكنية تعني ان الحكومة الحالية والحكومة المستقبلية والتي تليها غير قادرة على انهاء هذه الازمة من خلال الاستثمار فقط بالبناء العمودي ... وهذا الموضوع يجب ان ينتبه له المعنيين بهذا الشأن والذين يخرجون علينا بين الحين والآخر بتلك التصريحات السخيفة التي لاقيمة لها ضنا منهم انها ستجد اذنا صاغية عند العارفيين ببواطن الامور ويعقدون الندوات والمؤتمرات التي لاقيمة لها سوى هذيان في هذيان ولا تطبيق فعلي لها, لان مسألة بناء وحدات سكنية تتعدى المليون وحدة يحتاج الى سنين طويلة قد تتجاوز العشر سنين في الحالات المثالية (واقصد بالمثالية توفر العامل الامني والمواد الانشائية والخدمات الاخرى كالماء والكهرباء وماشابهها اضافة الى وجود آلاف (نعم آلاف) الشركات الكبرى المتخصصة والمكاتب الاستشارية في هذا المجال والتي لديها الامكانية المادية للاستثمار) وجل هذه الامور بل كلها غير متوفرة فكيف سيتم بناء هذا العدد الهائل من الوحدات السكنية في فترة قصيرة... وأنا هنا لا أتكلم جزافا بل عن دراسة ودراية وتجربة في البناء لخبرتي الطويلة فيه. لهذا فأن الابقاء على امل البناء من خلال الاستثمار والغاء دور المواطن بشكل كامل هو من الامور الغبية التي تتحمل وزرها كافة الجهات الحكومية المعنية ... لان الامر المنطقي في تطور الحياة هو ظهور مدن جديدة بزيادة عدد السكان في الدول او توسع المدن الموجودة افقيا وهذا هو الامر الطبيعي ولكن مما يؤسف له ان ماحدث في العراق ومنذ عهد النظام الصدامي القذر وحتى كتابة هذا الموضوع هو صدور تعليمات الى الدوائر البلدية في المحافظات والدوائر البلدية في محافظة بغداد بالسماح للناس بفرز دورهم ...اي بمعنى اخر منح اصحاب الدور الموافقة على بناء مشتملات سكنية وفصلها عن الدار الاصلية وهو ما أدى الى حصول تشوه كبير في كل مدن العراق بلا استثناء لان تعليمات الفرز قضت بشكل نهائي على اي فسحة جمالية لشئ اسمه ارض خضراء لتلك الدور السكنية اضافة الى حصول عجز كبير وضغط على خدمات الكهرباء والهاتف وتصريف المياه ان وجدت والتعليم (عدد المدارس) والنقل وغيرها ... وهو الذي اوصل بغداد كمثال الى هذا الحال الذي وصلت اليه .... بينما المفروض هو ان يتم توسيع المدن التي كانت موجودة سابقا افقيا او بناء مدن جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية من خلال توزيع الاراضي السكنية ودعم اصحاب تلك الاراضي ماديا من خلال المصرف العقاري او بقية الجهات المالية المعنية لغرض البناء .. مع قيام الحكومة من جانبها بتوفير الخدمات الضرورية لحياة المدن الجديدة ... هذا هو الامر المنطقي والذي يسرع في حل ازمة السكن. لان الناس الذين يسكنون بيوت الصفيح والمتجاوزين على اراضي البلديات التي تقع ضمن التصميم الاساسي لتلك المدن يتحرقون للحصول على قطعة ارض لهم عسى ان يبنوا عليها دارا تحمي عوائلهم من جور السلطة المحلية التي تهددهم بين الحين والاخر بازالة التجاوزات دون ايجاد الحل البديل لمحنتهم وكأن ارض العراق هي ملك صرف لهؤلاء المسؤولين واهليهم يعطونها من يشاؤون ويمنعونها عمن يشاؤون اوأنها هبة يمنحونها للناس او صدقة يتصدقون بها عليهم. لذا فأن اعادة جمالية ماتبقى من مدن هو ايجاد البديل من قطع الاراضي لهؤلاء المتجاوزين اولا ومن ثم ترحيلهم من الاراضي المتجاوزين عليها. • ان التصريحات اليومية التي تخرج علينا من هذا وذاك والتي تبدأ بـ (سوف) يجب ان تتوقف لانها تجعلنا نستصغر هؤلاء الذين يبنون لنا مدنا على الهواء او في احلام يقضتهم ليس الا ... فالمسؤول الذي يخرج علينا ليبشر الناس بأن المشروع الفلاني الذي يحوي على مئة او مئتين او حتى خمسمئة وحدة سكنية وصرفوا عليه سنتين او ثلاث سنين لانجازه كان عليه ان يخفي هذا الخبر (كما تدفن القطة برا....) وألاينشره على الملأ لانه مخجل ويدل على اهمال هذه الحكومة ومن سبقها لهذا الملف بهذا الشكل المهين وصدق المتنبي حين قال وتعظم في عين الصغير صغارها .... وتصغر في عين العظيم العظائمفما قيمة خمسمائة او الف او