علي حسين غلام
عقدة عدم الثقة بين الأحزاب والقوى المشاركة في العملية السياسية أصبحت ظاهرة مرضية مزمنة خلفت كثير من العاهات المستديمة في الجسد العراقي ، وسلبيات تتراكم لتمضي بالوضع السياسي نحو منحدر خطير ودخول نفق مظلم لا بصيص أمل فيه والتي ستؤدي الى أفشال العملية الديمقراطية في هذا البلد ، ولعل أبرزها ظهور الديمقراطية التوافقية التي زرع بذرتها الملعون بريمر وسقتها هذه القوى حيث كان لها الأثر الواضح على تشكيل الحكومة السابقة والحالية بالأضافة الى أنتخاب الرئاسات الأخرى ، وكذلك على شعور الجميع دون أستثناء بالقلق والأحساس الممزوج بالخوف من خفايا الأيام والقدر القادم من هذه الظاهرة الخطيرة ، أن هذه القوى السياسية ومن أجل بقاءها على الساحة والصراع على السلطة بينها لغرض تقاسم النفوذ والمال قسمت المنظومة الأجتماعية الى قوميات وطوائف وأثنيات بحجة تمثيلها في الأستحقاق الوطني بالأضافة الى ذرائع ومبررات في أستحقاقات المعارضة أو بسبب مظلومية الأغلبية في الحقبة السابقة ، ومكون بدأ يتخوف من التهميش والأقصاء لمعرفته الطويلة بقوة السلطة في نيل المكاسب والأمتيارات وتقليم أظافر الخصوم ، أن هذه الدوافع الداخلية الشائكة قد مهددت لتدخل قوى أقليمية ودولية في الشأن العراقي لتزيد تعقيداً في المشهد السياسي وفق منظور مصالحها وتوجهاتها السياسية والأقتصادية أو لأسباب تأريخية وجغرافية، وتضع عقدة تشكيل الحكومة في عنق زجاجة ورميها في بحرهائج مظلم ، ليختلط الحابل بالنابل في جو ضبابي مشحون بعدم المصداقية والريبة بين تلك القوى وكذلك لتضع الحلول الناجعة لأنتشال المجتمع من هذا المأزق الخطير الذي سيؤدي الى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها ، للأسف وأقولها بمرارة أن الأيام التي تلت الأنتخابات كشفت كثير من القضايا والحقائق للجماهير والتي كانت مخفية بسبب الوطنية البحته أو حسن النية لأجل التغيير أو بسبب التعاطف والأنتماء القومي والطائفي أو بسبب الميول والأتجاهات الفكرية أو الأيدولوجية ، لقد أظهرت الحقائق زيف ألوان صور كثير من الشخصيات التي بانت سوداوية تخلو من ألوان الصدق والأمانة والألتزام بالمبادئ والقيم والأخلاق الحميدة ، وبحقيقة أحزاب أصبحت خاوية من المضمون الفكري والعمق العقائدي وبعيدة عن المبادئ والرسالة التي جاءت من أجلها وتسير في طريق مخالف للعمل والمناهج التي يجب أن تصب في صالح الوطن والمجتمع ، أن هذه الأحزاب قد اختزلت ببعض الشخصيات لتصبح المحور في أي حوار او حراك سياسي من أجل تشكيل الحكومة وأصبحت مصالح الوطن والمواطنين شيء ثانوي لا أهمية لها ، وأصبح وصول تلك الشخصيات الى سدة الحكم هو الأهم والمهم والمطلوب تحقيقه بأي شكل من الأشكال ، بل الى أختزال الشعب والوطن والوطنية والمباديء والقيم ومصير الأمة ببقاءها أو زوالها عبر هذه الشخصيات والعودة من جديد الى القائد الضرورة والرمز الأوحد والى الحزب الواحد الشامل الكامل المتكامل الذي لا يساوي درهماً من دون هذا القائد الملهم ، لقد أصبح للجماهير تصور واضح ورؤية جديدة ترتكز على مفاهيم ومعايير المصلحة الوطنية وخدمة المواطنين وتقديم الخدمات والشعور بالمسؤولية والصدق والأمانة في الأداء والأخلاص والجدية في العمل من اجل تطور ورقي الوطن ،ونبذ الشخصنة والمصلحة الحزبية والفئوية الضيقة ، أن الدرس المفيد والزاخر بالتصورات الجديدة من هذه التجربة عمقت المعرفة وزادت في الفهم والأدراك بهذه الشخصيات فأن الايام القادمة ستكشف ما مدى الوعي الكبير الذي وصلت اليه هذه الجماهير لو أعيدت الأنتخابات مرة ثانية في أختيار من هو الأكفأ والأصلح والدليل هو تخوف بعض الشخصيات من أعادة الأنتخابات وأعتباره تجاوز على الديمقراطية والدستور وأبتعاد شخصيات أخرى عن التعليق وعمل جهات أخرى على طمس هذه الفكرة وتوجه آخرين الى تشويه هذه الصورة الجديدة التي ستفضي الى معادلة جديدة وأنهيار لشخصيات لسقوطها بنظر الجماهير بسبب الشخصنة وحب الذات بل لهزيمة أحزاب طالما تبجحت بنضالها وسفر تأريخها الطويل بسبب الهشاشة التنظيمية وشعاراتها الخادعة في العناوين والوعود الكاذبة البعيدة عن التطبيق والمزيفة في التنظير ، أن أعادة الأنتخابات ..هو الحل للخروج من عنق الزجاجة والمأزق الذي وضعونا فيه وحلحلة للوضع السياسي وأخراج البلد من دوامة العنف وعدم توفر الخدمات ومشاكل الكهرباء والماء والبطالة وذلك بأنتخاب من يقدم برنامج وطني متكامل سياسي وأقتصادي وفق رؤية منهجية موضوعية ومهنية وأكاديمية علمية وعملية للنهوض بالواقع المتردي والسيء الى الأفضل والأحسن ضمن أطار حكومة وطنية تقدم الخدمات وتخدم المواطن بعيدة عن طمع المناصب والمال والجاه والنفوذ وتضع الوطن نصب أعيونهم ومصالحه فوق كل المصالح .. لنرفع جميعاً شعار أعادة الأنتخابات ..هو الحل
https://telegram.me/buratha