عشرين الف وحدة سكنية تنجز خلال سنتين او ثلاث مقابل هذا الكم الهائل من الحاجة لتلك الوحدات داخل العراق ... والاحرى بالمسؤولين ان كانوا اهل للمسؤولية ان يشمروا عن سواعدهم ويحددوا اماكن لمدن جديدة وبشكل سريع ... وفي بغداد وحدها وعلى سبيل المثال هناك حاجة حقيقية وملحة لبناء اربع مدن جديدة في اطرافها توزع حسب الكثافة السكانية وتوفر الاراضي المطلوبة لها مع تثبيتها موقعيا من قبل مساحي الدولة على ان تتوفر لها خدمات الطرق بشكل اولي ليتمكن الناس من الوصول اليها والمباشرة ببناء قطع اراضيهم السكنية ... مع الاخذ بعين الاعتبار توزيع هذه الاراضي وكبداية على المتجاوزين على التصميم الاساسي للمدن الحالية وعلى المحتاجين لها فعلا خلال فترة وجيزة كي يساهموا بحل الازمة بشكل سريع لان كل مواطن يمكنه ان يتابع بناء داره بشكل اسرع من اي شركة وروتينها القاتل وبناء داره التي يحلم بها لتحميه وتحمي عائلته لان التوسع الافقي المسيطر عليه وبشكل مقنن ومدروس لحل هذه الازمة الخانقة خير من الانتظار عشرات السنين على امل بناء عمودي وراءه امل ضعيف بحل الازمة . وهذا هو الامر الطبيعي المعمول به في دول العالم التي عانت من هكذا ازمة ... حتى ان عبد الكريم قاسم رحمه الله فعل نفس الامر واعاد تنظيم مدينة بغداد بسرعة وقضى على الازمة في ذلك الوقت وعلى التجاوزات التي تم فيها بناء مناطق غيرنظامية ذلك الحين كمنطقة المجزرة في شرق بغداد ومنطقة الجكوك في غربها وانشأ مدن نظامية بدلها كمدينة الثورة شرق بغداد(حاليا مدينة الصدر) والفضيلية التي خصصها لمربي الجاموس على نهر ديالى شرق بغداد, ومدينة الشعلة في غربها بدلا من تلك التجاوزات حيث تمت ازالتها وبناء مدن جميلة بدلا منها كما هو حال منطقة شارع فلسطين التي بنيت على انقاض (المجزرة ... او ما كانت تسمى حينها المزرعة الملكية) وقد قام الناس ببناء دورهم ونشأت مدينة الثورة بزمن قياس لم يتجاوز السنتين واستقر الامر بشكل منطقي وحل سريع كما بنى الناس ايضا مدينة شارع فلسطين وغيرها.

لذا فنحن اليوم احوج مانكون الى افعال لا أقوال شبعنا منها وتصريحات بالبناء غطت العراق كله من الشمال الى الجنوب بينما واقع الحال صورة مختلفة تماما عما يطلقه المسؤولون من تصريحات جوفاء.وأقول لهؤلاء المسؤولين كم من الشركات ستأتي عندنا للاستثمار ونحن نعمل بهكذا اسلوب متخلف لحل ازمة هكذا ملف لاننا بعد مرور سبع سنوات لم نتمكن من تحديد الاراضي التي نريد للشركات صاحبة الاموال ان تستثمر اموالها عندنا اليس هذا امر معيب.سمعنا منذ سنين طويلة ومنذ العهد البعثي البائد بمشروع المترو وجائت حكومة العهد الجديد وكل يوم يقولون حولنا وفعلنا وسوف وسنفعل ...ولاشئ من هذا صار... وسمعنا بعين بغداد المرادفة لعين لندن ... وسمعنا بمدن العراق التي رسموها في احلامهم الوردية وفنادقه الغنّاء ومتنزهاته التي بدأوا بالحديث عنها ولم تنتهِ حتى هذه الساعة .. وتحدثوا عن معامل تدوير النفايات ومشاريع الاحزمة الخضراء للمدن وووو ... ولانستطيع حصرها لكثرتها ولكننا نرى بدلا من تلك المشاريع في كل زاوية كومة من الازبال وفي كل شارع عشرات بل مئات المطبات والتخسفات ومياه المجاري تطفح في الشوارع والتراب يدفن الناس والناس تموت عطشا في الشتاء ... ورغم كل ذلك لايخجل المسؤولون من ان يصدحوا بقريحتهم انهم قد بنوا كذا وانجزوا كذا من المشاريع ....لكم الله ايها التلاميذ الذين تدرسون في مدارس من قصب في عراق الخير وارض السواد!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
باقر
2010-07-19
لو بني (بالمبني للمجهول)الانسان على الصدق والامانة وحب الوطن والاخلاص في العمل خلال السنوات الماضية التي اعقبت حكم البعث لبني كل شيء آخر على الوجه المطلوب..والمفارقة العجيبة ان اغلب الاحزاب التي اشتركت في حكم العراق بعد التغيير هي احزاب تدعي الاسلامية,في حين لم تفِ بالحد الادنى من مبادئ وقيم واخلاقيات الاسلام وصفات حامليه!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك